الأهم من الصحيح ..عابد حمزة
صحيح أن تأمر السعودية مع الإمارات على قطر لم يكن ليأتي لولا وجود ضوء أخضر ومباركة أمريكية بعد أن وجدت أمريكا في التقارب الإيراني القطري الأخير خطرا يهدد وجودها كدولة محتلة للخليج الغني بموارده وثرواته الهائلة من النفط والغاز والمعادن الثمينة
صحيح أن السعودية منهكة اقتصاديا وتريد من قطر أن تساعدها في تجاوز محنتها الاقتصادية وأن تدفع ما خصها ولو بالقوة من الخسائر التي لحقت بها في التعدي والعدوان على اليمن وما قامت به مؤخرا من دفع مئات المليارات لأمريكا لا يمكن تعويضها إلا بالسيطرة الكاملة على الثروة النفطية والغازية الهائلة لقطر
صحيح أن الثعلب الإماراتي محمد بن زايد مهندس الأزمة السعودية القطرية بعد نجاحه في التسلق إلى هرم السلطة السعودية عبر الأمير الداشر محمد بن سلمان الذي يمن عليه بمكرمة تقديمه للأمريكيين كرجل خائن وعميل يمكن أن يعتمدوا عليه في نهب ما تبقى من ثروات بلاده وفي تمرير مشاريعهم وشن الحروب واثارة الفتن ونشر السفه والمجون والانحلال القيمي والأخلاقي بدون تحفظ أو سؤال لماذا وكيف.
صحيح وصحيح وصحيح ولكن الأصح والأهم من كل صحيح أن أمريكا وإسرائيل والسعودية والإمارات وقطر ومن تحالف معهم من عبيد العبيد دخلوا بجرائمهم التي لا تحصى ولا تعد في حرب مع الله مباشرة وأن الله سبحانه وتعالى يعد العدة لوضع حد لهذا الجرائم التي فاقة ببشاعتها ووحشيتها جرائم كل مجرم من الأمم الماضية
ألا يكفي أن مئات الملايين قتلوا على يد أمريكا وعبيدها ومرتزقتهم في اليمن وفلسطين وسوريا والعراق وليبيا ولبنان وافغانستان والبوسنا وفيتنام واليابان وفي كثير من البلدان منهم من قتل مدافعا عن وطنه وكرامته ومنهم من قتل في مسجده وداخل بيته مع أطفاله ونسائه ومنهم من قتل في الأسواق وفي الطرقات وداخل الصالات والأماكن العامة حتى الحجاج قتل الألاف منهم على يد هؤلاء الظالمين وهم يؤدون فريضة الحج في بيت الله الحرام ألا يكفي هذا ويكفي أنهم على مدى مائة عام نهبوا ثروات الأمة وأفقروها وزيفوا وعيها وحرفوا دينا ومسخوا عقول أبنائها وحولوا الكثير منهم إلى مسوخ ضالين لا يعرفون الله ولا يهتدون سبيلا
الله سبحانه وتعالى أخبرنا في كتابه الكريم بأنه أهلك الأمم الماضية لأن البعض منهم غرق في الرذيلة والبعض أسرف في القتل وبعضهم امتهن الغش وأكل الرباء ومنهم من أهلكه الله لأنه ظلم وتكبر وكذب الرسل أما هؤلاء الطغاة المجرمين فقد أسرفوا في القتل وغرقوا في الرذيلة وامتهنوا الغش وأكلوا الرباء وظلموا وطغوا وتجبروا وتعدوا حدود الله وارتكبوا من الجرائم ما كانت كل واحدة منها لوحدها تكفي لإهلاك أمة من الأمم
إن كل الدلائل والمؤشرات تؤكد أن الكيل طفح وأن أمريكا بجرائمها وتعديها لحدود الله واهلاكها للحرث والنسل وقتل النفس التي حرم الله قد تجاوزت الخطوط الحمراء والصفراء وأصبحت محاطة من خلفها وأمامها وفوقها وتحتها بمكر الله وما انتكاستها اليوم في سوريا والعراق وهزيمتها في اليمن وتصدع حلفها الوهابي الإخواني في الخليج إلا مؤشر لظهور توسانامي عظيم قادم ليجتثها مع فسادها من الأرض ويلحقها مع قومها بقوم نوح وعاد وثمود وغيرهم كثير ممن جاءهم أمر الله بياتا وهم نائمون