اغتيالات عدن.. ورقة السعودية الجديدة لمواجهة ورقة الإرهاب الإماراتية
تتصاعد وتيرة الحرب الإعلامية بين الإمارات والسعودية في جنوبي اليمن بشكل شبه يومي، ومع كل تصعيد جديد يلجأ الطرفان إلى فتح ملفات ثقيلة جديدة.
خلال الفترة الماضية، ركزت الإمارات على ملف تنظيم القاعدة في اليمن، وعلاقة السعودية به، كورقة يمكن أن يكون لها تأثير ذو بعد دولي.
اللجوء إلى هذه الورقة جاء بعد توتر الوضع بين ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي وبين الرياض، على خلفية موقف الأخيرة من تمدد المجلس عسكريا إلى وادي حضرموت ومحافظة المهرة، وأيضا محاولة تقليص نفوذ الانتقالي من خلال تشكيل قوات جديدة في المناطق الخاضعة لنفوذه.
وسط كل هذا، جاءت تصريحات رشاد العليمي لصحيفة “الشرق الأوسط” حول القضية الجنوبية لتزيد الطين بلة، إذ يبدو أن سؤال الصحيفة السعودية طُرح بشكل غير بريء لحاجة في نفس يعقوب. لكن تلك التصريحات أثارت ردود أفعال ربما لم تكن متوقعة بالنسبة إلى السعودية، ما دفعها إلى استخدام أوراق أخرى.
اغتيالات عدن:
في مقابل ورقة الإرهاب التي استخدمتها الإمارات، لجأت السعودية إلى ورقة الاغتيالات في عدن، والتي نفذت بوتيرة عالية بين الأعوام 2016\2020. حيث بدا واضحا تركيز الإعلاميين والسياسيين السعودية على هذا الملف خلال الأيام الماضية. الأسبوع المنصرم تصدر وسم “هاني بن بريك” الترند على موقع التواصل الاجتماعي تويتر في اليمن والسعودية. يُتهم بن بريك بأنه يد الإمارات في تنفيذ عمليات الاغتيال ضد قيادات تابعة لحزب الإصلاح، وأخرى سلفية، في مدينة عدن.
في هذا السياق، كتب السياسي السعودي البارز، سليمان العقيلي، عبر حسابه على تويتر: نسأل داعمي الإرهابي هاني بن بريك ومساعديه الإرهابيين الذين يٌتهمون بانهم خلف بعض الاغتيالات لائمة المساجد وشيوخ الدين وبعض الساسة في عدن؛ ألا تكفيك كمية الدماء التي أريقت في الجنوب؟. ويعد هذا أول اتهام سعودي مباشر لمسئول يمني محسوب على الإمارات، ويقيم فيها، بالوقوف وراء عمليات اغتيال العشرات من خطباء وأئمة مساجد عدن، كما أنه اتهام غير مباشر للإمارات بالوقوف وراء العمليات.
يعتقد كثير من المحللين أن السعودية توجه رسائلها إلى الإمارات من خلال إعلاميها وسياسييها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأن الرسائل حول هذا الملف تعني أن العلاقة بين البدين وصلت مرحلة متقدمة من التعقيد.
وبشأن توتر العلاقة، قالت صحيفة وول ستريت جورنال الامريكية إن هناك صِداما بين السعودية والإمارات على مستوى قادة البلدين بسبب حرب اليمن وأوبك.
الصحيفة الأمريكية أوضحت أن السعوديين يعتبرون أن الإماراتيين يعملون ضد أهداف الرياض الرئيسية المتمثلة في تأمين حدودها ووقف هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ التي يشنها أنصار الله.
وتابعت الصحيفة: السعوديون اعترضوا على الاتفاقية الأمنية التي وقعتها الحكومة اليمنية مع الامارات في ديسمبر الماضي (مع وزير الدفاع اليمني). لافتة إلى أنه وبموجب تلك الاتفاقية يُسمح للقوات الإماراتية بالتدخل في البلاد وتدريب القوات وتعاون أمني.
أما معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، فقد أكد أن الإماراتيين وقفوا حجر عثرة أمام اتفاق بين السعودية وأنصار الله لإنهاء الحرب في اليمن.
بالعودة إلى عمليات الاغتيال، واستخدامها من قبل السعودية كورقة ضد الإمارات، كتب الباحث السياسي السعودي، علي عريشي، عبر حسابه على تويتر: بعد حرب عدن والمحافظات اليمنية الأخرى، جمعت “الامارات” قيادات الحرب الحقيقية في بارجة إماراتية بعرض البحر، وعرضت عليهم عروضا ومطالب، لكن غالبيتهم رفضوا، وعادوا الى مراكزهم وتعليمهم، وقفز “المدرهمين” الى السلطة ليتخلصوا من بقية القيادات بطرق مختلفة ويحولوا السلطة الى ماركة مناطقية.
يشير حديث عريشي عن الإمارات وعروضها ومطالبها، إلى أنها وراء التصفيات “بطرق مختلفة” التي أوردها في تغريدته.
في الأخير، يمكن القول إن الطرفين شرعا في اللعب بأوراق ثقيلة، وقد لا يتجاوز الأمر التهديد بفتحها، لكنها تفصح عن العبث الذي يمارسه الطرفان في اليمن بشكل عام.
* المصدر: موقع عرب جورنال