الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين : أنصار الله وقفوا معنا ومن حسن حظنا أننا خضنا هذه المعركة وهم يمسكون بالسلطة وحضورهم في الميدان ضد “إسرائيل” تاريخي.
كشف الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة عن دور جبهات المقاومة عن دورها الكبير والمؤثر في إسناد غزة وبخصوص جبهة اليمن أكد القائد النخالة في مقابلة مع موقع الإمام السيد علي الخامنئي الإعلامي “KHAMENEI.IR”،( من حسن حظّنا أننا خضنا هذه المعركة وإخواننا في اليمن، أنصار الله، كانوا حاضرين، ومجرد أننا دخلنا المعركة، عدّوا أنفسهم جزءًا من المعركة، ولكن قبل هذه المعركة كانوا حاضرين أيضًا ونحن على تواصل دائم ومستمرّ معهم، رغم حاجتهم وظروفهم الصعبة”.
وعن أثر العمليات اليمنية، أوضح النخالة: “حاصروا العدو الصهيوني في أهم ميناء تجاري وتحدوا العالم والولايات المتحدة الأمريكية والبريطانيين واشتبكوا مع الأمريكان ومع البريطانيين ومنعوا السفن التجارية المتوجهة إلى “إسرائيل”، هذا إنجاز كبير ولم يكن متوقعاً ولا في الحسبان، ورغم ذلك ورغم التضحيات ورغم هذا التحدي سجّل اليمنيون حضورًا تاريخيًا في هذه المعركة”.
وأشار الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة أن العدو “الإسرائيلي” غرق في رمال غزة، ولفت إلى استعداد المقاومة للقتال لأشهر طويلة، وأشار إلى أن “المقاومة مستمرة بالمستوى والأداء نفسهما، وسيكون أداء المقاومين أفضل من الأيام أو الشهور التي مضت”، وشدد على أن “التفاوض في هذه اللحظة يدور حول شروط المقاومة”.
و قال النخالة إن “مسيرة المقاومة في المنطقة انتقلت من مرحلة إلى مرحلة، ولكن لم تتوقف”، مؤكدًا أن “عملية طوفان الأقصى -هي ذروة الفعل الفلسطيني وذروة المقاومة الفلسطينية- التي لم تأتِ فجأة وإنما كانت نتيجة تراكمات طويلة وجهد كبير بذله المقاومون في الميدان”.
وأكد النخالة أن “قوى المقاومة في المنطقة تكاتفت ودعمت الشعب الفلسطيني أيضًا، وعلى وجه الخصوص الجمهورية الإسلامية التي بذلت جهودًا كبيرة غير متوقعة من العالم بدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته وتأييدهما”، لافتًا إلى أن المقاومة الفلسطينية ما كانت لتصمد “لولا الدعم الواضح والكبير من الجمهورية الإسلامية على المستويات كافة، أي التسليح والإمكانات الأخرى بتفاصيلها كلها”.
وتابع النخالة: “إذا نظرنا إلى جوهر المعركة، فإنّ العدو بدأ بعدوانه على غزة تحت عنوانَين هما “إنهاء المقاومة” و”استعادة الأسرى”، واليوم نحن ندخل في الشهر السابع من الحرب والعدو لم يحقق أهدافه، بل إنه يتراجع يومًا بعد يوم”.
وشدد النخالة على أن “الرواية الصهيونية في الأصل هي رواية هشّة رغم الضجيج كله الذي تم تسويقه، إن كان من الغرب أو من بعض القوى التي تمثلت في دول دخلت في السلام مع المشروع الصهيوني”، مؤكدًا أنها هشة “بالمقاومة وبمثابرة الشعب الفلسطيني وحضوره المستمر في ميدان المقاومة ورفض الاحتلال على مدار الوقت ورفض الاعتراف بـ”إسرائيل””.
عملية طوفان الأقصى
ولفت النخالة إلى علامة فارقة كبيرة، وهي أن “مبادرة هذه الحرب اليوم، مبادرة فلسطينية مئة بالمئة، وهذه المبادرة أحدثت خرقًا في الجدار الذي رُسِمَ عن “إسرائيل” بأنها القوة التي لا تُقهر ولا تُقاتَل، وفي 7 أكتوبر سجّل الفلسطينيون من دون شك انتصارًا كبيرًا وواضحًا جعل “إسرائيل” تشعر أن الكيان الإسرائيلي اهتز كله”.
وأشار النخالة إلى أن كسر الرواية الصهيونية في عملية طوفان الأقصى أدى الى أن يضطر الغرب لحشد إمكاناته كافة، وقال إن “قدوم بايدن، الرئيس الأمريكي، إلى الكيان، وقدوم قادة دول الغرب، يعني أنهم أرادوا إرسال رسالة مفادها أننا لن نسمح بهزيمة “دولة إسرائيل”، وفتحوا لها الإمكانات كلها من أجل أن تنتصر في هذه المعركة”.
وأكد النخالة أن “الحشد الغربي والعدوان الإسرائيلي “انهارا مرة أخرى أمام صمود الشعب الفلسطيني وتضحياته والتفافه حول المقاومة من المقاتلين الشجعان والبواسل الذين أبدوا بطولة نادرة في مواجهة القوات “الإسرائيلية” المتقدمة”.
ولفت النخالة إلى أن “المفاجأة كانت أن القوات الإسرائيلية غرقت في رمال غزة، وغرقت في المواجهات، إذ أوقع المقاتلون والمقاومون الشجعان والبواسل خسائر هائلة في الجيش الإسرائيلي”، مضيفًا: “عندما نتحدث عن ستة أشهر من القتال المتواصل وغرق القوات الإسرائيلية في رمال غزة والخسائر التي حدثت في الجيش “الإسرائيلي”، فهذا كان مفاجأة كبيرة أيضًا للأميركان وللغرب، حتى الخطاب الأميركي والأوروبي بدأ يتغير تدريجيًا مع تغيّرات الميدان”.
مسار المفاوضات
وحول المفاوضات، قال النخالة إن الأعداء “يفاوضون المقاومة التي صمدت، ولو لم تصمد، ما كان أحد ليسأل. لذلك اضطروا في النهاية إلى مفاوضة المقاومة، ورغم ذلك ما زلنا نحن في المربع الأساسي، في مربع المفاوضات”.
وأضاف النخالة: “بايدن تحدّث عن حماس بوصفها كانت تحكم غزة بأنها “تنظيم داعش”، وتدريجيًا أصبح هو يفاوض حماس وأصبح الغرب يسعى من أجل فعل اختراقات في وضع المقاومة ومفاوضاتها والبحث عن حلول، لأنهم أصبحوا يبحثون عن حل لـ”إسرائيل” وليس عن حلّ لقطاع غزة”.
وتابع النخالة إن أمام “إسرائيل” خيارَين “إما الانسحاب والتسليم وإما الهزيمة أو إعلانها، وهذا أيضًا نلحظه في التنازلات التي تقدمها “إسرائيل” تدريجيًا رغم أنها تكابر، وكل يوم يجب أن نلحظ الخلل الذي حدث في المجتمع الصهيوني برمته، حالة الانقسام حيال الحرب في غزة وحيال الخسائر التي مُني بها الجيش “الإسرائيلي”.
قدرة المقاومة على القتال طويلًا وحول قدرة المقاومة على الصمود والقتال، قال النخالة: “أولًا أنا عندما أقول نحن نرفض شروطًا، هذا يعني أننا نستند إلى حقائق موضوعية بأن المقاومة تستطيع الاستمرار في قتال العدو في الميدان وتستطيع أن تفرض هذه الشروط وتستطيع أن تستمر بالمستوى التي انطلقت فيه من بداية المعركة حتى هذه اللحظة”.
وأضاف النخالة: “لدينا القدرة على الاستمرار لستة شهور أخرى على الأقل في المقاومة بهذا المستوى وربما أكثر، وربما عندما يتمكن المقاتلون أكثر أو تستقر القوات “الإسرائيلية” في الميدان أكثر يمكن أن تكون فاعلية المقاومين أفضل، خاصة أننا نتوقع ونعمل على أن “الإسرائيلي” يواجه وسوف يواجه عمليات استشهادية كبرى”.
ودعا النخالة إلى الوثوق بقدرات المقاومة في الميدان مؤكدًا “نحن أعددنا أنفسنا لمواجهة طويلة المدى إذا لم يقبل العدو بوقف إطلاق النار ضمن شروط المقاومة”، وأضاف: “نحن مستمرون بالمقاومة بالمستوى والأداء نفسهما، وإن شاء الله، سيكون أداء المقاومين أفضل من الأيام أو الشهور التي مضت. لذلك لدينا قبول على المستوى النفسي والعملي أن نستمر لشهور أخرى في المقاومة”. التفاف الشعب الفلسطيني حول المقاومة
وأكد النخالة أن الشعب الفلسطيني ملتفّ حول المقاومة، وقال “أولًا نتيجة قناعة أساسية بأن هذا العدو يريد أن يسحق الشعب الفلسطيني كله ويريد أن يسحق المقاومة، لذلك حالة الالتفاف الشعبي حول المقاومة هي حالة هائلة ومفاجئة، أيضًا لأن هؤلاء المقاتلين هم أبناء الشعب الفلسطيني، والشعب الفلسطيني ملتف حول أبنائه”، وأضاف “عندما نتحدث عن قدرتنا على استمرار المقاومة لستة أشهر أخرى فذلك لثقتنا بأن الشعب الفلسطيني لديه الاستعداد أيضًا للاستمرار معنا في تحمل النتائج رغم التضحيات الهائلة كلها”.
وأشار النخالة إلى يقينه بأن “الشعب الفلسطيني ليس مستعدًا لأن يسجل على نفسه هزيمة بعد هذه التضحيات الكبيرة والهائلة، لذلك لا يتوقع أحد أن ينهار الشعب الفلسطيني بعد أن قدّم هذه التضحيات الكبيرة كلها، وأنا أعتقد أن الحاضنة الشعبية ما زالت متينة وقوية”.
المأزق الإسرائيلي والهجوم على رفح
وحول نية العدو الإسرائيلي شن هجوم بري على مدينة رفح، قال النخالة: “حتى لو دخلوا رفح سيواجهون المقاومة نفسها التي واجهوها في خان يونس والتي واجهوها في المنطقة الوسطى وفي المنطقة الشمالية”، وأضاف “نحن لا نخشى إذا دخلوا رفح، وسيواجهون المقاومة نفسها بالتأكيد. المقاومة لديها استعداد للمواجهة”.
واعتبر النخالة أن الحديث عن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة “تهويل كبير”، وأضاف: “الشعب متمسك بأرضه، لو كانت لديه رغبة في الهجرة لكسر الحدود المصرية ودخل، ولكن الناس متمسكون بأرضهم، متمسكون بغزة ولن يرحلوا رغم هذا الضغط كله”.
وأكد النخالة: “نحن، إن شاء الله، مطمئنون لأن النصر في نهاية الطريق هو النتيجة الحتمية لهذا الصراع ولهذه المعركة”.
دور إيران
ولفت النخالة إلى الدعم الإيراني للمقاومة في غزة، وقال إن الجمهورية الإسلامية قدّمت “خبرة في تصنيع الصواريخ وتصنيع القذائف وتصنيع السلاح”، ولفت إلى أن “”إسرائيل” تقاتلنا على مدى ستة شهور، وخط الإمداد الأمريكي لم يتوقّف، نحن نقاتل ستة شهور ولا يوجد أيّ خطّ إمداد، وقبل ستة شهور، كان الحصار موجودًا”.
وجدد النخالة التأكيد على أنّ “كل شيء نحن نملكه في المقاومة هو من الجمهورية الإسلامية ومن خبرات حزب الله وخبرات إخواننا في إيران، إنْ كان على مستوى التسليح أو الإمكانات، بالتالي مشاركتهم ووضعهم في صورة ما يحدث في المعركة ميدانيًا ومباشرة أمرٌ ضروريّ”، مؤكدًا أن إيران “لم تتخلَّ عن المقاومة لحظة واحدة ولا ساعة واحدة، إنْ كان في الموقف السياسي أو في موقف الدعم الذي لم يتوقف يومًا واحدًا”.
الضفة الغربية ووحدة ساحات محور المقاومة
وحول المقاومة في الضفة الغربية، قال النخالة: “المقاومة كانت حاضرة وتنمو وتكبر رغم قوة العدوان ورغم انتشار الاستيطان، الضفة الغربية كانت حاضرة في عقل المقاومة وفي جوهر المقاومة الفلسطينية”، مؤكدًا أن “الضفة الغربية نقطة مركزية في المقاومة حيث نواجه الاستيطان مباشرة يوميًا في تحدٍّ كبير لهدم المسجد الأقصى والمشاريع الاستيطانية الرامية لهدمه”.
ولفت النخالة إلى أن حالة المقاومة في الضفة الغربية “لم تأتِ عبثًا، بل أتت عبر جهود وتسليح وتعبئة، وليست التعبئة في شهور قليلة فقط، بل عبر سنوات”، مؤكدًا أن “حالة المقاومة في غزة والضفة هي ليست وليدة سنوات قليلة، بل حصيلة تاريخ طويل مرّ به الشعب الفلسطيني وتراكمت عنده الخبرات والشجاعة والإرادة والفهم الإستراتيجي”، ومضيفًا “لن نترك هذه الأرض وسندافع عنها ولدينا قناعة بأن هذا الكيان إلى زوال”.
وحول عمليات محور المقاومة إسنادًا للمقاومة الفلسطينية، قال النخالة: “يجب ألا يغيب عن بالنا أن شعوب المنطقة كلها متضامنة ومتكاتفة مع الشعب الفلسطيني، الأنظمة العربية ذهبت بعيدًا من مشاعر الشعوب العربية”.
وأضاف النخالة: “الآن في هذه المدة، تجلّى موضوع وحدة الساحات، ولكن هذا لم يأتِ فجأة، بل أُعدّ له من سنوات”، متحدثًا عن دور حزب الله ومؤكدًا أن الحزب “حاضر في الميدان مع انفتاحه على قوى المقاومة في فلسطين عبر السنوات الماضية وعبر الانتفاضات الطويلة هذه”، مضيفًا: “كان حزب الله دائمًا على مدار الوقت كتفًا إلى كتف مع قوى المقاومة الفلسطينية، يقدّم الخبرات والتدريب والمعرفة”.
وعن دور حزب الله في المعركة، قال النخالة: “قدموا مئات الشهداء وأوقعوا بالعدو خسائر هائلة وأشغلوا جزءًا كبيرًا من قوات العدو الصهيوني على الجبهة اللبنانية وأسهموا في (خلخلة) الوضع الاجتماعي للعدو الصهيوني بتهجير آلاف المستوطنين، باعتراف العدو أكثر من مئة ألف مستوطن هاجر وترك المستوطنات”.
وتابع: “دور حزب الله واضح ومميّز، أي حتى لو تحدّثت عنه، فلا أعطيه قيمته التي يستحقها، ولا دور إيران ودورها في مساعدة الشعب الفلسطيني ودعمه، لست أنا من يقول ذلك، بل الميدان وقوى المقاومة يقولان ذلك، وكلنا نقرّ بحجم دعم الجمهورية الإسلامية للشعب الفلسطيني”.
اليوم التالي
وبالنسبة لما يتم تداوله عن اليوم التالي في غزة، قال النخالة: “اليوم التالي بالنسبة إلينا هو معركة أخرى غير المعركة العسكرية، معركة إعادة الإعمار ومعركة إطعام الناس ومعركة حل مشكلاتهم، من يحل مشكلات الناس؟ إذاً هذا تحدٍّ جديد أمامنا”.
وأضاف: “نحن في المفاوضات نشترط أولًا إعادة الإعمار. أن يكون هناك ضمانات دولية لإعادة الإعمار وضمانات دولية لمعالجة الجرحى لأن هذا سيكون تحدّيًا حقيقيًّا أمام المقاومة في قطاع غزة”.