الإسْلَام بين أَخْــلَاق النبي وثقافة التكفير ..
عين الحقيقة/ كتب / علي الحمزي
ذكرى المولد النبوي الشريف تعودُ الى الواجهة، في ظل عدوان إجرامي متواصِل منذ ما يقارِبُ العامَين بقيادةِ تحالُفِ الشر على اليمن أرضاً وإنْسَاناً.. في وقت تشتّت فيه الأمةُ الإسْلَامية وتفرّقت وتناحرت وضاعت بضياعِ أَخْــلَاق نبيها واستبدلت الثقافة القرآنية والأَخْــلَاق المحمدية بثقافة الوهّابية الدخيلة على الإسْلَام والمسلمين، والتي تُشرِّعُ التكفيرَ والقتلَ والسحلَ والتدمير، وتأتي هذهِ الذكرى العظيمة للتذكير بالوحدة الإسْلَامية، وبالأُسُس الجامعة المهمة التي توحّد الأمة وتبنيها، كما إن الإسْلَامَ في مبادئِه وقيمِه وأَخْــلَاقِه وتعاليمِه هو رحمة للعالمين وسعادة للبشرية وكرامة للإنْسَان، فرؤيتُه عن الإنْسَان هي تلك الرؤية التي قدَّمها تلميذُ مدرسة الإسْلَام علي بن أبي طالب عليه السلام حينما قال: الناسُ صنفان: إما أخٌ لك في الدين وإما نظير لك في الخَلْق. فكيف لا يتسع المسلمون لبعضهم البعض والإسْلَام يبني امة في واقعها الداخلي على الرحمة والتعاون، قال الله تعالى: (رحماء بينهم) وقال تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى )، ومنهجه ومبادئه تجمع ولا تفرق، قال الله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا). ولنا أن نسأل كم من المال والجهد يبذل في سبيل وحدة الصف وجمع الكلمة، وكم من الجهد بإمكانات هائلة ووسائل متعددة وأموال كثيرة تبذل في سبيل تفريق الأمة؟! لقد آن الأوان وحان الوقت ولاحت البشرى وتهيأت الظروفُ لشعوبنا المستضعفة وأمتنا المظلومة ان تتحرك، وهي قد بدأت وبنور الله وهديه ومن عزم رسوله محمد وصبره وأَخْــلَاقه، وبالتوكل على الله والاستعانة به لتعمل من جديد على تقديم نموذجا جديد نموذجا راق وحضاري وعادل وعزيز وقوي، يدعو إلى الخير ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وصلح في أرض الله، ويسعى لما يحقق السعادة للبشرية التي هي اليوم في أمس الحاجة إلى تلك المبادئ والأَخْــلَاق والقيم، ولنا أن نتصور أين كانت ستكون البشرية هذا العصر. لولا جهود الأنبياء والرسل في مراحل التاريخ حين نراها على ما هي عليه اليوم من التيه البعيد، إن كُلّ زيف وضلال سيُبطل وينمحي ويسقط ما كان منه محسوباً على الإسْلَام وما لم يكن، فرسالة الله منتصرة، موعودة منه بالنصر، ونوره تام ولو كره الكافرون، ومن مدرسة محمد بالتغيير الكبير الذي أحدثه وحجم التحديات والاخطار التي واجهها، والمبادئ والأَخْــلَاق التي أرساها أعظم الدروس وأقوى الحوافز، ما يبعث الأمل ويحفّز الهمم، إضافةً إلى حاجة البشرية والفطرة الإنْسَانية بعدَ ما جرّبت البشريةُ الرؤى والمفاهيمَ الظلامية، فما زادتها إلا عناء وشقاءاً، وأصبحت تنشُدُ الخلاصَ والتغيير، يريدون ليطفئوا نورَ الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون، هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ومن خلال ذلك فإن رسول الله صلوات الله عليه وعلى اله قد بعثه الله للامة رحمة وقدوة ومعلما يعلمنا تعاليم الدين الإسْلَامي الحنيف ويزيل عنا كُلّ القيم والأَخْــلَاق الباطلة التي كان يمارسها المشركون والتي اصبح من يسمون أنفسهم مسلمون في هذا الزمان يمارسون كُلّ تلك الافعال بل وأشد منها كالذبح والتفجير ويبتدعون كُلّ ما هو مفسدٌ للدين بل ويعملون ما يرضي ويلبي رغبة اليهود الذين أمرنا الله عز وجل بمعاداتهم. فداعش والذي ترعاهم وتمولهم وتدعمهم مملكة الظلم بني سعود هم نفسهم من يمزقون الامة الإسْلَامية التي وحدها رسول الله صلوات الله عليه واله وسلم، بل إنهم انحرفوا وأصبحوا يمارسون القتل بأبشع أنواعه ويستهدفون النساءَ والأطفالَ ويستبيحون دماءَ المسلمين التي حرص عليها رسولُ الله فهل هؤلاء مسلمون؟، وهل هؤلاء ينتمون الى سيّد المرسلين.