الإمام زيد.. ثورة إصلاح لحال الأمة…بقلم/محمد عبدالسلام
تحل علينا ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليه السلام لتحثنا على مواصلة خط الجهاد في إحياء الدين ومواجهة الطغاة على ذات الطريقة والنهج الذي سار عليه الإمام علي والإمام الحسين.
لم يكن الإمام زيد بن علي عليه السلام شخصية ثورية فحسب بل أحد أقطاب الإسلام حليف القرآن، تتلمذ على يديه الكثير من علماء الإسلام وأصحاب المدارس المنتشرة في العالم الإسلامي اليوم، وإليه يعود الفضل في إحياء فريضة الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
من أكبر ما تعانيه الأمة الإسلامية هو الشتات الذي مزق جسدها في أهم مرحلة فاصلة بين الحقبة الأولى والثانية، حيث أصبح منهج الإمام زيد وثورته غريبة عند البعض متناسين الكثير من المبادئ التي عليها قام الإسلام والقرآن.
الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي عليهم السلام ينتسب إليه كل ثوري مجاهد آمر بالمعروف وناهٍ عن المنكر، أي أنه لم يكن داعية مذهب، بل ثائراً مستنهضاً الأمة لتتحمل مسؤوليتها في إقامة الحق والقسط في الأرض، ولم تظهر التقسيمات المذهبية إلا في فترات متأخرة عندما حاول البعض أن يجعل من مثل هذه الثورة طريقا للسلطة أو للخلاف السياسي.
كان الإمام زيد بن علي عليهما السلام من أكثر الناس تقوى وعلما وإيمانا والتصاقا بالقرآن وحرصا على وحدة الأمة الإسلامية.
إن الذين حاولوا في زمن معين أن ينهجوا طريقا آخر وجدوا أنفسهم في نهاية المطاف أمام استحقاق يلزمهم التحرك الجهادي القرآني، ولهذا نلحظ أن الكثير من علماء وصلحاء الأمة يرون في الإمام زيد بن علي عليه السلام ملهما لهم في كل تحرك مسؤول.
وإن انتسب إلى الإمام زيد بن علي عليه السلام طائفة كبيرة من المسلمين ساروا على خطه ونهجه فيما يعرف بـ(الزيدية)، إلا أن مبادئ تحركه الشامل وما ترك من تضحيات تجسدت في أولاده من بعده ومن غيرهم كانت تثبت أن الإمام زيد ثورة إصلاح لحال الأمة في مواجهة الانحراف والفساد والتسلط والظلم وليست مذهبية على الإطلاق.
لقد ترك الإمام زيد بن علي عليهم السلام بصمة خالدة في تاريخ الإسلام نالها من خلال التقدير والثناء والاعتراف بثورته وتحركه وجهاده وغزارة علمه وفهمه القرآن الكريم، وقد شهد له علماء الإسلام المنصفون على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم .
إننا نعتبر الإمام زيد بن علي عليه السلام امتدادا حقيقيا وراسخا لخط الرسالة السماوية ومنهج القرآن الكريم، تحرك بحركة الإسلام، ومبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو ذاته المنهج الذي تحرك عليه كل الأئمة والشهداء والعظماء على مر التاريخ ونستلهم من ثورته التضحية في سبيل الله والشهادة لله على الحق مهما بلغت التضحيات.
وفي مرحلة نلحظ أن ولاية أمر الأمة باتت تذهب لصالح أمريكا وإسرائيل.. فإن الموقف الذي تتطلبه هكذا مرحلة لصون الأمة من ذلك المنحدر هو موقف الإمام زيد عليه السلام، فإما ولاية صريحة لله ولرسوله وللقرآن الكريم، أو أن الأمة متجهة نحو الولاء للطاغوت الأمريكي والإسرائيلي.