الإعلام الغربي: مشهد التشيع اثبتت أن حزب الله لا يزال قوة قابلة للحياة والأكثر شعبية في لبنان
تصدر مشهد التشييع المهيب للأمينين العامين لحزب الله سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين على اهتمام وسائل الإعلام الغربية والأمريكية.
صحيفة نيورك تايمز قالت إن حزب الله أكد من خلال الحشود الضخمة في التشييع الذين تحدوا البرد القارس وقضوا ساعات طويلة في الشارع أن المقاومة موجودة وستبقى على الرغم من كل ما تعرضت له، مؤكدا أنه قوة سياسية لا يجتهان بها. ولفتت الصحيفة إلى أن التشييع شهد إقبالا كثيفا من إيران والعراق واليمن للتأكيد على الدور الكبير الذي لعبه السيد نصر الله في توحيد الأمة في جميع أنحاء المنطقة ضد إسرائيل.
بدورها صحيفة واشنطن بوست، قالت إن حزب الله دفن قائده السيد حسن نصر الله في جنازة متقنة بمشاركة عشرات الآلاف من أنصاره. وأضافت أن تحليق أربع طائرات حربية إسرائيلية على علو منخفض جدا فوق الملعب لحظة مرور الموكب لم يخف الحاضرين. بل هتفوا لعدة دقائق بعبارات الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، وهم ينظرون بغضب نحو السماء.
من جهتها أكدت مجلة بوليتيكو الأمريكية أن حزب الله استطاع من خلال مشهد التشيع الحاشد أن يثبت أنه لا يزال قوة قابلة للحياة والأكثر شعبية في لبنان. .
وبحشود غير مسبوقة ودموع صادقة وهتافات “إنا على العهد” و”لبيك يا نصر الله”، ودّع مئات الآلاف الأمينين العامين لحزب الله الشهيدين السيّدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، وسط استفزازات العدو الذي انتهك طيرانه المعادي الأجواء اللبنانية وحلق على علوّ منخفض جداً فوق مراسم التشييع في المدينة الرياضية ببيروت.
وفيما فاضت المدينة الرياضية وشوارع بيروت ومحيطها بمحبي السيّدين ومؤيدي المقاومة من لبنان وإيران والعراق واليمن وتونس وتركيا وغيرها من الدول وسط تدابير أمنية كبيرة وحضور رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلاً رئيس الجمهورية جوزاف عون ووزير العمل محمد حيدر ممثلاً رئيس الحكومة نواف سلام، بدأت مراسم التشييع بتلاوة آيات من القرآن الكريم والنشيد الوطني اللبناني ونشيد حزب الله، ثم تلته كلمة للإمام السيّد علي الخامنئي ألقاها ممثله في العراق السيد مجتبى الحسيني أكد فيها أن “المقاومة ومواجهة الاستكبار باقية ولن تتوقف حتى بلوغ الغاية المنشودة”.
ووصف السيد نصرالله بـ”المجاهد الكبير وزعيم المقاومة والرائد في المنطقة”. وقال: “لقد بلغ الآن السيد العزة، جثمانه الطاهر في الثرى، ولكن روحه ونهجه سيتجلى شموخاً أكثر فأكثر. ويوماً بعد يوم سينير درب العالمين”. وأضاف أن “الوجه النوراني لسماحة السيد هاشم نجم لامع في تاريخ هذه المنطقة وجزء لا يتجزأ من ريادة المقاومة في لبنان”.
ومن ثمّ دخل النعشان على عربة خاصة وُضع عليها العلم اللبناني وعلم حزب الله، ووُضعت عليهما عمامتا السيدين. واستقبلتهما الحشود بهتافات “لبيك يا نصر الله” وبالدموع. وبينما كان النعشان يجولان بين الحضور مع بثٍ لكلمات للشهيد السيّد حسن نصر الله، شنّ طيران العدو الإسرائيلي غارات وهمية فوق مدينة بيروت، ما دفع بالمشاركين إلى إطلاق الصرخات والهتافات المنددة: “الموت لإسرائيل، الموت لأمريكا، لبيك يا نصر الله”.
وأمّ عضو مجلس الشورى في حزب الله الشيخ محمد يزبك الصلاة على جثماني الشهيدين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين.
وبعد ذلك، ألقى الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم كلمة أكد فيها أن إسرائيل لا تستطيع أن تستمر في احتلالها وعدوانها. وقال: “اعلموا أن المقاومة موجودة وقوية عدداً وعدة وشعبا ونؤمن بأن النصر النهائي حتمي”. وأضاف “موتوا بغيظكم المقاومة باقية وقوية ومستمرة”.
وشدّد على أنه “لن نخضع ولن نقبل باستمرار قتلنا واحتلالنا ونحن نتفرج”، مضيفاً: “فشّر، لن تأخذوا بالسياسة ما لم تأخذوه في الحرب ولن تتمكنوا من تحقيق أهدافكم”.
واعتبر الشيخ قاسم أن “اليوم بعد انتهاء مهلة الاتفاق لم نعد أمام خروقات إسرائيلية بل أصبحنا أمام احتلال وعدوان”، مشيراً إلى أن “الآن أصبحنا في مرحلة جديدة وهذه المرحلة تختلف أدواتها وأساليبها وكيفية التعامل معها”.
وأضاف أن “المقاومة أساس وهي خيارنا السياسي ما دام الاحتلال موجودًا وسنتابع تحرّك الدولة لطرد الاحتلال دبلوماسياً”. وتوجّه بالتحية للأسرى لدى العدو بالقول: “لن نترككم عند العدو وسنقود كلّ الضغوطات اللازمة للإفراج عنكم”.
وعن السيد نصر الله، قال: “السيد حبيب المقاومين وجهته فلسطين والقدس وهو الذي ساهم في إحياء هذه القضية واستشهد في الموقع المتقدم”. وأكد أنه “سنحفظ الأمانة ونسير على هذا الخط وسنحفظ وصيتك ووصية السيد عباس وأنت القائل”.