الأمم المتحدة.. دعم اليمن أم شرعنة احتلاله؟!…بقلم/ السفير/عبدالله سلام الحكيمي
دعت السعودية إلى عقد مؤتمر(افتراضي) لمن سمتهم (المانحين) لليمن! وتفضلت على الأمم المتحدة بالمشاركة فيه .. والسعودية هي أيضاً التي أعلنت في مؤتمر صحفي من واشنطن شن عدوان عسكري وحصار بحري وجوي وبري شامل في ٢٥مارس٢٠١٥م، وانشأت لهذا الغرض تحالفا من عدة دول بقيادتها أسمته (التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن)،لم تكن السعودية حينها تملك أي معيار دستوري أخلاقي على الإطلاق، لتمارس بهذه الدعوة إحدى ألاعيبها البائسة لتضليل الرأي العام العالمي، إضافة إلى إعلان وقف إطلاق نار للإعلام فقط دون أن يتوقف عدوانه يوما واحدا، وصرف أنظاره عن جرائم حربه البشعة التي خلقت – طوال أكثر من خمسة أعوام من العدوان والحصار وتجويع اليمنيين – أسوأ كارثة إنسانية في العالم.
إن تحالف العدوان السعودي الإماراتي المدعوم أمريكيا الذي دمرَّ – ولايزال – كل البنى التحتية الصحية والخدمية والطرقات والمطارات والموانئ والكهرباء، والنظام البنكي وأوقف مرتبات مليون ومائتي ألف موظف مدني وعسكري للعام الرابع على التوالي ليدفع اليمنيين – تحت ضغط الجوع والحاجة – ليكون وقودا وحطبا لحربه العدوانية وقتل وجرح مئات آلاف اليمنيين من الأطفال والنساء والمدنيين وينهب موارده النفطية والغازية التي يسيطر عليها، ويحتل بقواته العسكرية أراضي واسعة من اليمن، فلا يمكن لمعتدٍ غاز محتل أن يصبح – في ذروة عدوانه واحتلاله الممتد للعام السادس على التوالي – بانيا ومعمرا وإنسانيا، وليست المشكلة هنا، بل المشكلة الأكبر كيف تقبل الأمم المتحدة أن تساق لتشارك في مؤتمر هزلي كهذا، مجرد مشارك، يخص دولة عضوا في الأمم المتحدة تتعرض لعدوان عسكري خارجي مستمر وحصار شامل برا وبحرا وجوا لم يصدر به أي تفويض رسمي من مجلس الأمم المتحدة أصلا، رغم أن اليمن كانت مدرجة من قبله تحت سلطة الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وتُحتل أجزاء من أرضه بالقوة العسكرية؟! إن معنى تلك المشاركة في مؤتمر تنظمه دولة لاتزال تعتدي وتحاصر وتحتل أراضي الدولة المعنية بالمؤتمر يزج بالأمم المتحدة – من حيث تدري أو لا تدري – في منزلق إضفاء مشروعية للعدوان والحصار والاحتلال العسكري والجرائم البشعة التي نتجت عنه، ولاتزال، وهو ما يتعارض مع أحكام وروح ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي! وكان الأسلم والأشرف للأمم المتحدة أن تتبنى هي الدعوة والتنظيم لهكذا مؤتمر للمانحين، ثم كيف يُدعى المانحون للإسهام في إغاثة اليمن وإعادة إعماره والتخفيف من وطأة أبشع كارثة إنسانية في العالم خلَّفها تحالف العدوان السعودي على اليمن، في وقت لاتزال فيه الحرب العدوانية مستمرة والحصار الشامل مضروبا بإحكام وأجزاء مهمة من أراضي اليمن محتلة بما فيها موانئ ومطارات وجزر وسواحل وثروات نفطية وغازية؟!إلا إذا كان الهدف جمع الأموال لاستمرار الحرب العدوانية والاحتلال وتمويله.
عضو فريق المصالحة الوطنية والحل السياسي.