الإمام زيد ثورة لتصحيح المسار.
بقلم: أم الحسن أبوطالب .
مايزال شهر محرم الحرام محطة حزن وآلام وذكريات من الأسى والحرمان ، وشهر تتجلى فيه عظيم التضحيات وتتكشف فيه حقائق الأمور وفق منهجية قرآنية ترتب الأولويات وتعطي كل شخص حقه وقدره وينتصر فيها الدم على السيف، من أعظم عظماء الأمة الإسلامية الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب سلام الله عليهم أجمعين الذي قاد ثورة التحرر والأحرار نحو العزة والكرامة،ثورة الإمام زيد ثورة جاءت لتغيير واقع الأمة إقتفاءا لثورة الحسين التي قامت ضد الطغاة الظالمين ، ولرسم منهج واحد ومسار لايتغير في طريق الدعوة إلى الله والثبات على درب الهداة والأولياء في عدم موالاة الأعداء ومداهنتهم والرضوخ لهم حتى وإن كان الثمن ذلك هو الروح والمال والولد.
تأتي أهمية ثورة الإمام زيد من أهمية موقعه في الأمة ومكانته العظيمة فيها وهو من عرف قبل شجاعته وبطولاته وعدم خوفه من الظالمين، عرف بحكمته وعلمه وتفقهه في الدين حتى سمي” بفقيه آل محمد”لكثرة علمه وحكمته وسمي أيضا بحليف القرآن لكثرة ماعرف عنه من مجالسته لكتاب الله وتعلقه به وفهمه لأسراره ومكنوناته ،فهو ذاك العالم الذي تشبع من ينابيع المعرفة في القرآن الكريم فزداد اهتماما بأمر الأمة وبأحوالها فما كان أن يسكت وهو يرى ما آلت إليه الأمور فيها .
“من أحب الحياة عاش ذليلا” هكذا قام الإمام زيد لهذه الروحية التي جسدها قولا وعملا،وحدد بها عنوانا لكل من تشبعت روحه بالعزة والكرامة وإباء الضيم ،ونصرة المستضعفين ،أولئك الذين علموا أن الحياة دار فناء وأن الجنة هي دار البقاء ،فعملوا على إصلاح آخرتهم بإصلاح دنياهم التي لا تستقيم إلا وفق المنهج الذي حدده الله تعالى عبر شريعة الإسلام .
ثورة الإمام زيد ثورة تتجدد بتجدد العصور وبقاء الصراع بين أهل الحق وأهل الباطل،ففي كل عصر سنرى الطغاة والمستكبرين ومن يتبعهم من ولاة الجور وعلماء البلاط ،ومادام الثقلين موجدان سنجد أمثال الإمام زيد ومن سار على نهجه ،سنراهم في مواجهة مستمرة وعداء دائم للمبدلين لشريعة الله وسنة نبيه،وسنرى تحقق النصر لأهل الحق مهماكانوامستضعفين ،وسنرى حتمية انتصارهم مهما كانت نتيجة الصراع فيما يظهر لنا بعيدة أو منعدمة ،تلك هي سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا.