الإسناد اليمني لغزة.. ملحمة سيكتبها التاريخ بمداد من ذهب
اعلن المتحدث باسم القوات اليمنية العميد يحيى سريع، إن القوات البحرية وسلاح الجو اليمني نفذوا عمليتين عسكريتين نوعيتين، الأولى استهدفت سفينة بروبل فورتشن الأميركية في خليج عدن بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة، في حين استهدفت العملية الثانية عددا من المدمرات الحربية الأميركية في البحر الأحمر وخليج عدن، وذلك بـ37 طائرة مسيرة”؟
-المهمة الانسانية والاخلاقية والدينية، الخطيرة والضخمة وغير المسبوقة، التي يضطلع بها اليمن منذ عدة اشهر، والمتمثلة بوقوفه الملحمي الى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم والمحاصر في قطاع غزة، مهمة سيكتبها التاريخ بمداد من ذهب، وعلى صفحات وضاءة، لتذكر الاجيال العربية والاسلامية القادمة، كيف وقف الشعب اليمني، وقفة عزّ وكبرياء، لكسر حصار غزة، بينما كان هو يعاني من حصار مفروض عليه منذ عام 2015 وحتى اليوم.
-لا يمكن وصف ما تقوم به القوات المسلحة اليمنية، في البحر الاحمر، بهدف اجبار الكيان الاسرائيلي وقف عدوانه على غزة ورفع الحصار عنه، عبر استهدف السفن التجارية للكيان الاسرائيلي والمتجهة اليه، الا بالعمل الاسطوري، فحكومة صنعاء، تعرف جيدا، انها بذلك ستواجه حتما “اكبر قوة عسكرية في العالم”، وهي امريكا الراعي الجديد للكيان الاسرائيلي، وكذلك “دولة كبرى” مثل بريطانيا، الراعي القديم لهذا الكيان، وهو ما حصل بالفعل، فقد ارسلت امريكا وبريطانيا اساطيلها الحربية الى المنطقة، وقامتا بشن عدوان صارخ ووقح ضد الشعب اليمني، لثنيه عن مد يد العون الى اخوته الفلسطينيين في غزة.
-نحن لا نبالغ عندما نصف موقف القوات المسلحة اليمنية بالاسطوري، لانه غير مألوف، فالغارات والهجمات التي شنتها امريكا وبريطانيا، على اليمن، وبدلا من ان “تردع” اليمنيين، زادتهم اصرارا وتمسكا بموقفهم الداعم لغزة، فقد اضافت القوات المسلحة السفن التجارية الامريكية والبريطانية، الى قائمتها التي تمنعها من دخول البحر الاحمر، واستهدفت هذه السفن، حتى انها اغرقت بعضها.
-اللافت اكثر، هو عندما تمادت امريكا وبريطانيا، في قصف اليمن، ما ادى الى استشهاد عدد من المدنيين، اضافت القوات المسلحة اليمنية الى قائمتها ، السفن والبوارج والمدمرات الحربية الامريكية والبريطانية، دون ادنى تردد، في رسالة واضحة و مكتوبة بحروف كبيرة، من ان “القوة” لغة لا يفهما الشعب اليمني، وان “الحرب” ليس بالشيء الذي يخشاه الشعب اليمني، الذي عقد العزم، على تنفيذ مهمته بحذافيرها، لنصرة غزة، دون ادنى اعتناء لا بـ”القوة الاكبر العالمية الجديدة” ، ولا “بالقوة الاكبر العالمية القديمة”، الامر الذي جعل امريكا وبريطانيا، في موقف لا يحسدان عليه.
-القوات المسلحة اليمنية التي استهدفت خلال شهور معدودة، نحو 70 سفينة تجارية وحربية، في البحر الاحمر، وحرمت هذا البحر على مئات من السفن وفي مقدمتها السفن الاسرائيلية والامريكية والبريطانية، من المرور فيه، واجبارها على الالتفاف حول القارة الافريقية للوصول الى البحر المتوسط، رغم انف “اقوى قوتين في العالم”.
-ان معركة “طوفان الاقصى”، كشفت هشاشة الكيان الاسرائيلي المزيف، فلولا إستقوائه بامريكا وبريطانيا، لما بقي صهيوني واحد على ارض فلسطين. كما ان الاسناد الملحمي والاسطوري للقوات المسلحة اليمنية لغزة، كشف هشاشة، القوتين العسكريتين لأمريكا وبريطانيا، اللتان يستقوي بهما الكيان الإسرائيلي، وهذان الامران أكدا وبشكل لا لبس فيه، ان كل ما قيل عن إمكانية هزيمة “إسرائيل”، وطرد القوات الأجنبية من المنطقة، ليس شعارات، ولا مغامرات، بل هو استشراف للمستقبل، مبني على قراءة موضوعية لتطورات الاحداث على الأرض.