الإعلامي اليمني المقيم في بيروت علي ضافر يكتب عن :..محادثات سوليفان – ابن سلمان: ورطة وأزمة خيارات
السعودية لا تملك استراتيجية للخروج من المستنقع اليمني، وتعيش في هذه الفترة مرحلة انعدام الخيارات، في ظل انهيار أدواتها ميدانياً. وليس من سبيل أمام تحالف العدوان سوى النزول عن شجرة ظلَّ معلَّقا فيها 7 أعوام، كي لا يبقى معلَّقا في الفشل 7 أعوام إضافية.
لم يكن السقف الذي رفعته صنعاء، مطلع أيلول/سبتمبر، في مضيها نحو ” التحرير الشامل” واستعادة كل المحافظات المحتلة، مجردَ حرب دعائية نفسية، إذ أثبتت، خلال الأسابيع الماضية، وبالأدلة الحسية، أنها ذاهبة في هذا الخيار، ولم تعد تفكّر في مأرب التي باتت في حكم الساقطة عسكريا، بل أضحت تفكر عملياً في مرحلة ما بعد مأرب وشبوة وحضرموت.
منذ إعلان صنعاء استراتيجية التحرير الشامل، مطلع أيلول/سبتمبر حتى اليوم، تمكّنت قواتها من تحرير 6 إلى 7 مديريات، مساحتها مجتمعةً تفوق 6000 كم مربع، وتقع في مأرب وشبوة والبيضاء، بما في ذلك إسقاط آخر معاقل تنظيم “القاعدة” في مديريات الصومعة ومسورة وأجزاء من مديرية مكيراس، لتعلن تحرير محافظة البيضاء الاستراتيجية، بصورة كاملة، وتنطلق منها في مسارين متوازيين في اتجاه شبوة ومأرب، وتحرز إنجازات إضافية كبرى تكلَّلت بتحرير ثلاث مديريات في شبوة النفطية، مع ما تتمتع به من إطلالة على بحر العرب، بالإضافة إلى أن مديريات الجوبة والعبدية وجبل مراد، في طريقها نحو السقوط.
هذا الأمر يمكّن طلائع صنعاء، بصورة أكبر، من إكمال الطوق الميداني على مدينة مأرب، مركز المحافظة. ويعزِّز هذا الأمر كثافةَ الغارات على هذه المديريات خلال الأيام الأخيرة، على وقع التقدم والإنجازات الميدانية الكبرى، والتي كان وقعها كالصاعقة على معسكر العدوان، الذي بات يناور ضمن هامش محدود جداً داخل محافظة مأرب، ولم يعد له من منفذ عبر الصحراء في اتجاه العبر، بعد تحرير قوات صنعاء نحو 11 مديرية من أصل 14، مضافاً إلى ذلك فصل مأرب عن شبوة، وقطع خطوط الإمداد بينهما.
سوليفان إلى السعودية على وقع الانهيار