الأستاذ/ عبدالله محمد النعمي يُشيد ويشكر “الهيئة العامة للزكاة” نجاحات كبيرة وملموسة
لم يمض على إصدار القرار الجمهوري بإنشاء الهيئة العامة للزكاة سوى فترة وجيز .
لكنها استطاعت أن تحقق نجاحات كبيرة وملموسة ،
سواء في ما يتعلق بسرعة إنشائها، وبرامجها، وخططها، واستراتيجيتها، أو في ما يتعلق بسرعة إيجاد قاعدة بيانات الأسر المستحقة للزكاة على مستوى كل المحافظات الخاضعة لسلطة المج لس السي اسي الأعلى ،
أو في ما يتعلق أيضا بتنفيذ عشرات المشاريع الخيرية ، والتنموية ، والخدمية ، التي نفذتها الهيئة في عموم تلك المحافظات .
رغم قصر الفترة التي مضت على تأسيسها كما أسلفنا سابقا .
وهو نجاح ملموس ومشاهد للجميع ، ولا يستطيع أن ينكره إلا إنسان حاقد أو جاحد أو مكابر .
وكل هذا النجاح الذي حققته الهيئة خلال هذه الفترة القصيرة، يعود فضله بعد الله جل شانه إلى القائمين عليها، وعلى رأسهم رئيس الهيئة الاستاذ الشيخ العالم/ شمسان أبو نشطان، الذي أثبت انه إداري ناجح ومن الطراز الأول .
ويكفيه – هو وبقية القائمين على الهيئة – شهادة الس يد الق ائد عب دالم لك ب درال دين الhوثي – حفظه الله – في خطابه الذي ألقاه أمام شاشة التلفزيون في يوم 25 مارس 2019م , بمناسبة مرور أربعة اعوام من الصمود ، عندما تعرض لأهمية التكافل الاجتماعي، وأهمية إيتاء الزكاة كركن من اركان الإسلام.
وهو الخطاب الذي أعرب فيه وبصراحة ووضوح عن آماله الكبيرة التي يعول عليها من وراء إنشاء هذه الهيئة الزكوية الهامة .
حيث قال بالحرف الواحد في ذلك الخطاب سلام الله عليه ما نصه:
((ليكن العام الخامس عام التكافل والاهتمام بأداء الزكاة ، أيضاً في العام القادم من المهم جدًّا العناية بالتكافل الاجتماعي ، والإنساني ، والعناية بالزكاة ))
ثم يضيف قائلا
((أنشأت هيئة الزكاة، وإن شاء الله سيكون لها دور فاعل في المستقبل، ودور إيجابي ومهم في مكافحة الفقر، في الاهتمام الإنساني بالبؤساء، والفقراء، والمعوزين ، والجائعين ، والمحرومين))
ويستمر في خطابه قائلا
((أداء الزكاة فرض ، وركن من أركان الإسلام ، ومن أهم فرائض الدين .
من المهم التعاون مع هذه الهيئة الرسمية التي عليها [مسؤولون أكفَّاء ، وأمناء بما تعنيه الكلمة ، ويتحركون باستشعار للمسؤولية الدينية ، وبروحية إنسانية عالية] ))
ثم يستمر قائ د الث ورة في الإيصاء بالتعاون مع الهيئة ، ويكرر تعليق آماله الكبيرة عليها فيقول:
(( يجب التعاون مع هذه المؤسسة ، هي – إن شاء الله – قادمة في هذا العام على أداء دور كبير ، وأكبر – إن شاء الله – من أي مؤسسة أخرى ، من ذات الطابع الاستغلالي ، الذي يأتي لأهداف ومآرب أخرى .
التعاون من التجار بالزكاة، التعاون من المواطنين بالزكاة، وأداء هذه الفريضة سيسهم- إلى حدٍ كبير- في معالجة الفقر، وهو- في نفس الوقت – أداء لواجب ديني، يترتب عليه خير وبركات ورحمة من الله سبحانه وتعالى ، ويترتب على الإخلال به نزع للبركة، جدب، شدائد … خسائر كبيرة، فالخير هو في إخراج الزكاة إلى هذه الهيئة والمؤسسة، والاهتمام بفئة الفقراء، والمحتاجين، وأسر الشهداء )).
والحمد لله فإن آمال ال سي د ال ق ائد التي علقها على هذه الهيئة ، وعلى القائمين عليها لم تخب أبدا، وأثبتوا انهم عند مستوى المسئولية .
ولا أريد هنا أن أتحول إلى مادح للأخوة القائمين على ادارة الهيئة ، وعلى رأسهم رئيس الهيئة .
وإن كانوا يستحقون كل ثناء وشكر، فيكفيهم شهادة
الس يد الق ائد حف ظه الله
(ومن شهد له خزيمة فهو حسبه)
ولو لم يكن من نجاح للهيئة إلا أنها اعادت للناس أهمية هذه الفريضة الربانية وفائدتها العظيمة على شريحة الفقراء والمحتاجين والمعوزين .
لأنه لم يكن أحد يعلم بشي اسمه زكاة إلا كجباية فقط، أما أن يلمسوا جوانب الخير التي تعود عليهم من خلالها فلم يكن أحد يعلم عنها شيئا .
بل لم يكن أحد يعلم أين تذهب إيراداته الزكوية،
ولا لمن كانت تصرف ؟
ومن المستفيد منها ?
لم يكونوا يعرفون أنها كانت تُخَصَّصُ كهبات يوزعها الرئيس للمسئولين هنا وهناك ، ليقضوا بها رحلات استحمام في الدول الخليجية .
لم يكونوا يعلمون أنها كانت توزع كقيمة شوكولاتة وجعالة لأولاد المسئولين .
رغم أن هذه السياسة – واقصد بها هنا سياسة العبث بإيرادات الزكاة – كانت سياسة مقصودة ، ومتعمدة
ليس في اليمن فقط ، بل في أغلب البلدان الإسلامية، إن لم تكن في عمومها .
بحيث لا يشعر الإنسان المسلم بأي أثر لتعاليم وفرائض الدين الإسلامي . سوى أنه دين جبايات وإتاوات فقط ، حتى جاءت الهيئة العامة للزكاة، وبدأ الناس يلمسون فائدة هذه الفريضة الربانية المباركة .
لقد استطاعت الهيئة أن تعيد لتعاليم الإسلام ، ولهذه الشعيرة الربانية صورتها الحقيقية في قلوب الناس ، من خلال تخصيص جزء كبير من الإيرادات الزكوية لكل محافظة لصالح أبنائها من الفقراء والمعوزين
والمحتاجين ..
ولعمري إنه الطريق الذي طالما حرص الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم أن يطبقه في منهجيته النبوية، في حياته، من خلال تعليماته لولاته الذين كان يعينهم في البلدان التي التحقت بركب الاسلام في عصره صلوات الله عليه وآله .