الإعلامي زيد البعوه يكتب عن مؤسسة الشهداء.
ما اعظم ان تكون وفياً مع رموز الوفاء والعطاء والتضحية ان تكون احد العاملين في مؤسسة الشهداء التي لا يمولها احد لا الامم المتحدة ولا اليونيسف ولا هيومن رايتس ووتش ولادول ولاحكومات ولاجمعيات فقط قامت على الجهود الذاتية والتكاتف الاجتماعي اليمني وليس غريباً على شعب يقدم الشهداء كل يوم ان يؤسس مؤسسه تهتم بأسرهم واولادهم …
انا لاشك عندي ان العاملين في مؤسسة الشهداء هم يعيشون اعلى مراتب الاحسان والبذل والجهاد مثلهم كمثل المجاهدين في مختلف الجبهات والميادين الا انهم يختلفون عنهم نوعاً ماء فهم بمثابة المصدر والامل لكل مجاهد مستعد للتضحية في سبيل الله بماله ونفسه يذهب الى ميدان القتال ولايهتم لموضوع اسرته واولاده من ناحية الغذاء والشراب والملبس فهو يعلم ان هناك من سيهتم بهم فيما اذا استشهد في سبيل الله ولن يصبحون مجرد عاله على انفسهم ولا على المجتمع فمن خلال مؤسسة الشهداء وجهودها العظيمة التي تبذلها رغم قلة الامكانيات الا ان جميع عوائل واسر الشهداء يعتبرونها الكهف والملاذ الذي يلجؤون اليه وهي بدورها لم تقصر معهم فيما تستطيع بل تحاول ان تعمل اكثر مما تستطيع في سبيل ان يعيش اولاد الشهداء واسرهم معززين مكرمين رافعين رؤوسهم لا يتسلل الى قلوبهم الاحساس بالوحدة والخذلان بعد فقد من كان يعيلهم ويهتم بهم ….
مؤسسة الشهداء هي الاب والمعيل لكل من فقد ابوه وعائلته
مؤسسة الشهداء هي الام والمدرسة لكل من فقد امه ومدرسته
مؤسسة الشهداء هي الامل والمستقبل لكل من ضن ان لا مستقبل امامه
مؤسسة الشهداء هي المعنى الحقيقي للتكاتف والتكافل الاجتماعي
مؤسسة الشهداء هي تجسيد عملي ملموس لمعنى الوفاء
وعلى الرغم ان هذه المؤسسة التي نشأت وتأسست في ظل صراعات وحروب وعدوان مستمر وبدأت من الصفر ولا تمتلك ارصده في البنوك ولا ثروات تعتمد عليه الا انها استطاعت ان تسد حالة من الفراغ واللا مبالاة وتسد فجوه من الاحساس بالخذلان امام اسر وعوائل الشهداء …
صحيح ان مؤسسة الشهداء تعتمد في الاول والاخير على الجهود الذاتية على الانفاق والعطاء من قبل اهل الخير ولكن مع تزايد اعداد الشهداء بسبب العدوان الظالم يتحتم على الجميع ان يضعوا مبالغ ماليه مهما كانت بسيطة او طائله ليؤمنوا لهم بها عند الله ثواباً واجراء يوم القيامة ليكفلوا الايتام ويرسمون على شفاههم البسمة والاحساس بالأمل ….
ومن خلال عمل مؤسسة الشهداء الدؤوب والمستمر نستطيع القول انها حققت الكثير رغم الظروف الصعبة في مختلف المجالات الاعلامية والاجتماعية والمناسبات وغيرها …
في المجال الاعلامي تسعى المؤسسة الى تقديم صورة واقعية عن حياة الشهداء وعظمتهم وتضحياتهم من خلال البرامج التلفزيونية التي تمولها المؤسسة في مختلف وسائل الاعلام في القنوات والصحف والاذاعات والتي كان ابرزها برنامج صناع النصر الذي بثته قناة الايمان اليمنية خلال شهر رمضان الكريم …
وعلى مستوى التكافل لا يخفى على احد ما تقوم به المؤسسة من دور بارز تشكر عليه في تأمين السكن لبعض الاسر التي لم ليعد لها مسكن بسبب العدوان وكذلك تأمين مبالغ ماليه تؤمن لهم حياتهم المعيشية من اكل وشراب وملبس في الأعياد والمناسبات …
وفي مناسبة ذكرى الشهيد التي تقام سنوياً لا ينكر احد إنجازات المؤسسة ودورها الكبير في احياء الفعاليات بشكل كبير وطبع صور الشهداء وزيارة اسرهم وتجهيز معارض كبيره في مختلف المحافظات والمناطق كل هذا من اعمال المؤسسة التي لم يتسنى لها ان تؤسس لها مقرات ولاحتى عاملين بالشكل الذي تستطيع ان تغطي كل المحافظات بسبب الحروب والعدوان المتواصل الا انها بتوفيق الله تعمل ما تستطيع واكثر للشهداء واسرهم ….
اليوم وخصوصاً في هذه الأيام ومع عيد الفطر المبارك ولكي يجسد اليمنيين أروع صورة للتكافل الاجتماعي وهم اهلاً لذلك على كل مؤمن وكل انسان وكل مواطن شريف حر ان لا ينسى اسر الشهداء فهم بشر يحتاجون الى ان يكملوا مشوار حياتهم حتى وان استشهد من يعيلهم فالدور علينا نحن ان نتحول كلنا الى مؤسسة شهداء ونتبرع بما نستطيع ونرفد المؤسسة كل في منطقته وفي مديريته وقريته ومحيطه ونقهر الغزاة والمعتدين بتكافلنا ووحدتنا ووفائنا لشهدائنا.