الإستخبارات العسكرية تتوغل في أوساط معسكرات تحالف العدوان.. دلالات توثيق عملية معسكر الوديعة
كشف التوثيق الإعلامي للعملية العسكرية لقوات صنعاء على معسكر الوديعة الذي تشرف عليه قيادة التحالف السعودي والوحدة الأمريكية العسكرية في السعودية، والتي بثتها وسائل إعلام حكومة صنعاء عصر اليوم الخميس، عن مدى الاختراق الاستخباري الذي تمكنت قوات صنعاء من تحقيقه في صفوف قوات التحالف السعودي ومدى مرحلة هذا الاختراق الاستخباري وبلوغه الصفوف القيادية لقوات هادي والتحالف.
فتوثيق العملية بعنصر بشري يحمل كاميرا بيده ويقوم بتصوير الضربة قبل وقوعها في الوقت الذي كان يتواجد فيه حامل الكاميرا على مقربة من المعسكر الذي يبعد مئات الكيلو مترات عن عن آخر نقطة ومنطقة تتواجد فيها قوات صنعاء يدل على أن حجم اختراق استخبارات صنعاء لخصومها عسكرياً أصبح مستفحلاً ولم يعد بالإمكان القضاء عليه أو مكافحته من قبل التحالف السعودي والموالين له.
وقد أعادت عملية توثيق ضربة معسكر الوديعة التي وقعت في التاسع عشر من يونيو المنصرم، أعادت إلى الأذهان حملة الاعتقالات التي قامت بها قوات هادي في مأرب في أوساط ضباط وقيادات وجنود وزارة الدفاع والمنطقة العسكرية الثالثة بمأرب في أعقاب سيطرة قوات صنعاء على ما تبقى من محافظة الجوف بما في ذلك عاصمة المحافظة “الحزم” وما تلاها من عمليات في صرواح تمكنت على إثرها قوات صنعاء من إسقاط أهم معسكرات التحالف في صرواح بما في ذلك استكمال السيطرة على السلسلة الجبلية الأعلى غرب مأرب وهي سلسلة هيلان، والتي أعقبتها قيام قوات هادي باعتقال عدد من ضباطها وقياداتها ومجنديها بتهمة أنهم يتخابرون مع قوات صنعاء، وكان من بين هؤلاء القادة مدير دائرة التموين والإمداد العسكري، وحينها احتفلت وسائل إعلام التحالف بأن قوات هادي تخلصت ممن أسمتهم “الخونة” الذين كانوا ينقلون كافة المعلومات العسكرية والإحداثيات لقوات صنعاء.
غير أن ما حدث عقب ذلك من عمليات عسكرية طالت أهدافاً حساسة، كشفت أن الاختراق الاستخباري لصنعاء داخل صفوف قوات التحالف في مأرب لا يزال كبيراً، في حين تأتي مشاهد الإعلام الحربي التابع لقوات صنعاء أثناء توثيق عملية معسكر الوديعة لتكشف أن حجم الاختراق يفوق بكثير التوقعات السابقة، وأن وصول عناصر استخبارات صنعاء لمرحلة توثيق عمليات قواتهم من داخل معسكرات التحالف والشرعية دليل على أن حجم الاختراق الاستخباري أصبح بأعداد كبيرة وأن تصريحات رئيس استخبارات قوات صنعاء اللواء عبدالله الحاكم المعروف باسم “أبو علي الحاكم” العام الماضي، صحيحة ولم تكن من فراغ، حيث قال الحاكم في أعقاب عملية السيطرة على عاصمة محافظة الجوف بأنهم باتوا يمتلكون كتائب داخل قوات هادي وأنها تنتظر أي توجيهات تصدر لها من صنعاء.