الأمريكيون وعملاء النظام السابق يمهّدون الأجواءَ لطائرات العدوان على اليمن
صحيفة المسيرة تحصل على مشاهدَ لمؤامرة تدمير دفعات جديدة من الدفاعات الجوية:
ضباط أمريكيون يعطّلون الصواريخ قبل نقلها لمواقع التفجير لضمان عدم تهريبها
استخدام كميات كبيرة من مواد “تي إن تي” و”سي فور” شديدتَي الانفجار
الوفدُ الأمريكي يعاود زيارةَ مواقع التفجير ويقوم تجميع ما تبقى من أجزاء الصواريخ
المسيرة: نوح جلاس
تتوالى الأدلةُ التي تُثبِتُ للشعب اليمني مدى الاستهداف الأمريكي المبكِّر للقدرات الدفاعية اليمنية، بالتعاون مع عدد من العملاء في النظام السابق، حيث حصلت صحيفة المسيرة، مساءَ أمس، على نسخةٍ لمشاهد فيديو وصور فوتوغرافية أظهرت جانباً آخرَ من مراحل تدمير الدفاعات الجوية اليمنية، بين فترة الأعوام 2007 – 2014، الأمر الذي يؤكّـد امتدادَ سلسلة الخيانة من فترة حكم زعيم الخيانة حتى تولِّي خَلَفِه الفارّ هادي للمهمة ذاتها، قبل أن تأتي ثورةُ الحادي والعشرين من سبتمبر وتوقف عجلةَ المؤامرة التي هدفت إلى جعل اليمن أرضاً وإنساناً لقمةً سائغةً للأمريكي.
وقد أظهرت الصورُ والمشاهدُ التي حصلت عليها صحيفة المسيرة، إشراف وتنفيذ الضباط الأمريكيين، لمراحل تدمير الدفاعات الجوية اليمنية، وهو ما يكشف عن خفايا الدور الأمريكي التدميري الذي لعبته واشنطن قبل عقد ونيف من الزمن في استهداف الجيش اليمني وقدراته الدفاعية؛ تمهيداً لتوجيه الضربة القاضية على الشعب اليمني واحتلال البلد، وهو الأمر الذي كان حذّر منه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه ومن تلك التحَرّكات المشبوهة آنذاك، حيث كرّس الكثير من محاضراته للحديث عن التحَرّكات الأمريكية المبطنة بعناوين تدريب الجيش اليمني، والتحذير من مخاطر تلك التحَرّكات في استهداف اليمن شعباً وجغرافيا، والتي توّجت بشن العدوان على بلادنا بتنفيذ أمريكي وإعلان صريح من واشنطن.
مراحلُ التدمير للدفاعات الجوية:
وهنا تستعرض صحيفة المسيرة مراحل تدمير الدفاعات الجوية اليمنية التي أظهرتها الصور والمشاهد، حيث تضمَّنت المرحلة الأولى عملية تعطيل وإتلاف صواريخ الدفاع الجوي من قبل خبراء أمريكيين في مواقع تخزينها قبل نقلها إلى موقع تفجيرها؛ لضمان عدم تهريبها عند النقل، حيث تم تفكيك وتعطيل ما يُعرف بعلبة التفجير في صواريخ سام 16، وقد قام بذلك مهندسون أمريكيون.
أما المرحلةُ الثانية فقد أظهرت قيام ضباط أمريكيين بعملية تجميع الصواريخ بعد فصل القبضات والبطاريات الخَاصَّة بها، ونقلها مع الصواريخ إلى موقع تفجيرها في منطقة الصباحة بالعاصمة صنعاء في المرحلة الثالثة، في حين كان اللافت في العملية استخدام كميات كبيرة من المتفجرات بمختلف أنواعها لإتلاف وتفجير الصواريخ بما فيها لواصق السي فور شديدة الانفجار وكميات من الـ”تي إن تي”، فيما عاود الوفد الأمريكيون بعد التفجير زيارة المواقع التي تم تجميع الصواريخ اليها للتأكّـد من نجاح العملية، وتجميع بقايا قطع الصواريخ التي تجزأت إلى شرائحَ صغيرة، وهو الأمر الذي يضع أكثر من علامة استفهام حول الحرص الأمريكي على نسف تلك الصواريخ وبتلك الطريقة.
وتعقيباً على ذلك أكّـد مصدر أمني أن ما استعرضته المشاهد ليس إلا جانبا واحدا من ممارسات الولايات المتحدة الأمريكية الإجرامية، لاطلاع الرأي العام على حقيقة الدور الأمريكي تجاه اليمن والشعب اليمني.
رأسُ النظام السابق.. موطِئُ القدَم الأمريكية:
وبناءً على المشاهد وما أظهرته، لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية لتجرؤ على انتهاك سيادة اليمن آنذاك واختراق كُـلّ قواته لولا حصولها على موطئ قدم ثابتة مكّنت موَظفاتها وموظفيها العاديين من الوصول إلى أعلى مفاصل الدولة، والعبث بكل ما يحلو لواشنطن إخراجُه عن نطاق قوات الجيش اليمني، فضلاً عن تمرير القرارات الأمريكية وربط كُـلّ مؤسّسات الدولة السيادية بغرفة العمليات التي يديرها الأمريكيون من داخل وخارج سفارة بلادهم في صنعاء، وذلك بتسهيل مطلق من رأس النظام السابق والقيادات الصبيانية التابعة له والتي أولاها جزءً كبيراً من التسلط على اليمنيين، ليكونوا حلقةَ الوصل مع مبعوثي واشنطن في تنفيذ مخطّطاتها، وقد أظهرت المشاهد عدداً من الضباط الأمريكيين مع عدد من العملاء العسكريين والأمنيين الموالين لزعيم الخيانة في تدمير الدفاعات الجوية اليمنية في صنعاء ومأرب.
ونظراً للإفرازات التي خلّفتها مرحلةُ ما بعد تفجير واستهداف المعدات الدفاعية والهجومية اليمنية من فترة 2007 – 2014، أمكن القول ضلوع رأس النظام السابق خلال فترتَي تولي زعيم الخيانة والفار هادي في تسهيل مهمة تحالف العدوان على اليمن في شن غاراته العدوانية بكل وحشية على كُـلّ مناحي الحياة، حيث كانت تلك الدفاعات ستسهم ولو بشكل نسبي في استخدامها للدفاع عن اليمن وسيادته وسلامة أراضيه، الأمر الذي كاد يكون مستحيلاً لولا الإرادة الوطنية التي جسّدها المجاهدون في ظل القيادة الثورية والسياسية الحكيمة التي أعادت بناء المؤسّسة العسكرية وقدراتها الدفاعية والهجومية بخبرات محلية قلبت مسارَ المعركة مع العدوّ وعززت فرص اتخاذ أساليب الردع الاستراتيجية، وسط اندهاش المراقبين، وهنا بات اليمن متشحاً ثوبَ العزة والكرامة والقوة، وخلع قميصَ الخنوع الذي كبّل حريتَه واستقلالَه طيلة ثلاثة عقود ونصف عقد في ظل تسلط خونة الأوطان.