الأسلحة اليمنية الجديدة: مميّزات تكتيكية واستراتيجية
عٌقِد، في صنعاء أمس،الاول مؤتمر صحافي للمتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، استعرض فيه تفاصيل جديدة للصناعات العسكرية التي أُزيح الستار عنها في معرض الشهيد الرئيس صالح الصماد، يوم الأحد الفائت، معلناً في الوقت ذاته أنه سيُعقد معرض آخر خلال الأيام القادمة، للكشف عن منظومات أخرى. وفي بداية مؤتمره الصحفي، أشار سريع إلى أن هذه الصناعات «جاءت في ظل العدوان والحصار الشامل»، مؤكداً أنها «دليل إضافي على القدرات اليمنية والكفاءات الوطنية المسلحة».
ولعلّ أهم ما جاء في المؤتمر، عرض سريع لـ«منظومة قدس الصاروخية» الجديدة، وهي صواريخ مجنحة من نوع «كروز»، و«لها قدرة كبيرة على إصابة الأهداف البعيدة، وعلى تجاوز المنظومات الاعتراضية للعدو»، وتأكيده أن «هناك عدة أجيال للصاروخ الذي يخضع لعملية تطوير مستمرة». ويُعَدّ امتلاك هذا النوع من الصواريخ نقلة نوعية في الترسانة العسكرية اليمنية، وقد تكون لتفعيله ميدانياً نتائج استراتيجية كبيرة، نظراً للأهداف البعيدة التي يستطيع إصابتها بدقة. وأوضح سريع، الذي تولى مهمة شرح مميزات المنظومة، مترافقة مع مقاطع فيديو لعملية إطلاق الصاروخ، أن تسمية منظومة «قدس» جاءت «تأكيداً لموقف اليمنيين الثابت تجاه القضية الفلسطينية وتجاه الأقصى والقدس الشريف»، كذلك فإن «منظومة قدس جاءت في ظل هرولة الأنظمة العميلة نحو التطبيع وتآمرها الفاضح على فلسطين».
وقال سريع، تعليقاً على مشاهد بُثَّت في المؤتمر، إن «طائرة صمّاد 3 هجوميةٌ بمدى يصل من 1500 إلى 1700كم، وقد جُرِّبَت بعدة عمليات ناجحة استهدفت مطارات سعودية وإماراتية». وبيّن أنها «يمكن أن تنفجر من أعلى إلى أسفل، أو تصطدم مباشرة بالهدف، وهي تحتوي على كميات مناسبة من المتفجرات»، موضحاً أنها «تمتاز بتكنولوجيا متطورة، بحيث لا تستطيع المنظومات الاعتراضية كشفها». وكُشف في المؤتمر أيضاً عن مميزات طائرة «صمّاد 1»، الأولى في سلسلة طائرات «صمّاد» المسيرة، وهي ذات مهمات استطلاعية، وتستطيع الوصول إلى أكثر من 500 كم، ولها قدرة على رصد الأهداف ونقل الصورة مباشرة إلى غرفة العمليات لحظة بلحظة. وقد عرضت مشاهد لطائرة «صماد 1» أثناء قيامها بمهمات استطلاعية على مواقع استراتيجية في مدينة جيزان السعودية، ومنها ميناء جيزان ومحطة الشقيق لتحلية المياه. كما أظهرت مشاهد عرضت في المؤتمر طائرة «قاصف k2» الهجومية وهي تحلق في الأجواء. وتُعدّ هذه المشاهد الأولى من نوعها منذ الإعلان عن تدشين الطائرة، بالإضافة إلى تحليق طائرة «راصد» الاستطلاعية التكتيكية، والتي تعمل على مسافات متوسطة وتمتاز بسهولة الإطلاق وخفة الوزن والكلفة المتدنية.
وبالإضافة الى ما سبق، كشف سريع أن اليمن «يمتلك جيلاً ثالثاً من منظومة بركان الصاروخية لم يكشف عنها بعد، رغم دخولها الخدمة خلال المرحلة السابقة»، لافتاً إلى أن الكشف عن «منظومات صاروخية أخرى، بما فيها بركان، سيكون في معرض خلال الفترة القادمة، سيشمل أيضاً القذائف بمختلف أنواعها وأسلحة تقليدية عدة منها القناصات». وذكر «(أننا) نمتلك مخزوناً استراتيجياً من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة بمختلف أنواعها»، مؤكداً أنه «يكفي للاستمرار في الصمود لسنوات قادمة». وكان رئيس «المجلس السياسي الأعلى»، مهدي المشاط، قد افتتح، يوم الأحد الفائت، معرض الرئيس الشهيد صالح الصمّاد للصناعات العسكرية اليمنية، الذي احتوى على نماذج للصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة الجديدة.
الأخبار اللبنانية