الأمم المتحدة ولائحتها السوداء.. بقلم / علي محمد المتميز
تراجعت الأمم المتحدة عن ادارج السعودية ودول تحالف العدوان علی اللائحة السوداء التي اعلنت عنها وحري بكل من يملك ذرة انسانية ان يراجع القرار الذي صدر من هذه المنظمة الدولية ويمعن في تفاصيله ليتأكد له مدی الهزلية التي تتبعها الامم المتحدة في التعامل مع الاحداث الدائرة في العالم عموما وفي اليمن علی وجه الخصوص ، تحدث التقرير عن نسبة 60% من الشهداء الاطفال الذين قتلتهم طائرات التحالف بإعتراف الامم المتحدة مع ان الاحصائيات التي اعتمدت عليها غير دقيقة وفي ظلم واجحاف كبير بحق كل الاطفال الذين قضو جراء غارات العدوان طيلة سنة ونيف من العدوان علی اليمن ، حيث ان الرقم الذي اورده التقرير بسيط ولا يشمل كل من نالهم حقد طائرات التحالف وصواريخه فالعدد اكبر بكثير مما ورد في التقرير ، وبالرغم من تناول التقرير للشهداء الاطفال فقط فقد تغافلت الامم المتحدة الجرائم الممنهجة بحق المدنيين بشكل عام وهذا مدعاة للتساؤل عن الكيفية التي تتعامل بها الامم المتحدة مع الملفات الموجودة علی الطاولة وجرائم الحرب التي ارتكبها العدوان بحق شعب كامل .. لا ننسی ان الامم المتحدة ومنذ بداية العدوان تغاضت عن كثير من الجرائم والانتهاكات التي طالت ابناء الشعب اليمني ليتم تناول بعض الجزئيات في التقرير الصادر مؤخرا وهي جزئية مهمة وتوضح جانب مهم من الانتهاكات التي يمارسها العدوان منذ شهر مارس في العام 2015م ، وعلی الرغم من مخاطبة الامم المتحدة ومطالبتها بتحمل مسئوليتها الانسانية والاخلاقية في مختلف فصول المعاناة والمأساة التي يعيشها ابناء اليمن الا ان السياسة المحركة للامم المتحدة كان لها وجة نظر اخری في التعامل مع كل ما يجري ولم يعد خافيا علی احد ان من يتحكم في قرارات الامم المتحدة هي الدول الكبری والدول التي تقدم دعما سخيا للمنظمة باعتراف من قدم لها هذه الاموال وهذا الامر الملموس من البداية غير ان التهرب والمماطلة المستمرة وحجم الجرائم والانتهاكات كفيلة بإيضاح كل ما يدور في الكواليس ومن يتحكم في الموضوع . وحين صدر هذا القرار الاخير فقد شكل بارقة امل لدی الكثير بإن المنظمة الدولية بدأت مكرهة علی ادانة المجرمين وفي خطوة كانت ستمهد لها العودة الی مكانتها المعروفة التي حددتها قرارات ومواثيق انشائها . وحين رأی الكثير في القرار منطلقا لعودة الدور المطلوب ان تلعبه المنظمة الدولية وإن بشكل بسيط الا ان نفوذ المال كان سيد الموقف واستطاع تعرية المنظمة ووضعها في موقف لا تحسد عليه . ففي حين قررت التراجع عن ادراج دول التحالف وعلی رأسها السعودية تبين ان المحرك الاساس لهذه المنظمة هو غير ماتدعيه من الانسانية والحيادية وأن شراء المواقف والذمم حاضر داخل اروقة المنظمة العتيدة ، في موقف هزلي ومخزي وفاضح ومضحك ومبكي في نفس الوقت . وهذا الامر سيؤثر بشكل كبير جدا علی دور المنظمة وفاعليتها علی مدی طويل وهذا ربما مالم يحسب القائمون عليها حسابه . كان الاحری بالامم المتحدة ان تصمت كما هي العادة تحت تأثير المال والسياسة الا ان الله اراد امرا اخر ليكشف للجميع ان الحقائق حتمية الظهور وان التستر خلف العناوين واليافطات لابد ان ينجلي فحبل الكذب قصير وهنا دعوة للجميع ان فتشوا عن كل ما اخفاه عتاولة السياسة الدولية من جرائم ومجازر قد تكون الامم المتحدة مظلتها والمطية لتحقيقها . وهنا تجدر الاشارة الی امر هام يجب علی الامم المتحدة القيام به وهناك خياران احلاهما مر وهو اما ان يتم ادارج السعودية ودول التحالف علی القائمة السوداء او ان تدرج الامم المتحدة نفسها علی نفس القائمة لتكفر عن خطئية العدوان بحق ابناء اليمن ولتكفر عن خطيئتها بمحاولة ادارج التحالف علی هذه القائمة والأمر متروك لها ولأمينها العام وحينها سيسجل التاريخ اكبر جريمة ارتكبت بحق اليمن وابنائه وسيتضح للجميع حقيقة من ارتكب هذا الجرم الفضيع وهذه المذبحة التاريخية