الأمين العام لحزب الله : الجمهور الوفي أمن شبكة الأمان السياسية والشعبية للمقاومة وسلاحها
Share
أكّد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في كلمة تناول فيها آخر المستجدات بعد صدور نتائج الإنتخابات النيابية أنّ العنوان الأوّل هو الشكر لكل الذين شاركوا بالانتخابات، خصوصًا للّذين أعطوا أصواتهم للمقـاومة وحلفائها وأصدقائها ولعوائل الشهداء وخاصّة أمهات الشهداء، اللّواتي حملن، والشكر الخاص للجرحى الذين لم تمنعهم جراحهم أن يأتوا إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، وكذلك لكبار السّن والمرضى الذين لم يمنعهم مرضهم من الحضور على الكرسي للادلاء بصوته، ولكلّ الأجهزة الرّسمية والمسؤولين والقوى الأمنية والقضاة الذين ساهموا في إدارة العملية الانتخابية، وإلى الأخوين العزيزين النائبين السّابقين السيد نواف الموسوي والعميد الوليد سكرية الذين أمضيا في كتلة الوفاء للمقـاومة دورات متلاحقة وكان لهما دورهما الكبير والمميز، مضيفًا أنّ اللّسان عاجز عن شكركم.. والشكر لله الذي قدّم لهذا البلد وهذه المقـاومة أناس هم أشرف الناس، كما توجّه بالشكر للأخ النائب أنور جمعة على ما بذله من أقصى الجهود في خدمة الناس والمقـاومة ولم يقصر، ورحّب بالأخوة الجدد في كتلة الوفاء للمقـاومة الأعزاء ينال الصلح وملحم الحجيري ورائد برو ورامي أبو حمدان.
وأضاف السيد نصر الله: أقول لهذا الجمهور الوفي لقد أمنتم شبكة الأمان السياسية والشعبية المطلوبة للمقاومة وسلاحها مقابل الاستهداف المعلن والواضح.. هذا ما أنجزتموه بارك الله بكم، معتبرًا أنّه رغم كلّ التّهديد والتّهويل لتخاف الناس وتراجع لم يؤد إلى نتيجة، والحضور الكبير في المهرجانات الثلاثة كان جوابًا، والحضور الكبير يوم الاقتراع كان جوابًا.. والنتائج التي صدرت كانت جوابًا أيضًا.
واعتبر أنّ هذا الانجاز يأتي بعد هجمة إعلامية ونفسيّة كبيرة علينا وعلى حلفاء المقــاومة والضغوط الاقتصادية وافتعال الأزمات، لافتًا إلى أنّ النتائج الكبيرة تعطي رسائل قوية حول التمسّك بالمقــاومة والمعادلة الذهبية والدولة العادلة والقادرة والاصلاحات والسّلم الأهلي والعيش الواحد وأولوية معالجة الأزمات الحياتية والاقتصادية.
ورأى أنّ حجم الأزمات الموجودة بالبلد المالية والنقدية والاقتصادية والحياتية لا يستطيع فريق لوحده علاجها حتى لو حصل على الأكثرية، واليوم نحن أمام مجموعة كتل نيابية وقوى سياسية ونواب جدد ونواب مستقلين. قد تكون مصلحة لبنان والشعب اللبناني هو في ما حصل. أن لا يحصل هذا الفريق على أكثرية ولا ذاك، إذ لا يوجد فريق سياسي اليوم بالبلد يستطيع الادّعاء أنّ الأغلبية النيابية معه، وإلى الآن كلّ الناس المعتبرين والمحترمين والموضوعيين لم يدّع أحد هذا الادعاء.
وقال إنّ ما حصل بخصوص الانتخابات والطائفة السنية الكريمة موضوع مهم جدًا ويحتاج إلى مقاربة هادئة ومسؤولة ودقيقة يُبنى عليها.
كما أضاف السيد نصر الله: “كفيتوا ووفيتوا والله يبارك فيكم ويجزيكم خير.. بيض الله وجوهكم في الدنيا والآخرة”
وأشار إلى أنّ ما حصل في ما يتعلّق بموضوع المقاومة هو انتصار كبير نفتخر ونعتز به خصوصًا عندما نرى ظروف المعركة وما استخدم وما انفق فيها.
كما رأى أنّه عندما لا تكون الأكثرية عند أحد يعني الكل مسؤول ولا يجوز لأحد التخلّي عن المسؤولية.. أهون شيء المعارضة والتنظير ولا كلفة لها، داعيًا إلى تهدئة السجالات السياسية.. انتهت الانتخابات وكلّ ما يجب أن يُقال بعد الانتخابات قيل أيضًا.
وحول أزمة الوقود والغذاء في البلد، اعتبر السيد نصر الله أنّ العالم كلّه ذاهب إلى أزمة الوقود الذي ارتفع سعره، والقمح ارتفع سعره وهناك أمور قد تنقطع من الأسواق، نستطيع أن نساجل لسنوات وإذا تعتقدون أنّنا بدفاعنا عن المقاومة وسلاحها سنكلّ أو نملّ ونستسلم فهذه خيالات لكن السّجالات لا توصل الى مكان، لافتًا الى أنّ هذه التجربة التي مرّت فيها عبر كثيرة والكل يجري مراجعة لأدائه العملي وتحالفاته وخطابه وأدائه.
فيما أضاف أنّه “انكشفت الأكاذيب قبل الانتخابات، إذ كانت التّهمة لكلّ فريقنا السياسي وبنسبة أعلى للتيار الوطني الحر وبنسبة أقل لحزب الله وحركة أمل بأنّ فريقنا لا يريد إجراء الانتخابات، والكذبة الثانية هي إجراء الانتخابات في ظلّ السـلاح.. عام 2005 وعام 2009 أجريت انتخابات وأخذتم الانتخابات في ظلّ السّـلاح واليوم عام 2022 أنتم تحتفلون بنتائج انتخابات في ظلّ السلاح.. أما آن لهذه الكذبة وهذا الكذاب أن يخجل؟”
وفيما خصّ كذبة الاحتلال الايراني قال: رأينا السفيرة الأميركية تجول على مراكز الاقتراع والسفارة الاميركية تشكّل لوائح والسفير السعودي كان أنشط ماكينة انتخابية في لبنان، معتبرًا أنّ الازمات لا تعالج إلّا من خلال الشراكة والتعاون بمعزل من الخصومات.. فلنذهب إلى نقاط الاتّفاق والتّعاون.
وتابع السيد نصرالله أنّ أصوات لائحة الأمل والوفاء في بعلبك الهرمل والجنوب الثالثة وفي الزهراني صيدا وصور ومرشح الثنائي في زحلة سجّلوا أكثر من نص مليون صوت، متسائلاً: هل أنت الذي ليس لديك سوى كم الف صوت تتكلم باسم الشعب اللبناني؟
وتساءل أنّه بعد الانتخابات هل من أحد يحمل أكبر نسبة بالمسؤولية عن الأزمات الحالية ويأخذ دعمًا من السفارات ويشكّل لوائح ويدعمها في كلّ لبنان ولم يحصّل إلّا نائبان أو ثلاثة يخرج ليقول إنّ الشعب اللبناني لفظ المقاومة في الانتخابات.. ما هذه الوقاحة؟!
وأردف: يُمكن القول أنّ عدد النواب لأي جهة يعبّر عن الخيارات الشعبية والارادة الشعبية في حالة واحدة هي أن يكون قانون الانتخاب على أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة وخارج القيد الطائفي وبتمثيل نسبي وشباب وصبايا الـ18 ينتخبون.
واشار إلى أنّ توزيع الدوائر تمّ بهذا الشّكل غير العلمي لأنّها تقصّ وتلزق وفق مصالح بعض الزّعماء السياسيين، لافتًا إلى أنّ المغالطة هي الخلط بين الحجم الشعبي وعدد النواب.. وهذا في لبنان غير صحيح لأنّ النظام الانتخابي والسياسي طائفي والأسوأ أنّ تقسيم الدوائر الانتخابية لا تقسم على معيار علمي بل لا معيار في التوزيع.
وعاود السيد نصر الله وشكر كلّ الناس وكلّ الاعلام والمؤسسات الاعلامية سيّما الإعلام العادل والمنصف لأنّ بعض الإعلام كان إعلامًا ظالمًا ومفترياً، وشكر أيضًا لفرق الانشاد والشعراء.
وقال بمعزل عن ما ستؤول إليه الاستحقاقات القادمة سنعمل على كلّ ما وعدنا به وسنحضر أكثر ونكون معًا من خلال وجودنا بالدولة أو من خلال مؤسساتنا الذاتية كما كان الحال منذ 40 عامًا لن نبخل بشيء خصوصًا على الذين لم يبخلوا علينا بشيء.
كما لفت إلى أنّ “أصدقاءنا الذين لم يوفّقوا للفوز الموقف السليم هو ما أعلنتموه والمقعد النيابي هو أحد مواقع النضال وليس كلّ الجبهة.. اعتبروا أنّنا وبقيّة أصدقائنا الذي نجحوا نمثّلكم وإلى جانبكم وسويًا نخدم شعبنا وقضيتنا”.
ودعا كلّ المناصرين إلى عدم الإحتفالات ومظاهر الفرح لأنّ هناك طرقات أو أحياء أو مدن مجاورة الذهاب إليها بهذه الطريقة ستشكل استفزازًا ونحن نريد الهدوء، محذرًا من إطلاق النار في الهواء، ومشدّدًا على تطبيق قرار الحزب في فصل أي أخ يثبت إقدامه على إطلاق النار لأنّه محرّم شرعًا.
وأردف: قيل لي إنّ مجموعات تتجمع على الدراجات النارية وستحتفل بعد الخطاب وأنا أطلب رجاء أن يكتفوا.. محل ما انتوا مجمعين تنشدون نشيد أو شعار وانتهى الموضوع ولا داعي لازعاج الناس.
وتابع: إنّه في هذين اليومين رأيت مسيرات منسوبة لأمل وحزب الله فيها مقنعين يحملون الســلاح ويجب النظر من يخترقها لإطـلاق النار؟، مشيرًا إلى أنّ شعار “شيعة شيعة” غير مناسب لا لحزب الله ولا لحركة أمل ولا للشيعة في لبنان.. ما معنى هذا الشعار؟.
وختم سماحة الأمين لحزب الله بالقول: لكلّ الناس مجددًا مشكورين اللّسان يعجز عن شكركم كفيتوا ووفيتوا آجركم الله وحفظكم أنتم أهل الوفاء والصّدق والإخلاص.