الإمارات تستثمر مليار دولار في شركة مزادات صهيونية : تدعم الحرب على غزة وتوسيع الاستيطان

 

اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة بين الإمارات والكيان الإسرائيلي

تعاون إماراتي إسرائيلي في الاقتصاد والسياحة

تطبيع العلاقات.. واستثمارات بمليارات الدولارات

دعم الاستيطان 

من هو باتريك درّاحي؟

 

وافقت دولة الإمارات على تقديم مبلغ مليار دولار أمريكي لإنقاذ رجل أعمال إسرائيلي شهير من خطر الإنقاذ في أحدث تكريس لتحالف أبوظبي مع تل أبيب الشامل لكافة القطاعات.

فقد وافق صندوق الاستثمار الإماراتي (ADQ)، الذي يرأسه مستشار الأمن الوطني طحنون بن زايد، على استثمار مليار دولار في شركة تابعة لرجل الأعمال الإسرائيلي باتريك دراهي.

وذكر موقع   Ynet News العبري  أن دراهي كان أوشك على الإفلاس، في ظل تأثر أنشطته التجارية بتداعيات حرب إسرائيل على قطاع غزة وانسحاب مستثمرين كبار من الشركات الإسرائيلية.

وأعلن دراهي مالك قناة HOT الإسرائيلية وشبكة i24 الإخبارية، التي تدافع بقوة عن المذابح الإسرائيلية في غزة، عن شراكته مع أبوظبي للحفاظ على ملكية دار سوثبي للمزادات.

واستحوذ دراهي على دار المزادات في عام 2019 مقابل 3.7 مليار دولار، لكنه يواجه صعوبات مالية مع انخفاض ثروته من حوالي 16 مليار دولار إلى ما يزيد قليلاً عن ثلث هذا المبلغ.

وتبلغ قيمة قطب الاتصالات في إسرائيل الآن 6.3 مليار دولار، وفقاً لمجلة فوربس.

وانسحب مستثمرون كبار من التعاملات مع رجل الأعمال الإسرائيلي بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة والتوتر المتصاعد مع حزب الله اللبناني، ما ترك دراهي يواجه ديونًا متزايدة بالمليارات.

ولفت التقرير، إلى أن أبوظبي للاستثمار، تدخلت لتصبح شريكًا أقلية في الصفقة، لكنها لا تزال تترك لدراهي ملكية الأغلبية.

وعلق نائب الرئيس التنفيذي لشركة ADQ حمد الحمادي على قرار أبوظبي بالاستثمار في الشركة قائلاً : “يؤكد استثمارنا إيماننا الراسخ بالقيمة الدائمة لعلامة سوثبي والمنصة الرائدة في السوق، وقدرة إدارتها على تنفيذ أجندة النمو الخاصة بها”.

وأعرب تشارلز ستيوارت، الرئيس التنفيذي لشركة سوثبي، عن ارتياحه للشراكة الجديدة قائلاً إن التمويل من أبوظبي “سيمكننا من تسريع مبادراتنا الاستراتيجية، وتوسيع التزامنا بالتميز في أسواق الفن والرفاهية، ومواصلة الابتكار لخدمة عملائنا في جميع أنحاء العالم بشكل أفضل”.

وأضاف: إذا كان المال يتحدث، فإن هذه الصفقة تكشف أين تكمن التحالفات وتوضح الصورة المتغيرة لعلاقة إسرائيل مع الإمارات ودول التطبيع الأخرى.

والشهر الماضي فضحت بيانات رسمية عن مضاعفة دولة الإمارات صادراتها التجارية إلى إسرائيل لتحتل نسبة 81.4% من إجمالي صادرات الدول العربية في خضم العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ عشرة أشهر.

وأظهرت البيانات أن خمس دول عربية من بينها الإمارات زادت من تجارتها مع الاحتلال الإسرائيلي خلال فترة الحرب والعدوان الغاشم على غزة، وضاعفت بعضها حجم التجارة خلال الحرب مقارنة بما قبلها، رغم غضب الشارع العربي من الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع.

وتظهر البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي حول الصادرات العربية لإسرائيل أن الإمارات وحدها استحوذت على 81.4% من الحجم الكلي لصادرات الدول العربية إلى الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب، فيما تليها مصر، والأردن، والمغرب، والبحرين.

وتغطي نسخ البيانات ثمانية أشهر، من أكتوبر 2023 “تاريخ بدء الحرب على غزة”، وحتى 31 مايو 2024.

وتوضح البيانات الإسرائيلية الرسمية، أن صادرات الدول العربية الخمس إلى إسرائيل من أكتوبر 2023 (تاريخ بدء الحرب على غزة) وحتى نهاية مايو 2024، وصلت إلى 2 مليار و17 مليون دولار، في حين أن حصيلة قيمة الصادرات والواردات بين هذه الدول العربية وإسرائيل خلال الحرب وصلت إلى 2 مليار و841 مليون دولار.

ويظهر تحليل البيانات، أن الصادرات العربية لإسرائيل خلال أشهر الحرب على غزة، زادت بـ 77 مليون دولار، مقارنة مع نفس الأشهر من العامين 2022 و2023، إذ بلغ حجم صادرات الدول العربية الخمس إلى إسرائيل، من أكتوبر 2022 وحتى مايو 2023، 1.94 مليار دولار.

كذلك ازداد حجم الواردات الإسرائيلية إلى الدول العربية الخمس منذ بدء الحرب على غزة وحتى نهاية مايو 2024.

وبلغت قيمة الواردات 825 مليون دولار، في حين كانت قيمة الواردات خلال نفس الأشهر من العامين 2022 و2023، 674 مليون دولار، أي أن الزيادة بمقدار 151 مليون دولار.

وتظهر البيانات الرسمية، أن الإمارات هي أكثر دولة عربية زادت من علاقاتها التجارية مع الاحتلال الإسرائيلي، خلال فترة الحرب على غزة.

وصدّرت الإمارات إلى الإحتلال الإسرائيلي خلال فترة الحرب على غزة، أكثر مما استوردت منها، إذ بلغت قيمة الصادرات الإماراتية إلى إسرائيل، منذ أكتوبر 2023 وحتى 31 مايو 2024، 1.641 مليار دولار.

في حين أن قيمة الصادرات لإسرائيل خلال نفس الأشهر من العامين 2022 و2023، كانت 1.480 مليار دولار، أي بزيادة تبلغ 161 مليون دولار.

كما أظهرت البيانات تصاعداً متدرجاً في زيادة حجم الصادرات الإماراتية إلى إسرائيل مع بدء الحرب على غزة، إذ كان شهر أكتوبر 2023 الأقل من حيث حجم الصادرات بـ 135.1 مليون دولار، ثم تصاعدت قيمة الصادرات ووصلت لذروتها في يناير 2024، بـ 252 مليون دولار، وفي أبريل 2024، 249.6 مليون دولار.

كذلك تصدّرت الإمارات قائمة الدول العربية من حيث حجم الواردات الإسرائيلية التي حصلت عليها خلال فترة الحرب على غزة، وبحسب البيانات فإن الواردات الإسرائيلية للإمارات بلغت 373.6 مليون دولار.

وبالنظر إلى إجمالي الصادرات والواردات بين الإمارات وإسرائيل خلال فترة الحرب على غزة، فإن مجموعهما يقترب من كامل إجمالي التبادل التجاري بين أبوظبي وتل أبيب خلال العام 2022، إذ تظهر الأرقام أن قيمة الصادرات والواردات بين الإمارات وإسرائيل خلال فترة الحرب على غزة، بلغت 2 مليار و14 مليون دولار.

في حين أن حجم التبادل التجاري (غير النفطي) بين الإمارات وإسرائيل في العام 2022، وصل إلى 2.5 مليار دولار، بحسب وكالة أنباء الإمارات (وام). ولا تشير بيانات مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي إلى نوع الصادرات الإماراتية إلى إسرائيل.

ويبيّن تحليل البيانات الإسرائيلية الرسمية، أن النسبة الأكبر من حجم الصادرات والواردات خلال الحرب على غزة، جاءت من 3 دول عربية، هي الإمارات، والبحرين، والمغرب، وهذه الدول هي التي وقعت اتفاقيات تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي في النصف الثاني من العام 2020، والتي تسميها إسرائيل “اتفاقيات أبراهام”.

وبحسب البيانات، فإن قيمة صادرات هذه الدول الثلاث إلى إسرائيل خلال الحرب على غزة، وصلت إلى مليار و704 ملايين دولار، من أصل 2.17 مليار دولار (الحجم الكلي للصادرات من الدول العربية الخمس).

والإمارات وحدها بلغت قيمة صادراتها مع إسرائيل خلال الحرب على غزة، مليار و641 مليون دولار، ثم تليها البحرين بـ 53.2 مليون دولار، ثم المغرب بـ 10.1 مليون دولار.

ومن حيث الواردات، فإن الدول العربية الثلاث استوردت من إسرائيل خلال الحرب بقيمة 485.7 مليون دولار، من بينها واردات للإمارات قيمتها 373.6 مليون دولار.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن “إسرائيل” حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلفت ما لا يقل عن 126 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

 

من هو باتريك درّاحي؟

الملياردير اليهودي باتريك دراحي، يحمل الجنسية “الإسرائيلية”، بالإضافة إلى ثلاث جنسيات أخرى. المغربية، الفرنسية والبرتغالية. بنى إمبراطورية ضخمة من شركات الاتصالات والإعلام والمزادات (سوذبيز Sotheby’s) عبر مختلف الدول والقارات. بما فيها شركة الإتصالات الفرنسية “SFR” ومحطة “BFM” المعروفة بعدائها الشديد للعرب والمسلمين.

ولد باتريك دراحي في 20 أغسطس عام 1963، في مدينة الدار البيضاء المغربية من عائلة يهودية. هاجرت إلى الكيان الصـهيوني، ثم ظهر ليبدأ تأسيس إمبراطوريته.

اليوم، يمتلك دراحي “برتغال تيليكوم”، وهي من أكبر شركات الاتصالات في البرتغال. وله أكبر نسبة أسهم في أكبر وأهم شركة اتصالات في فرنسا وأوروبا الشركة الفرنسية للاتصالات “SFR”، بشراكة مع “فيفاندي” العالمية. والقناة الإخبارية الفرنسية (BFM)، وثاني أكبر دار للمزادات في العالم (سوذبيز Sotheby’s). كما يملك القناة الإخبارية الصهيونية “I24NEWS”، وشركة “HOT” للاتصالات. وهي أكبر شركة في الكيان المحتل في مجال الاتصالات والإنترنت. إلى جانب ذلك، دراحي مساهم رئيسي كذلك في قناة RMC (التلفزيون والراديو)، temps L’Express، وصحيفة Libération”.

دعم الإستيطان 

كذلك، لدراحي الكثير من الجمعيات الناشطة تحث غطاء العمل الخيري، وتدعم الكيان الإسرائيلي في مجالات متعددة. وتوظّف هذه الشركات 50 ألف موظف في 10 دول وتقدّر ثروته المعلنة فقط بأكثر من 12 مليار دولار، كعاشر أغنى رجل في فرنسا. والـ18 في سويسرا وثاني أغنى رجل في إسرائيل.

دعم دراحي أنشطة الإستيطان والجمعيات اليهودية في العديد من البلدان.

وبنى دراحي ثروته بالطرق الملتوية والتحايل الضريبي عبر اللوبيات اليهودية المسيطرة على البنوك والإعلام. ورجال السياسة النافذين في مراكز الحكم، وتحويل هبات وتبرعات نحو الكيان الإسرائيلي لضرب عصفورين بحجر واحد. دعم الكيان اليهودي من جهة، والتهرب الضريبي من جهة أخرى تحت غطاء “العمل الخيري يقابله صفر ضريبة”.

ويمتلك العديد من شركات الاتصالات حول العالم: SFR الفرنسية، وHot in Israel، وPortugal Telecom، وAltice USA”. كما أنه مساهم رئيسي في BFM، وRMC (التلفزيون والراديو). وI24News،temps L’Express، وصحيفة Libération”.

 

تطبيع العلاقات.. واستثمارات بمليارات الدولارات

في فبراير 2022، قال تقرير لصحيفة “غلوبس” (globes) الإسرائيلية إن أبو ظبي تخطّط لاستثمار 10 مليارات دولار في الشركات الإسرائيلية. مشيراً إلى أنّ ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد قرر إلغاء تجميد هذا الاستثمار عقب زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ لبلاده.

 

تعاون إماراتي إسرائيلي في الاقتصاد والسياحة

وكانت الإمارات أعلنت في مارس 2021 عن إنشاء صندوق استثماري بقيمة 10 مليارات دولار في إسرائيل. يهدف للاستثمار في قطاعات وصفتها بالإستراتيجية، بينها الطاقة والتصنيع والمياه والفضاء والرعاية الصحية والتكنولوجيا الزراعية.

وقال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، خلال زيارته معرض إكسبو دبي 2022″. “تجاوزت تجارتنا بالفعل مليار دولار، وتم توقيع أكثر من 120 اتفاقاً، وتأسس مؤخرًا صندوق حجمه 100 مليون دولار (للأبحاث والتطوير)”.

ووقّعت الامارات واسرائيل في سبتمبر 2020 اتفاقًا لتطبيع العلاقات في واشنطن برعاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

قد يعجبك ايضا