الإعلامي اليمني عبدالرحمن العابد يتساءل ويُجيب.:هل من مصلحة أمريكا ارتفاع أسعار النفط عالمياً أم لا؟
هل من مصلحة أمريكا ارتفاع أسعار النفط عالمياً أم لا؟
وهل كانت أمريكا تعرف أن أسعار النفط سترتفع عند فرض حظر على تصدير أحد عمالقة إنتاج النفط “روسيا”؟
نعم.. هي الإجابة على السؤالين..
السعودية التي كانت على الدوام تزيد من انتاجها النفطي لمواجهة أي اهتزازات عالمية بأوامر أمريكية تصدرها إليها لتفادي ارتفاع أسعار النفط، هذه المرة أعلنت إخلاء مسؤوليتها لسببين:
الأول: لتحشيد الراي العام العالمي ضد الأنصار، وإظهار الاستياء من انشغال العالم بروسيا وأوكرانيا وتركها في مواجهة من بدأت بالعدوان عليهم في اليمن، وصارت تتذوق مرارة مغامرة فرض بن سلمان وليا للعهد.
الثاني: لتغطي على الأوامر الأمريكية هذه المرة بعدم زيادة الإنتاج لخفض السعر العالمي.
لكن لماذا تريد أمريكا رفع أسعار النفط؟
لاحظ العالم أجمع في الارتفاع السابق لأسعار النفط أن أمريكا لأول مرة أصبحت أكبر منتج للنفط في العالم متجاوزة العديد من الدول المعروفة بما في ذلك السعودية نفسها بالاعتماد على ما يسمى “النفط الصخري” الذي يتطلب تكلفة كبيرة جدا لاستخراجه وتكريره مقارنة بالنفط الخام التقليدي الذي يتطلب الحفر فقط.
أما النفط الصخري فيتطلب مواد خاصة عالية التكلفة لاستخراجه بالإضافة إلى احتياجه التكسير في المناطق التي تحيط بالبئر المحفور ذي الحجم المحدود، الذي قد يصل إلى عشرات أو مئات الأمتار، وتكون كميته رغم الجهد الكبير في استخراجه والتكلفة الكبيرة أقل من النفط التقليدي، وتخرج منه عند تكريره منتجات اقل من تلك التي تخرج وتتنوع من النفط التقليدي.
كون أمريكا تعتمد على النفط الصخري لزيادة إنتاجها الكبير -رغم توافر الابار التقليدية لديها- لكنها تحافظ على مخزونها وتستورد النفط من الخارج، إلا أن من مصلحتها ارتفاع أسعار النفط عالمياً ليصبح استخراج النفط الصخري مجدٍ اقتصادياً مقابل ارتفاع تكلفته.
وعند حظرها للنفط الروسي كانت تعتمد على ذلك لارتفاع سعره عالمياً والذي قد يصل لأرقام غير مسبوقة من قبل، قد تصل إلى ثلاثمائة دولار لبرميل النفط الواحد بحسب خبراء.
أمريكا لا يهمها معاناة شعوب الأرض كلها بارتفاع الأسعار الذي وصل إلى قلب أوروبا نفسها حيث تجاوز سعر الليتر الواحد أكثر من اثنين يورو ونصف، مقابل مصلحتها الشخصية المتمثلة في “لحط” النفط الصخري المتواجد في القشور الصخرية المحيطة بحقولها النفطية، بالاعتماد على كلبها السعودي المطيع الذي يريد أن يحرف الأنظار عن الأهداف الحقيقية لرفع الأسعار.
من حائط الكاتب على فيس بوك