الأممُ المتحدة حجرُ عثرة أمام استفادة اليمنيين من الهُدنة…بقلم/يحيى صالح الحَمامي
Share
الأمم المتحدة تقف حجر عثرة أمام استفادة الشعب اليمني من الهُدنة المعلنة والمرحب بها في جميع دول العالم والتي أتت من باب الجانب الإنساني ولكن ما نراه من صمت الأمم المتحدة المُستمرّ والتغاضي الدائم عن عبثية تحالف العدوان في اليمن وما يقوم به من أعمال القرصنة على سُفن الوقود حتى في ظل الهُدنة، ومن المؤسف عندما تكون الأمم المتحدة هي من تساعد الجلاد على تبريك الضحية وترائي بأنها من تحمي الضحية والحقيقة لها هي تدفع بالضحية إلى الجلاد، وهذا ما لمسناه كمواطنين يمنيين من الأمم المتحدة ومبعوثها السامي.
الأمم المتحدة تغالط المجتمع الدولي وتماطل في حقوق الشعب اليمني وتتنكر بحقيقتها المخزية مع جميع الأنظمة والقوانين الدولية الذي تتضمن حق الحياة والعيش الكريم والتعايش بالسلام وبالأمن الدولي لكُل البشرية.
الأمم المتحدة تتنكر أمام العالم وترتدي قناعَ الرعاية والحماية للحقوق والحريات أمام المجتمع والهيئات الدولية وحقيقتها مساعدة لقوى الاستكبار العالمي، إذ تشرف على الجرائم والمعاناة المنزلة من تحالف العدوان بقيادة أمريكا على أبناء اليمن، لم ترعِ الحقوق ولم تراعِ الإنسان اليمني ولم تضمن الشيء البسيط من حقوقه الإنسانية ومُستمرّة بالمغالطات بكُل استهتار وعبثية بالحقوق الإنسانية التي يضمنها القانون بالحماية والرعاية الدولية ولكن التضليل الأممي مُستمرّ من قبل المبعوث أمام القانون والعدل الدولي.
الأمم المتحدة تتظاهر أمام العالم وتتبجح في المحافل الدولية بالراعية للإنسان والحقوق الإنسانية ونتساءل عن الفشل الذي حَـلّ بها في اليمن في ظل الحرب على مدى ثمانية أعوام، وفي أَيَّـام وأشهر الهُدنة هل المال الخليجي يسيل لعابها ولم تستطع النُطق أَو تُعبر بالقلق أَو تُدين المعاناة الإنسانية التي يفرضها تحالف العدوان على أبناء اليمن.
الأمم المتحدة أصبحت غير قادرة على القيام بواجبها وحماية الحقوق الإنسانية ولم تستطع أن تضمن حق العيش والحرية لأبناء الشعب اليمني، غيابها والبقاء لا يزيد ولا ينقص في حياة ومعاناة أبناء اليمن شيئاً.
ونتساءل عن سبب فشل الأمم المتحدة في اليمن هل تحالف العدوان أكبر من القانون الدولي أم مبعوث الأمم المتحدة يقوم بالتضليل على المجتمع والهيئة الدولية، وهذا سبب ما جعل تحالف العدوان يتمادى بالحرب وبالحصار ويستمر في أعمال القرصنة في البحر على سُفن الوقود والغذاء والدواء؟
ونتساءل عن تضليل المبعوث الأممي عن عدم التزام تحالف العدوان بالهُدنة يؤسفنا ذلك، وما هو المقابل للصمت الأممي، هل تحالف العدوان يدفع ثمن جرائمه لكي يستمر بالفساد في البر والبحر والجو في جميع أراضي الجمهورية اليمنية، أم ليس للأمم المتحدة سلطة على الولايات المتحدة الأمريكية وحُلفائها أم ماذا؟!
لقد أصبحت الأمم المتحدة في اليمن كسيحة بخطواتها الدولية والإنسانية وخرساء في مواثيقها وتتنكر لنصوص وبنود قوانينها ولما أُنشئت له وعن حماية الإنسان، أم تبتاع وتشتري بالواجب الإنساني في اليمن أم تماطل القانون والعدل الدولي لكسب مواقف سياسية أَو مالية، أم أصبحت بوليس اللصوصية الدولية لحماية المجرمين؟
الأمم المتحدة غضت بصرها عن اليمنيين وغفلت عن الواجب الإنساني حيال ما تذوقه أبناء اليمن من معاناة إنسانية لم تخطر على شعب مثلما شعب الإيمَـان، حَيثُ فرض العدوان حصاراً ثلاثياً على ما يقارب (ثلاثين مليون إنسان يمني) ولم نشاهد مواقف أممية أَو دولية تستنكر لتخفيف معاناة أبناء اليمن طيلة الحرب العبثية والتي أستمرت لثمان سنوات متواصلة.
القانون الدولي يضمن الرعاية والحماية الكاملة للإنسان لكن لم نر له مواقف دولية، وما يؤسف من إحاطة المبعوث الأممي أمام مجلس الأمن الدولي وما صرح به عن دخول جميع سُفن الوقود بسلاسة بكل تمعُن وإصرار الكذب على شعب بكاملة وعلى المجتمع الدولي، فالسُفن تحمل الطابع الإنساني ليس لتحالف العدوان الحق بالاستمرار في أعمال القرصنة عليها، حَيثُ والسفن تحمل مقومات الحياة الضرورية التي يضمن وصولها القانون الدولي.
الأمم المتحدة ليست عادلة في اليمن لا في الحرب ولا في الهُدنة المتزعمة لها والإشراف على تنفيذها.
الهُدنة التي أعلنت مبادرتها من قبل المجلس السياسي الأعلى من صنعاء لم تأتِ من جانب سياسي ولا من عجز عسكري وعدم القدرة على المواجهة وإنما أتت من الجانب الإنساني وأتت مبادرتها لتصحيح موقف الفشل الذي حَـلّ بالأمم المتحدة والهدف الرئيسي تخفيف المعاناة الإنسانية التي عجزت الأمم المتحدة عن حمايتها وفرضها تحالف العدوان بمغالطة القانون، فالحصار خارج عن قيم ومبادئ الإنسان والإنسانية، وما حل بنا من معاناة سببه الفشل الأممي الذي ما زال راسخاً في هذه المنظمة العمياء والخرساء التي لا تُدرك حجم المعاناة وإنما تُدرك عدد وأرقام نقدية المانحين وكم هو المبلغ التي ستحتاجهُ.