الإمارات تكذب.. تسحب قواتها إعلاميًا وتملي وصايتها في اليمن ميدانيًا
يوما بعد يوم، يتكشف كذب إعلان الإمارات سحب قواتها من اليمن، عقب مواصلتها لتنفيذ سلسلة مؤامرات تملي من خلالها وصايتها عن البلد الذي مزقته الحرب.
وقالت تقارير إعلامية إنه مر سنوات على إعلان الإمارات سحب قواتها من اليمن، لكن مساعيها لفرض وصايتها على كامل البلاد لم تتوقف.
وأكدت أن مؤامرات الإمارات ضد اليمن تتواصل منذ سنوات لحصد امتيازات الموقع الجغرافي التي يحظى به واستخدامه كلقمة سائغة لأهدافها.
ويعاني اليمن منذ سنوات من حالة حرب وسياسة قوى متصارعة ومتدخلة أسهمت بتفتيت مركزه كدولة ذات سيادة وثم تنازع مركزها القانوني بين الفرقاء والأوصياء.
وكشفت وثائق رسمية مسربة تفاصيل مثيرة عن دعم الإمارات لميليشيات انفصالية في أرخبيل جزيرة سقطرى اليمنية، تعزيزا لخطة أبوظبي في التوسع والنفوذ في الجزيرة الاستراتيجية.
وأبانت الوثائق أن أبوظبي قدمت منحاً مالية بلغ مجموعها 46 مليون ريال سعودي إلى مليشيات المجلس الانتقالي الانفصالي في سقطرى.
وتشير إلى دفع الإمارات 42 مليون ريال سعودي ببند دفع خاص للقيادي البارز بميليشيات الانتقالي الانفصالي في جزيرة سقطرى عبدالله بن عيسى آل عفرار.
ويتهم مراقبون الإمارات بتقديم هذه المنح لتسهيل تغلغل الإمارات في الجزيرة والسيطرة التامة عليها.
كما شملت دفع 440 ألف ريال سعودي بمسمى ضيافة الوفد المخابراتي البريطاني الإسرائيلي المكون من 4 أشخاص، زار سقطرى بتنسيق إماراتي مؤخراً.
وكشف مرصد البيئة الدولي عن تفاصيل مثيرة تتعلق بانتهاكات الإمارات في أرخبيل سقطرى في اليمن، كإحدى موقع التراث العالمي ومحاولات عسكرتها.
وذكر المرصد في تقرير له أن “عديد الأدلة والشواهد على عسكرة أبو ظبي الزاحفة لموقع التراث العالمي”.
وبين أنه أرخبيل سقطرى ينظر له كمان مهم من الناحية الاستراتيجية التي تقع بين قناة غواردافوي وبحر العرب.
وأشار المرصد إلى أنه يقع وسط المحيط الهندي على مقربة من طرق الملاحة الدولية الرئيسية.
يذكر أن حساب The Intel Lab المتخصص بخدمة “المراقبة لصور البنية التحتية”، “Infrastructure as a service” نشر تحركات أبو ظبي بجزيرة عبد الكوري.
وتشير الصور لاحتمال الإنشاء الأولي لمطار الإمارات بجزيرة عبد الكوري (كيلميا)، وهي جزء من جزيرة سقطرى اليمنية.
وأشار إلى تحديد شريطين على شكل مدرج ومنطقة ساحة محتملة وتصنيفها منذ بداية عام 2022.
وأوضح مرصد البيئة أن حرب اليمن لها تأثيرات عسكرية على سقطرى، فإن القتال للسيطرة السياسية، والصراع على البر الرئيسي قوض الحوكمة البيئية.
ونبه إلى أنه فاقم الضغوط على تنوعها الحيوي الفريد.
وتواصل الإمارات عزل جزيرة سقطرى عن بقية اليمن، عبر مليشياتها المنتشرة جنوبًا بغية إحكام سيطرتها عليها وتسليمها للجيش الإسرائيلي.
وقالت مصادر محلية إن أبوظبي سجلت 400 شابا من أبناء الجزيرة بكشوفات ميليشياتها.
وبينت أن ترتيبات لنقل المجندين الجدد لمعسكر الحزام الأمني في حديبو لتلقيهم التدريب بإشراف ضباط إماراتيين.
وذكرت المصادر أن الإمارات تستغني عن خدمات المجندين من الضالع ويافع ممن جلبتهم لجزيرة سقطرى بـ 2020 لطرد مسلحي الإصلاح.
وأوضحت أن ذلك بإطار مساعي أبو ظبي لاحتلال الجزيرة والبقاء فيها مستقبلاً، بالتخلص من أي ارتباطات تشير إلى تبعية جزيرة سقطرى للوطن اليمني.
وقالت المصادر إن “ذلك حتى وإن كان ذلك الارتباط عبر مليشيا الانتقالي التابعة للإمارات في اليمن”.
يتزامن تجنيد أبناء سقطرى عقب تجنيد 150 فتاة وشابة من سقطرى نهاية أغسطس الماضي تتراوح اعمارهن بين 15 ـ 22 عاما” ونقلهن لأبوظبي للتدريب.
أطماع الإمارات في سقطرى
ونشرت قناة “الجزيرة” القطرية وثائق وصور خاصة تكشف مخططات وخطوات الإمارات للتدخل والسيطرة على القطاعات الحيوية في جزيرة سقطرى اليمنية الاستراتيجية.
وكشفت حلقة من البرنامج الاستقصائي “المتحري” تحمل اسم “الأطماع المبكرة”، وثائق خاصة بالسفارة الإماراتية بصنعاء.
ويتضح من الوثائق أن الإمارات لديها اهتمام مبكر بجزيرة سقطرى منذ عام 1997.
وبينت “الجزيرة” أن اهتمام أبو ظبي بالجزيرة المطلة على بحر العرب وأهم ممرات الشحن البحرية الدولية قديم.
واستدلت بتقرير سري للخارجية الإماراتية بصنعاء بـ 12 مارس عام 1997، يركز على ثروات الجزيرة وأهميتها الاستراتيجية للملاحة.
أدوات الإمارات في اليمن
وشارك البرنامج تسريبات لاجتماعات خاصة بالمجلس بشأن نقل مجندين من سقطرى إلى الإمارات.
وأكد محافظ سقطرى رمزي محروس أن ضابطا إماراتيا يدعى “أبو سيف” طلب منه تسليم مطار وميناء الجزيرة للإماراتيين.
وأوضح محمد جميح سفير اليمن لدى اليونسكو أن هناك رحلات جوية تتم لأرخبيل سقطرى تنظمها جهات إماراتية.
ومنعت السعودية طائرة إماراتية من الهبوط في مطار جزيرة سقطرى الواقعة في المحيط الهندي قبالة سواحل اليمن الجنوبية.
وتتهم الحكومة اليمنية أبوظبي بدعم “الانتقالي” للسيطرة على الجنوب للتحكم بثرواته وجزره، وبسط نفوذها.
وتشارك الإمارات بصورة رئيسية في التحالف العربي بقيادة السعودية، الذي يواجه الحوثيين، دعمًا للقوات الحكومية، منذ آذار/ مارس 2015.
وتوسعت رقعة الاحتجاجات ضد دولة الإمارات العربية المتحدة ومليشياتها في اليمن، حيث خرج المئات ضدها في جزيرة سقطرى الاستراتيجية.
وتظاهر المئات في أرخبيل سقطرى جنوبي اليمن ضد مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات.
وجاءت المظاهرة تنديداً بتدهور الأوضاع المعيشية تحت سيطرة مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي.
وخلال التظاهرات، رفع المتظاهرون شعارات طالبت بعودة الدولة ومغادرة قوات الاحتلال الإماراتية ومليشيا المجلس الانتقالي من الجزيرة.
كما ندد المتظاهرون بانهيار العملة المحلية، وتردي الأوضاع الخدمية والاقتصادية.
في حين حاولت مليشيا أبو ظبي منع التظاهرة عبر الانتشار الأمني وإغلاق شوارع مدينة حديبو، لكنها فشلت.
وتشهد محافظات شرق وجنوب اليمن منذ أيام احتجاجات غاضبة تنديدا بتردي الخدمات والارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية.
وكشفت مصادر محلية يمنية لموقع “خليج 24” الخطوات المقبلة التي ينوي المتظاهرون تنفيذها ضد الإمارات ومليشياتها.
وأوضحت المصادر أن استعدادات تجري لتوسيع رقعة الاحتجاجات في معقل مليشيا الإمارات بعدن.
وأشارت إلى أن توسيع المظاهرات والاحتجاجات يأتي رغم حالة الطوارئ التي أعلنتها مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا.
وذكرت أن حالة غضب عارمة تجتاح مناطق سيطرة مليشيا المجلس الانتقالي بسبب تدهور الأوضاع المعيشية والانهيار الاقتصادي.
وأكدت المصادر أن اليمنيين يحملون الإمارات ومليشياتها الأسباب التي آلت إليها الأوضاع وانعدام الخدمات الأساسية.
وبينت أن دعوات تصاعدت لمظاهرات بكافة المناطق بعدن في ظل نجاح المتظاهرين رغم محاولات القمع باستخدام السلاح من مليشيا الانتقالي.
وقبل يومين، شهدت عددا من المديريات في عدن، شهدت مساء الجمعة خروج مسيرات ليلية غاضبة.
وتجاهلت التظاهرات حالة الطوارئ التي أعلنها سابقاً المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسيطر عمليا على المدينة عسكريا وأمنيا واداريا.
وردد المتظاهرون بمديريات الشيخ عثمان والمعلا وكريتر وخور مكسر هتافات ضد قيادات مليشيا المجلس الانتقالي.
كما طالبوا بإطلاق سراح المعتقلين لديها على ذمة الاحتجاجات المطالبة بتوفير الخدمات ووضع حد للانهيار الاقتصادي والمعيشي.
وتمكن المحتجون الليلة الماضية من تجاوز الحواجز الأمنية التي وضعتها قوات الأمن في بعض المناطق.
وقتل متظاهر وأصيب 10 جراء اعتداء مسلحي المجلس الانتقالي الجنوبي على المحتجين في عدن.
ونفذت مليشيا الإمارات حملة مداهمات واعتقالات لمشاركين في الاحتجاجات المنددة بتدهور الأوضاع المعيشية.
وبحسب المصادر فإن مليشيا الانتقالي داهمت منازل المواطنين في أحياء المنصورة والمعلا وكريتر، والتواهي.
واعتقلت العشرات ممن شاركوا في الاحتجاجات في سقطرى وقامت بتحطيم منازلهم والاعتداء على أسرهم.
وأعلن رئيس مليشيا الإمارات عيدروس الزبيدي حالة الطوارئ في عدن والمحافظات الجنوبية.
كما دعا مليشياته إلى “الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه زعزعة الأمن والاستقرار في عدن”.
في حين أعلن الائتلاف الوطني “تضامنه الكامل ووقوفه المطلق مع المتظاهرين السلميين بمحافظتي عدن وحضرموت بمطالبهم المشروعة”.
وأكد أن “ما وصلت إليه الأوضاع في عدن ومدن أخرى من انفلات أمني وانهيار العملة وغلاء المعيشة وتردي الخدمات الأساسية”.
هو نتيجة حتمية لعدم تطبيق الشق العسكري والأمني من اتفاق الرياض في سقطرى.