الأطفال والنساء أهداف للحرب العدوانية .. 6 سنوات من الإبادة الشاملة..!
6 أعوام من الحرب الإجرامية الأمريكية السعودية الغادرة على اليمن التي بدأت في مارس/آذار من العام 2015، بإعلان من واشنطن ، ووضعت أطفال ونساء اليمن في قائمة الأهداف الممنهجة لطائرات “إف 15” ، وقد تعرضت الأمهات والأطفال لجرائم موثقة ارتكبها تحالف العدوان ، بلغ عدد الشهداء الذين قتلهم العدوان خلال ستة أعوام ، 16978 شهيدا من اليمنيين المدنيين ، بينهم ألفان و381 امرأة وثلاثة آلاف و790 طفلا ، أما الجرحى فيبلغ عددهم 26.203 مدنيين ، بينهم ألفان و780 امرأة وأربعة آلاف و89 طفلا.
وحتى اللحظة ما يزال الأطفال يُقتلون ويُشوهون بفعل الحرب الإجرامية الغادرة على اليمن ، وقد أدى الدمار والإغلاقات التي لحقت بالمدارس والمستشفيات إلى تعطيل الوصول إلى التعليم والخدمات الصحية، وهذا يزيد في هشاشة الأطفال ويسلبهم مستقبلهم ، أما النساء فقد استهدفهن الطيران في مجالس العزاء وفي الأعراس وفي الطرقات وفي المنازل وفي أماكن متعددة.
ضحايا ضحيان …!
في 9 أغسطس من عام 2018م، قصف طيران تحالف العدوان بقيادة السعودية حافلة مدرسية في سوق مزدحمة في ضحيان داخل محافظة صعدة استشهد خلال الهجوم 29 طفلا على الأقل ما دُونَ سن الخامسة عشرة ، بل إنّ معظمهم تحت سن العاشرة، وارتفعت حصيلة القتلى في وقت لاحق حيث وصلت -حسب المتحدث باسم وزارة الصحة – إلى 50 شخصًا.
ووفقا لمنظمة إنقاذ الأطفال -غير الحكومية- فإن الأطفال كانوا على متن حافلة متجهة إلى نزهة وقت الهجوم عندما توقف السائق للحصول على مشروب في منطقة ضحيان، كان الكثير من الأطفال يرتدون حقائب ظهر ملونة بالأزرق وتعود لليونيسف حصلوا عليها كشكل من أشكال الإغاثة الإنسانية.وفقا للجنة الدولية للصليب الأحمر فإن الهجوم أسفر عن مقتل مجموعة أطفال تحت سنّ العاشرة لا علاقة لهم بالحرب الدائرة في اليمن لا من قريب ولا من بعيد.
ضحايا حيدان ..!
في منطقة جمعة بن فاضل مديرية حيدان محافظة صعدة، وفي السابعة والنصف من صباح السبت 13 أغسطس 2016م قام طيران العدوان مباشرة بقصف مدرسة وبعض الفصول الدراسية لاتزال تعمل في مبنى المدرسة بينما البعض الآخر اتخذ من ظلال الاشجار فصولاً للدراسة تحسباً للقصف..
الغارة قتلت 6 أطفال من طلاب المدرسة ومعلم وشيخ طاعن في السن كان بجوار المدرسة حال القصف، وتسببت في إصابة 22 طفلاً من الطلاب و 4 من المدرسين والمدنيين.
في 29 فبراير 2016م تمام الساعة الـ11 من صباح الإثنين قتل طيران العدوان 7 مدنيين وتسبب في إصابة 16 آخرين في قصف أدى إلى تدمير المدرسة.
وفي 6 يناير 2017م عاود طيران العدوان استهداف المدرسة ذاتها متسبباً في استشهاد 9 من المدنيين وإصابة 4 أغلبهم من الأطفال الطلاب.
مدرسة الفلاح في نهم ..!
لم تُمحَ من الذاكرة صورة الطفلة ( إشراق ) وهي تفترش التراب قتيلة بزيها المدرسي وجوار حقيبتها المدرسية .. ففي الساعة الثامنة من صباح يوم الثلاثاء 10 يناير 2017م قام طيران العدوان بقصف مدرسة الفلاح الأساسية في منطقة بني زتر -مديرية نهم- محافظة صنعاء، أثناء دخول الطلاب والطالبات لتأدية اختبارات نصف العام الدراسي .. الغارة استشهد على إثرها 3 أطفال بينهم الطفلة إشراق، وستشهد كذلك 3 رجال بينهم وكيل المدرسة.. وتسببت في إصابة 4 أطفال ورجل، وأدت إلى تدمير جزء من المدرسة وبعض المنازل المجاورة ..
– وفي 7 أبريل 2015م قصف طيران العدوان مدرسة الرشيد في مديرية السدة محافظة إب متسبباً في استشهاد 3 أطفال وجرح 10 آخرين.
– وفي 23 أبريل 2015م قصف طيران العدوان مدرسة السحول في مديرية المخادر – إب متسبباً في قتل رجلين وإصابة 7 آخرين.
– في 28 أغسطس 2015م، وفي محافظة إب أيضاً قصف طيران العدوان كلاً من: مدرسة 26 سبتمبر في مديرية حبيش، ما أدى إلى استشهاد طفلين وامرأتين وجرح 5 رجال.. والمعهد العالي للمعلمين في السحول مديرية المخادر، استشهد على إثر ذلك مدني وجرح سبعة آخرون.
قتل النساء ..!
استيقظ سكان اليمن ذات يوم ، على جريمة مروعة ارتكبها طيران التحالف، على حفل زفاف بمحافظة الجوف شمال شرق اليمن، بلغ عدد ضحاياها أكثر من 25 قتيلاً جلهم نساء.
وقالت مصادر محلية إن طيران تحالف العدوان نفذ عدة غارات، مستهدفاً حفل زفاف في منزل ” مبخوت المزروقي” في منطقة المساعفة، مديرية الحزم، مرتكباً جريمة بشعة بحق أكثر من 25 طفلاً وامرأة، نقُلت على إثر ذلك 16 جثة متفحمة لأطفال ونساء إلى مستشفى مارب، بينما نقلت 8 جثث إلى مستشفى الحزم- مركز المحافظة.
ثلاث جرائم ..!
خلال الـ 14 يوما ارتكبت مقاتلات التحالف، ثلاث جرائم متتالية، الأولى تسبب في استشهاد ثمانية مدنيين بغارات طيران التحالف على منطقة “مقاش” بمحافظة صعدة، بينما عاود طيران تحالف العدوان القصف ليتسبب في استشهاد تسع نساء وأطفال، من عائلة واحدة في منطقة وشحة بمحافظة حجة، إضافة إلى إصابة طفلين وامرأة، وقبل أن تجف دماء أسرة مجلي في وشحة حجة، قام طيران تحالف العدوان بمضاعفة جراح اليمنيين باستهداف حفل زفاف المزروقي في حزم الجوف.
إنه وللعام السابع على التوالي من العدوان على اليمن، وجرائم تحالف العدوان تطال المدنيين اليمنيين مخلفة جرائم إنسانية يومية، حيث وصل عدد ضحاياها حسب الإحصائية الأخيرة لمركز عين الإنسانية نهاية العام المنصرم إلى ( 16618) مدنياً، بينهم (3725) طفلا و(2357 ) امرأة، بينما وصل عدد جرحى العدوان إلى ( 25964 ) مدنياً، بينهم( 3941 )طفلا و(2721) امرأة.
ناشطون يمنيون اعتبروا تزايد جرائم العدوان بهذه الوحشية خلال الأيام الماضية وإمعانه في قتل النساء والأطفال يأتي في ظل تواطؤ وغياب الضمير الإنساني للأمم المتحدة، معتبرين قيام أمين عام الأمم المتحدة بإزالة السعودية من القائمة السوداء لقتلة الأطفال والنساء يعد ضوءاً أخضر لتحالف العدوان السعودي الأمريكي لارتكاب المزيد من الجرائم.
وكانت منظمة العفو الدولية خلال 24 مارس 2020م قد اتهمت قوى تحالف العدوان بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان صنفتها كجرائم حرب .
كما أشارت المنظمة إلى أن أكثر من233 الف يمني استشهدوا نتيجة قصف طيران التحالف والأزمة الإنسانية، إلى جانب سقوط أكثر من 200 ألف شخص في القتال منذ مارس 2015م حتى نهاية العام المنصرم، معتبرة أن الأزمة الإنسانية في اليمن جعلت ما يقارب 16 مليون إنسان يمني، يستيقظون جوعى كل يوم.
يأتي هذا في ظل استمرار آلة القتل الغاشمة لتحالف العدوان في سفك دماء الأبرياء من المدنيين في اليمن، بدعم ومساندة ومشاركة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا.
وكان فريق خبراء الأمم المتحدة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، قد اتهم في تقاريره المتعاقبة، دول التحالف بارتكاب جرائم ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية، من خلال الغارات العشوائية التي شنتها طائرات تحالف العدوان على المدنيين والأهداف المدنية في اليمن، دونما مراعاة للقواعد الملزمة بتجنب المدنيين أثناء الصراعات المسلحة، والتي يفرضها القانون الدولي والإنساني–.
استهداف الأطفال ..!
يستهدف العدوان السعودي الطفولة في اليمن عن سابق إصرار وترصد، وتؤكد ذلك الأرقام المخيفة لعدد الشهداء من الأطفال اليمنيين, بفعل العدوان المستمر على جميع مدن وقرى البلاد.
المتحدث باسم “اليونيسف” في اليمن محمد الاسعدي أكد قائلاً: “هناك ما يزيد عن 1000 طفل قتلوا أو أصيبوا خلال الأشهر الماضية من الحرب، بما معناه أن عشرات الأطفال يموتون في كل شهر، في حين أن من بقي منهم على قيد الحياة يعيش في خوف دائم خشية أن يلقى نفس المصير”.
وأضاف: “بات اليمن من أكثر البلدان في العالم التي تعاني من أزمات إنسانية وغير مسبوقة. الأطفال على سبيل المثال، يمثلون الفئة الأضعف في المجتمع، كونهم يتحملون العبء الأكبر لآثار وتبعات العدوان والحصار المفروضين على اليمن.
ولفت المتحدث باسم منظمة “اليونيسف” إلى انه ومنذ تصاعد القتال، تهاوى جزء كبير من الخدمات الأساسية التي كان يعتمد عليها الأطفال وأهمها الصحة والتعليم. كما حدث نقص شديد في الغذاء والدواء والماء.
وقال: “يوجد هناك قرابة 10 ملايين طفل – يشكلون 80% من أطفال البلاد- بحاجة ماسة للحصول على مساعدات إنسانية عاجلة، وعندما نتحدث عن أن ما يزيد عن مليون وثلاثمائة ألف شخص اضطروا للنزوح من منازلهم، يعني أن الغالبية العظمى من النازحين نساء وأطفال”.
وعبّر الممثل الأممي عن أسفه لكون الأطفال الذين قتلوا بالرصاص أو القصف يمكن حصر أعدادهم، لكن أعداد الأطفال المعرضين لخطر الموت بسبب سوء التغذية أو أمراض يمكن الوقاية منها، تفوق الحسبان نظراً لغياب الخدمات الاجتماعية الأساسية، وهذا ما يضاعف المخاوف من استمرار الحرب وعدم مراعاة القانون الدولي الإنساني والفجوة التمويلة للاستجابة الإنسانية واستمرار الحصار.
وتعتبر الدكتورة ابتسام المتوكل، الأستاذ المحاضر بجامعة صنعاء، أن الطفولة في اليمن جانب منسي ومهمل، برز بقوة على سطح العدوان وبشاعات صراع الأخوة حين استحالت الطفولة ساحة للنزيف وهدفا لعدوان مجرم تجلت ذروة إجرامه في استهداف الطفولة في اليمن ومحاولته قتل كل أمان وحياة .
وفي هذا الصدد أدان فرع الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في اليمن العدوان الذي تتعرّض له اليمن من قبل السعودية وحلفائها والذي يتم فيها قتل المواطنين عامة والأطفال خاصة وقصف المنازل والمستشفيات والبنى التحتية على حدٍ سواء دون تمييز.
وطالب في بيان له بحماية أطفال اليمن والتدخل الفوري والعاجل من قبل المؤسسات الأممية لتوفير أقصى درجات الحماية للأطفال في اليمن وبذل المزيد من الجهود للحفاظ على سلامة الأطفال واحترام كافة المعايير والقوانين الدولية والقانون الإنساني الدولي باعتبار قتل المدنيين والأطفال جرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي ويحاكم مرتكبيها.
وأعربت الكثير من المنظمات الإنسانية عن قلقها إزاء الصمت الدولي تجاه هذه الجرائم من قبل العدوان السعودي بحق الطفولة في اليمن.. مطالبة الأمم المتحدة بحماية أطفال اليمن وسرعة التدخل لوقف العدوان ومحاكمة مرتكبيه.
وتخوض 10 دول تابعة لأمريكا حرباً على اليمن من أجل إعادة الوصاية الأمريكية – السعودية، لكن هذا التحالف العشري فشل في تحقيق أي هدف من أهدافه، ولم يحقق سوى قتل الآلاف من اليمنيين أغلبهم نساء وأطفال، وتدمير المستشفيات والمساجد في اليمن.
في حين أن الجيش اليمني واللجان الشعبية يتقدمون على الأرض وحرروا المزيد من المدن من مرتزقة آل سعود ومنهم داعش والقاعدة وانصار رئيس الشرعية الأمريكية السعودية على اليمن الفار عبدربه منصور هادي.
قصف مجلس عزاء نساء ..!
وكان طيران تحالف العدوان بقيادة السعودية قد ارتكب جريمة بشعة جراء قصفه مجلس عزاء للنساء في منزل الكنعي – قرية شراع – مديرية أرحب – صنعاء بتاريخ 15 فبراير 2017م.
حيث استهدف بغارة جوية منزلاً فيه تجمع نساء أثناء مناسبة عزاء في قرية شراع بمديرية أرحب – محافظة صنعاء – وذلك بعد عصر الأربعاء 15 فبراير 2017م استشهدت على إثر ذلك 6 نساء بينهن امرأة حامل وجرحت (12) امرأة بينهن (5) أطفال.
منظمات المجتمع المدني أدانت بشدة هذه الجريمة التي ترقى إلى وصف جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، واعتبرت أن هذا الهجوم غير القانوني يعزز الحاجة المُلحّة إلى تحقيق دولي في انتهاكات قوانين الحرب التي ترتكبها قوات التحالف في اليمن، كما تستوجب على دول العالم إنهاء مبيعات الأسلحة للسعودية، وإعادة السعودية إلى “قائمة العار” الصادرة عن الأمين العام للأمم المتحدة والخاصة بالانتهاكات ضد الأطفال في النزاعات المسلحة.
فمنذ بدء العدوان في مارس 2015م هاجمت قوات تحالف العدوان بشكل غير قانوني منازل وأسواقاً ومستشفيات ومدارس ومصانع وورشات عمل مدنية ومساجد… إلخ، كما نتج عن غارات تحالف العدوان حسب إحصائية غير نهائية منذ بداية العدوان حتى اليوم استشهاد ما لا يقل عن 11 ألف مدني وإصابة ما يزيد عن 20 الفاً.
وكانت منظمة حقوقية يمنية قد كشفت عن استشهاد 2394 امرأة وجرح و2804 خلال عدوان التحالف السعودي على اليمن، وطالبت الأمم المتحدة بالقيام بواجباتها.
محمد دماج ..