اغتيال الطفولة في اليمن
مجلة العصر/محمد العدني
في الساعات الاخيرة من الليل يعم الهدوءا والسكون ينطوي في الافاق وتنزل الطمأنينة وتهب الرياح النسيمة الباردة يتجلا الليل وتبزغ الشمس بشعاعها الذهبي وكٲنها تشرق من اجل ان تدفء ابنها مهند الذي يصارع قساوة البرد طيلة لليله.
تشرق الشمس والضباب يحيط بجبال صنعاء رذاذات الطل تتساقط على طيقان المنازل والاخرى على هناجر الاسواق من شداة البرودة، ركودا وطمأنينة وجوا باردا وحياة مليئة بالأحلام المزعومة التي لا تتحقق.
الطفل مهند عبدالله الذي يعمل ببيع المياه لليلا امام احد النقاط في العاصمة اليمنية صنعاء، غلبته الحياة ورفض ان يقعد في دفء بيته لكسب المال واعالت اسرته . يغلبه النوم دون شعور ويرتطم على الرصيف حتى تأتي الشمس بدفءه.
ترك الطفل مهند عبد الله تعليمة في الصف الرابع اساسي من احد مدارس صعدة . بسبب الفقر وتدهور الاقتصاد ورفع احتياجات التعليم وعدم توفيرها من قبل الجهات الخاصة، متجه في العام2019 صوب العاصمة صنعاء باحثا عن عملا لكسب المال ولقمة عيش يقوت به نفسه واسرته التي ساد الفقر عليها وقلة الذخر ورفع الأسعار سببها الحرب والفقر الذي تمر به البلاد منذ ستة أعوام.
الطفل مهند واحد من بين 500الف طفل الذين انقطعوا عن الدراسة منذ تصاعد الصراع مؤخرا ليضافوا الى مليوني طفل أصبحوا خارج المنظومة التعليمية منذ بدء الحرب عام 2015، حسب تقرير رفعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”
وقد أصبح الوضع التعليمي للأطفال صعبا للغاية وزعزعة النظام التعليمي في البلاد حيث أشارت تقارير دولية إلى وجود 2 مليون طفل خارج المدارس بما في ذلك ما يقارب نصف مليون تسربوا من الدراسة منذ بدء الحرب في مارس 2015 م كما بات تعليم 3,7 مليون طفل على المحك
هكذا يعيش أطفال اليمن أوضاعاً مأساوية صعبة وحياة قاسية تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة البسيطة، حيث كشفت تقارير للأمم المتّحدة عن انتهاكات جسمية ترتكب بحقّ الأطفال في اليمن، من قبل تحالف الحرب تمثلت هذه الانتهاكات في القصف والقتل والتشريد لهؤلاء الأطفال والاستخفاف بالالتزامات الواجبة عليها وتجاهل ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة في الوقت المناسب لحمايتهم أو التي سبق أن وافق عليها في المواثيق والمعاهدات الدولية، حيث أكدت العديد من التقارير الدولية أن العدوان ارتكب أكثر من 11 ألفًا و 779 انتهاكًا جسيمًا ضد الأطفال في اليمن.
ارتفاع نسبة الأمية
حيث ذكر دارسة نشره موقع سبأ ان قرابة 400الف طفل يضافون سنويا الى قوائم الأميين في اليمن، نتيجة لا استمرار الحرب واستهداف المدارس وإغلاق العديد منها أو استخدامها كمأوى للنازحين ما أفضى إلى زيادة نسبة التسرب من المدارس وانخفاض نسبة الالتحاق بها.
وقالت دراسة أجرتها منظمة “اليونسكو” أن آلاف الطلاب في اليمن مهددين بالتسرب من الدراسة، في حال لم يحصلوا على المساعدة، ما يعني أن 78 % من الأطفال في سن الدراسة لن يتمكنوا من الالتحاق بالمدرسة في السنوات القادمة، في بلد يحتل المرتبة الثانية للأمية العالمية.
وقال تقرير لمنظمة “اليونيسف” عن وضع التعليم في اليمن في مارس 2020 أن مليوني طفل يمني أصبحوا خارج المنظومة التعليمية، مقابل 5.8 مليون تلميذ لا يزالون مواظبين على ارتياد مدارسهم، وما يقارب 1.71 مليون طفل يعيشون في محافظات النزوح منذ بدء الحرب في 26 مارس 2015، وبعضهم أجبرته الظروف المعيشية على ترك المدارس والالتحاق بسوق العمل.
مخاطر تسرب الأطفال من مدارسهم.
كان للتجنيد دور في تسريب، فقد تم تجنيد 2419طفلا من بداية الحرب، إضافة الى الفقر الذي جعل عمالة الأطفال في الشوارع امرا عاديا، ويواجه الأطفال غير الملتحقين بالمدارس مخاطر متزايدة من التعرض لكافة اشكال الاستغلال وسوء المعاملة والتعنيف وبما في ذلك عمالة الأطفال، وازواج المبكر، ويفقدون فرصة النمو والتطور.
استهداف المدارس. فبحسب إحصائية لوزارة التربية والتعليم عمد العدوان إلى تدمير” 6.979” منشأة تعليمية بشكل مباشر وغير مباشر منذ بداية الحرب والحصار على اليمن في الـ 25 من مارس 2015م وحتى بداية 2020م، وبحسب الإحصائية فإن” 400” منشأة تعليمية، استهدفها التحالف بشكل مباشر، فيما دمرت 1400 منشاة تعليمية تدميراً جزئياً، كما ذكرت الإحصائية أن “993” منشأة تعليمية استخدمت لإيواء النازحين، وأغلقت “660” منشأة لوقوعها في مناطق غير آمنة.
وكشف مسح أُجري للأطفال خارج أسوار المدارس أن 32 % منهم لا يجدون بدائل عن مدارسهم المغلقة، بينما أرجع 28 % منهم السبب إلى عدم الاهتمام بالذهاب إلى المدرسة، و17 % بسبب عدم القُدرة على تحمُّل تكلفة التعليم، جراء انخفاض دخل أولياء الأمور الذين تضررت أعمالهم جراء العدوان، بحسب دراسة “السياني”، وبحسب منظمة “اليونيسيف” فقد تسبب الفقر في حرمان 37 % من أطفال اليمن من التعليم.
طفولة تغتال وحرب ابدي مأساة يعاني منها اطفال اليمن الذي عميت علية انظار العالم.