اكتمالُ حلقة “المعتدين المطبِّعين” يكشف حقيقةَ عدوانهم ومؤامرات رعاتهم.. “كيان العدوان” عريان!

مرَّت ثماني سنوات على شن دول التحالف الوحشي عدوانَها وحصارَها على الشعب اليمني والذي كان بقرارٍ وإرادَةٍ وإدارةٍ أمريكية إسرائيلية بريطانية وبأدوات تنفيذية إقليمية عميلة على رأسها النظام السعوديّ والإماراتي ومن أيدهم وتحالف معهم وساندهم كالنظام السوداني والبحريني والأردني والمصري والمغربي وغيرهم.

ومن خلال مراحل العدوان وعبر سنواته تجلت الكثيرُ من الحقائق واتضحت الكثير من الصور التي كانت واضحةً منذ البداية إلا أنها في نظر البعض المتعامي والمتردّد، ظلت طيَّ ضبابية الغموض وتحتَ هالة التضليل السياسي والإعلامي لتحالف العدوان والتي حملت عناوينَ زائفةً ومضللة لتحقيق أهدافها الخبيثة وأجنداتها المرسومة سلَفاً للسيطرة على اليمن واحتلاله ووضع اليد الأمريكية والإسرائيلية على المواقع الاستراتيجية بحرياً عبر الممرات البحرية (باب المندب والجزر الاستراتيجية كجزيرة ميون “بريم” وسقطرى)، وبرياً في المحافظات الجنوبية والشرقية التي تحتوي على منابع النفط والثروات المعدنية التي هي كفيلة بجعل اليمن في مصاف الدول الكبرى اقتصاديًّا وعسكريًّا وسياسيًّا.

خطابات القائد.. مرآة عكست المؤامرات منذ بواكيرها

ومما لا شك فيه أن الهدف الحقيقي لشن العدوان على اليمن قد ظهر اليوم جليًّا وبات واضحًا وَمعلناً يتجسد عمليًّا على الأرض والواقع عبر التموضع العسكري الأمريكي والبريطاني المشبوه، وعبر المخاضات التي أفرزت بعد معارك طويلة وشرسة شنها تحالف العدوان في ظل مواجهة ملحمية تولت مهمتها القوى الحرة المقاومة للاحتلال الأمريكي الصهيوني على اليمن المتمثلة في قوات الجيش اليمني واللجان الشعبيّة، وقد أصبح اليوم المشهد مكتملاً بعد سقوط الأقنعة وتجليات واقع الأحداث وخفايا المؤامرة.

ومن خلال تتبع الأحداث وبدايات المؤامرة والعدوان على اليمن، فَـإنَّ ما طفى وظهر وتجلى من حقائق فندت ادِّعاءات وزيف عناوين وأهداف شن العدوان على اليمن وشعبه، كان قد كشفها وفضحها وحذر منها قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي مع البدايات الأولى لشن العدوان، وعبر كُـلّ المراحل والتي تجلت في خطاباته وكلماته ومحاضراته التي وجهها للشعب اليمني والأمة العربية والإسلامية والعالم، ففي خطابه التأريخي في الذكرى الأولى لليوم الوطني للصمود قال السيد القائد: “حين أعلن عادل الجبير سفير النظام السعوديّ في أمريكا العدوان على بلدنا من واشنطن أتى الترحيب والمباركة والتأييد والمساهمة من تل أبيب، حَيثُ بارك قادة الصهاينة العدوان وجعلوا منه فرصة لظهور ما كان في الخفاء من روابط التعاون والتآمر على أمتنا العربية والإسلامية وقد هندس لهذا العدوان الغاشم أكابر مجرمي العالم ليكون بقرار وتوجيه الإدارة الأمريكية والتمويل السعوديّ وشارك البريطاني والإسرائيلي الصهيوني بالتخطيط وإدارة العمليات وغير ذلك”.

هذه الكلمات وما تبعها من خطابات عكس من خلالها السيد القائد حقيقة تبعية دول العدوان للكيان الصهيوني والسير وفق مخطّطاته الاستعمارية.

وفي السياق كان قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في خطابه بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة ١٤٤٠هـ قد أكّـد بأن “النظام السعوديّ والإماراتي والبحريني وغيرهم لا يكتفون بأنهم من موقع الخيانة وفي مسار التبعية لأمريكا وإسرائيل وإنما يحاولون أن يفرضوا هذه الحالة على بقية أبناء الأُمَّــة وبكل الوسائل والأساليب وبالترغيب والترهيب وبكل وضوح وتكون المشكلة الجوهرية مع غيرهم مثلما هي الحالة في عدوانهم على بلدنا وشعبنا الذي اختار الموقف المبدئي الذي يفرضه عليه إيمَـانه وهُــوِيَّته الدينية والإيمانية بأن يكون شعباً مستقلاً حراً متمسكاً بقضايا أمته الكبرى وعلى رأسها القضية الفلسطينية ورفض التعبية والولاء لأعداء الأُمَّــة”.

كما كشف السيد القائد في خطابه في يوم القدس العالمي١٤٤٠ هـ “أن النظام السعوديّ يتبنى مواقف يريد أن يفرضها على الجميع وكلها تصب في إطار حرف بُوصلة العداء إلى الداخل الإسلامي والتمهيد للتطبيع مع العدوّ الإسرائيلي والدخول في الخطوات العملية؛ بهَدفِ تصفية القضية الفلسطينية”.

وحقيقةً أن من يتابع خطابات ومحاضرات السيد القائد – والتي لا يتسع هذا المقام في سردها وتناول كُـلّ ما كشف عنه وحذر منه وفضح من خلاله دول تحالف العدوان على بلدنا – حول عناوين عدوانها وزيفها وتضليلها ودورها الخبيث في خدمة الأطماع والمصالح الصهيو أمريكي في بلدنا والمنطقة وفي بدايات شن العدوان على بلدنا، وكشف الأحداث.

التطبيع كوسيلة مزدوجة

وما آلت اليه اليوم الوقائع والمتغيرات السياسية لأنظمة دول تحالف العدوان وعقدها اتّفاقيات التطبيع مع العدوّ الصهيوني وخيانة الأُمَّــة وقضاياها العادلة والتي خدمت من خلال تطبيعها وتبعيتها للعدو الصهيوني، أهدافة التوسعية وأطماعه في السيطرة والهيمنة على كُـلّ بلدان المنطقة.

وحقيقةً أن الدول التي تحالفت وشنت عدوانها وحصارها على الشعب اليمني هي اليوم المتصدرة والمتزعمة للتطبيع مع “إسرائيل”، وقد اكتملت حلقاتها مؤخّراً بانضمام النظام السوداني إلى دائرة التطبيع مع الكيان الصهيوني.

وكل هذه الوقائع والحقائق تعكس صوابيةَ موقف الشعب اليمني وقيادته الثورية والسياسية تجاه جبروته وطغيانه وحصاره وتمسكه بمبادئه وحريته واستقلاله وهُــوِيَّته الإيمَـانية والدفاع عن قضايا الأُمَّــة المحقة والعادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، إن العلاقة الشاذة التي أَدَّت إلى تطبيع دول تحالف العدوان مع كيان العدوّ الصهيوني قد سارعت في كشف المزيد من الخفايا التي تؤكّـد تبعية تلك الأنظمة لأوامر وتوجيهات وتوجّـهات الكيان الصهيوني ومخطّطاته وأجنداته التي يحلم بتنفيذها منذ نشأته المشؤومة في العقد الثاني من القرن الماضي.

وفي ظل كُـلّ المعطيات الراهنة – والتي ترجمت مصاديق ما قاله السيد القائد في خطابته المتعددة – تكشف سيلاً من المؤامرات الهادفة إلى تمكين العدوّ الصهيوني من السيطرة على الجزر والسواحل اليمنية الاستراتيجية وذلك عبر جلب واستقدام القوات العسكرية الصهيونية اليها.

كما أن الدور الإسرائيلي في العدوان على اليمن مكشوف ولم يعد سرًّا فقد كشفت عدة مواقع اخبارية وصحف أمريكية منها (موقع memo -، وصحيفة الواشنطن بوست، وصحيفة هاآرتس الإسرائيلية، وغيرها) أن الكيان الصهيوني قام بتزويد أطراف الارتزاق والعمالة، بالإمْكَانات العسكرية؛ مِن أجل البقاء في باب المندب.

كما كشفت وصول صنعاءَ لوثائق توضح بالتفصيل نوايا أمريكا بإنشاء قاعدة أمريكية في جزيرة ميون (بريم) التي تتوسط مضيق باب المندب؛ وذلك بهَدفِ حماية المصالح الأمريكية وضمان امن تمدد الاحتلال الصهيوني.

وفي ذات السياق فقد أوضحت صحيفة الواشنطن بوست في خبر يؤكّـد مشاركة 42 طياراً صهيونياً في العدوان على اليمن وشاركت “إسرائيل” فعلياً في قصف وقتل آلاف المدنيين اليمنيين، وقد أكّـدت ذلك صحيفة هآرتس الصهيونية وذكرت أنه قد تم بالفعل إنشاء تحالف في العام 2015 من قبل السعوديّة والإمارات والبحرين ومصر وباكستان وإسرائيل “كشريك غير رسمي”، وأضافت “أن شركات الإنترنت الإسرائيلية وتجار السلاح ومدربي حرب الإرهاب وحتى القتلة المأجورين” تديرهم شركة مملوكة لكيان العدوّ الصهيوني، وهم شركاء في الحرب والعدوان على اليمن، كما أن تصريحات رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو حول تخوفه من إغلاق مضيق باب المندب في وجه السفن الإسرائيلية – إذَا ما سيطر عليه الجيش اليمني واللجان الشعبيّة – تؤكّـد أن الكيان الصهيوني له بصمات عسكرية إلى جانب تحالف العدوان في مسار السيطرة على تلك الخطوط الاستراتيجية والجيوسياسية الحساسة.

وهذا كله وغيره إضافة لتأكيد العدد من المصادر بأن قوات كيان العدوّ الصهيوني نقلت مساعداتها العسكرية من قاعدة عصب الأريتيرية إلى قاعدة خميس مشيط التي يتواجد فيها عددٌ من الضباط والجنود الإسرائيليين ويشاركون من خلال غرفة عمليات في إدارة العدوان على اليمن.

ومع تصاعُدِ وتيرة التطبيع المتزامن مع استقدام متواصل للقوات الصهيونية وتحَرّكات كيان العدوّ العسكرية المشبوهة في المياه اليمنية تحت يافطات قوات تحالف العدوان، فقد باتت كُـلّ المخطّطات مكشوفة ولم تعد اليوم غطاء للتضليل الذي لم يعد مجدياً ليواري حقيقة ما كان بالأمس يغطي حقيقة التحَرّكات الصهيونية الهادفة إلى السيطرة على باب المندب والجزر الاستراتيجية اليمنية والتي تمكّنها من تحقيق حلمها وفرض سيطرتها على الممرات المائية. فأمام هذه الحقائق، فقد اتضح للجميع أن اتّفاقيات التطبيع التي عقدتها أنظمة دول التحالف على اليمن مع كيان العدوّ الصهيوني وتزامنها مع التحَرّكات الإسرائيلية، تكشف حقيقة أهداف العدوان والحصار على اليمن وعلاقتها الأكيدة بالمساعي الصهيونية.

تداعيات كارثية.. المطبِّعون مقامرون وأول الخاسرين

وأمام انكشاف مخطّط السيطرة على اليمن والمنطقة، فَـإنَّ تداعياتِ التطبيع التي عقدتها أنظمةُ دول تحالف العدوان على اليمن مع الكيان الصهيوني – إلى جانب أنها تشكّل خطورةً على السيادة اليمنية وعلى سواحله وجزره ومياهه الإقليمية – تكشف الدورَ المنحطَّ المتواطئ الذي تقوم به أنظمة دول التحالف العدوانية؛ خدمةً للمشروع الصهيوأمريكي وأجنداته في اليمن خَاصَّةً وفي المنطقة برمتها، وقد لا يدرك العملاءُ خطورةَ ما يقومون به ولم يستفيدوا من التجارب السابقة المماثلة كيف انعكست تداعيات التقرب المذل من كيان العدوّ على بعض زعماء الأنظمة الذين لم يسلموا من فعلتهم ومن مكر عدوهم.

الأحداث والوقائع كثيرة ولا يسع سردها، لكن اليومَ بعد هذه التحولات الخطيرة التي تعصفُ باستقرار وامن ومستقبل المنطقة، وكارثية تمكين الأمريكي والصهيوني من فرض مشاريعه الهدامة على بلداننا وأمتنا بمساندات أدواته المطبعة، فَـإنَّ تفاقم الأزمات لن تتوقف عند محطة بعينها بقدر أنها تنذر بكارثة حقيقية سيتجرع منها ويكتوي من لظى نيرانها، وبالدرجة الأولى أنظمة دول العمالة والتطبيع وشعوبها الخانعة.

في المقابل فَـإنَّ تجلي هذه المؤامرات ستشكل حافزا وإصرارا لدول محور المقاومة والشعب اليمني خَاصَّة على المضي في التصدي والردع للمشروع الصهيوأمريكي الهادف للسيطرة والاحتلال الشامل والذي سيفشل حتماً تجاه القوى الحية والحرة المناهضة والمقاومة للصهيوأمريكية، والتي أثبتت بحق أنها اليد الطولى الكفيلة بإيقاف العبث الصهيوني في منطقتنا، وقد أثبت الشعب اليمني العظيم وقيادته الحرة ذلك، ومن خلال ثماني سنوات للتصدي والصمود أمام أعتى وأشرس عدوان شنه عليه تحالف العدوان والحصار، فالعالم اليوم يدرك حجم المتغيرات في موازين المواجهة مع العدوّ في ميادين الصراع.

وبالعودة للحديث عن هذه الحقائق فَـإنَّ الأحداث والتحَرّكات التي حدثت وتحدث اليوم في اليمن خَاصَّة والمنطقة عامة قد أثبتت صدق ما قاله قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، وما أشار إليه وحذر منه في أكثر من مرة عن حقيقة المؤامرة التي تحيكها أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا وأدوات أنظمة دول العمالة والتطبيع، على اليمن والبلدان العربية والإسلامية، وما خفي أعظم عن تلك القوى الظلامية من مشاريعَ هدامة وخبيثة تهدف للسيطرة والهيمنة وتطويع شعوب الأُمَّــة وبلدانها للواقع المرير الذي يكابده الشعب الفلسطيني وغيره من الشعوب المقهورة – تحت جبروت الكيان “السرطاني” ومنظومته الأمريكية والبريطانية – والتي كانت في ذات يوم تظُنُّ أن القربَ من هذا الكيان مجالٌ للنجاة وليس طريقاً للهلاك والقهر.

 

محمد يحيى السياني

قد يعجبك ايضا