الإعلام الملقن ….بقلم/عبدالحميد تاج الدين
من يراقب الوضع في كامل الشرق الأوسط ويرى الظروف المحيطة لكل دولة , يتراءى له كل تفاصيل المؤامرات التي كنا نقرأها ونتكلم عنها في سابق الزمن ،
حين ترى أن الاوطان مقبلة على تغيير خرائط وزعامات وتحالفات , وحين ترى القواعد العسكرية العملاقة لكل الدول العظمى تحيط بكامل الوطن العربي من كل جهاته الجغرافية , والكل يعلب لعبته ويعيد اطماعه , حينها تخطر للبال معنى المؤامرة حرفا ومعنى ! .
حين تلقى نظرة للعالم كله ولاترى اي توترات أو حروب أو حتى نزاعات ,
ولاترى المعارك والسياسات المعقدة والقواعد العسكرية إلا عندنا في الشرق الأوسط !
ولاشغل ولا هم للعالم بإعلامه وسياسته إلا عننا فقط ! لا يوجد عناوين في محطات الاخبار والقنوات في العالم كله عن أي شي خارج حدودنا !،
مالذي يجري ؟
إذا لم يكن انشاء جماعات التطرف الصهيونية : قاعدة -داعش ومشتقاتها من تجار الدين , ونشرها الفوضى في (الجمهوريات فقط ! ) العربية ومناطق الثروات النفطية وخطوط الغاز ! إلا لتقسيم البلدان العربية والسيطرة على الثروات الهائلة من الغاز والمعادن بشكل رئيسي , كأطماع وهدف سياسي واقتصادي اولا ,
قبل الخوض اصلا في الأهداف العصبية والعقائدية والدينية !! ،
فماذا سيكون التفسير الآخر ؟!
،
حين نرى القوى الصهيونية جهارا نهارا تمد جماعاتها المتطرفة بالسلاح والمال عن طريق وكلائها من عربان النفط ! ونرى كل مكان تسيطر عليه يخضع للوصاية الأجنبية والفوضى والخروج من حالة اللادولة! ويستباح كل شيء فيه من بشر وشجر وحجر وتاريخ ! ،
ويأتي من لايزال يفكر في الايدلوجيا والمنطق للجماعات وما الذي يجري ويتكلم عن وجهات نظر حرية وثورية وأنظمة ديكتاتورية هنا وهناك ! …الخ !
هل هي مغالطة من تلقاء أنفسهم وهروب من أي اكتشاف للواقع وماكان يجري ومخطط من عشرات السنين ولازال؟
أم هو الجهل المركب !والحماقة التي أعيت من يداويها ؟!
،
وحين نرى ملفات فيديو موثقة لأعضاء برلمان أمريكيين ووزراء خارجية وغيرهم وهم يتحدثون صراحة ويناقشون عن أنهم هم من صنعوا الجماعات هذه ويسردوا التفاصيل منذ السنين الأولى لها وبكل وقاحة يتحدثون عن البدائل ! وترى البعض لازال أعمى البصيرة ولايدري بما يجري ! ولايعرف الحق من الباطل !! .
هنا تتجلى المصيبة ,
الاعلام الصهيوني صنع أجيالا مسلوبة الأرادة الذهنية والفكرية التي صارت لا تفكر إلا بمحور واحد وهو الملقن لها منذ زمن وتنسى كل ماسواه .
اعلام جعل الشباب وذوي العقول يتذبذبون بأفكارهم ويساورهم الشكوك حول كل ما يروه من حقائق ناصعة وذلك خشية أن يخالفوا المخزون في عقولهم والذي تم تعبئته من قبل الإعلام الصهيوني الناطق بالعربي وهي لدية من المسلمات بل من العقائد التي لاجدال فيها !! ،
هنا نعرف أن جبهة الوعي هي أصعب وأطول الجبهات فعلا .