الإعلامي عبدالكريم الوشلي يكتب عن:الشهادة وحركة الحياة
الشهادة وحركة الحياة….بقلم/عبدالكريم الوشلي
من دماء الشهداء انبثقت وردة الخلاص ولاح فجر الحرية ..
الشهيد صانع حياة من الطراز الأول , ومن أعالي روحه الغادية المضحية الكريمة والشجاعة والصادقة تمتد تلك اليد التي تمسح عن وجه الإنسانية المستضعفة والمظلومة غبار الذل والمهانة , وتقطع كل يد جائرة غاشمة ضالعة في اقتراف أعظم الموبقات بحق هذه الإنسانية .
في الذكرى السنوية للشهيد وفي رحاب المعنى الأعظم للشهادة نقف كي نقرأ بعضاً من المضامين والمحمولات السامية التي لا يخلو من خيوطها المضيئة نسيجُ كل حركة إنسانية عظيمة تتوخى للإنسان كرامةً وحركةً وحقوقاً مصانة .
إنها الشهادة , إنها ثقافة الاستشهاد والجود بالروح والنفس في سبيل الغايات العظمى , وهذا هو ذروة الكرم والعطاء , وقمة الصدق , وصدارة تجليات التماهي مع القيم العليا التي يؤمن بها البشر وهذا ما نلمس تعبيراته البليغة في مسار حركة شعبنا اليمني الثورية المباركة , التي يتصدرها وعيٌ مستنير وثقافة قرآنية أصيلة ونهج نابع من المنهل السماوي الصافي .
نهج جاء ميسمه الإحيائي النهضوي الموقع بدم واضع لبناته الأولى الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي , وغيره من الشهداء على الدرب ذاته , ليدل على أن الشهادة هي أبلغ أبجديات التعبير عن حرارة العلاقة ووثوقها بين النهج وصاحبه وسائر السائرين على مرسومه .
من هنا تنبع او تتكون الصيغة الماثلة أمام أعيننا للمعادلة المدهشة , معادلة الشهادة كقيمة وفعل , ونجاح هذا المشروع الفتي الناجز المشروع القرآني الثائر على الفساد والظلم والتبعية , الذي بدأنا في اليمن شعباً وثورة نلمس أكله الطيب عبر هذه الانتصارات والتحولات التي كانت في عِداد المستحيلات أو ضرباً من الخيال قبل حين من الزمن .
إنها روح الشهيد .. شجرة دائمة الخضرة والثمار تجني محصولَها الأجيال , وتقتات على عطائها التواريخ المشرقة والأزمنة المزدهرة .
الشهداء ضوء الطريق في ليل العدوان
يرحلون كي يجيءَ فجر أمتهم الموعود , ويموتون كي تحيا إنسانيتهم , ويحيون وهم في أعمق وأرحب معاني الحياة , إنهم الشهداء الذين بعظمة تضحيتهم تستعيد الأوطان كنوزها المفقودة من حرية وكرامة وسيادة , وتدك عروش الظلم والطغيان.
في وداع كل شهيد يتعالى منسوب اليقين لدينا كيمنيين , من أن سيل الدماء الطاهرة المتدفق من أعالي ليل العدوان الأمريكي السعوصهيوني المجرم لن يبرح مجراه على هذه الأرض الطهور إلا وقد أورق حرية طال انتظارها , وكرامة يعلو بها صرح يمننا الجديد .
في الشهادة
الشهداء هم البشر الأحياء بالمعنى الديمومي للحياة , وحياتهم هي تجسيدهم الحقيقي لهذا المعنى ..هي حياة متحركة نابضة ونامية حياة الشهيد هي حياة تنمو باستمرار إلى ما شاء الله .
إنه ينمو في أحضان دمه الزكي , ويحلق في آفاق روحه المطمئنة ,روحه المورقة والمخضرة ودائمة الإثمار .
وأكثر ما نرى ثمارها في حياة الامة , وحياة المجتمع , حياة الإنسانية , حياة الناس الذين يضحي الشهيد بأغلى موجوداته وأعز موهوباته , وهي الروح لأجلهم , لأجل حريتهم وكرامتهم , ولأجل إنصافهم من ظالميهم , وتخليصهم من شرور هؤلاء الظالمين ..