اعترافٌ جديدٌ من داخل معسكر العدو: “التحالف” دمّـر اليمن ووصل إلى طريق مسدود
تستمرُّ هزيمةُ العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي بتصدُّرِ واجهةِ المشهد، كحقيقةٍ ثابتةٍ وحتميةٍ، مع تضافر وتزايد الدلائل والاعترافات الفاضحة من داخل معسكر “التحالف” نفسه، والتي تؤكّـد بشكل قاطع على أن أعداءَ اليمن وأتباعَهم وصلوا إلى طريق مسدود عسكريًّا وسياسيًّا، بعد أن دمّـروا البلدَ واقتصادَه، الأمر الذي يُثبِتُ بالمقابل صوابيةَ موقف القوى الوطنية وخيارها المبدئي الثابت منذ اليوم الأول، كما يبرهن على واقعية محدّدات السلام التي أعلنتها صنعاء.
وفي جديد دلائل هزيمة تحالف العدوان وأتباعه، أصدر رئيسُ ما يسمى “مجلس الشورى” التابع لحكومة الفارّ هادي، المرتزِق أحمد عبيد بن دغر، ونائب رئيس ما يسمى “مجلس النواب” الموالي للعدوان، المرتزِق عبد العزيز جباري، بياناً مشتركاً، أكّـد على أن تحالف العدوان ومرتزِقته وصلوا إلى “طريق مسدود يكاد يعلن عن نفسه بالفشل”.
وأقرَّ البيانُ بزيف وانكشاف الأهداف التي أعلنها تحالُفُ العدوان وتناقضها مع سلوكه على الواقع في تدمير البلد وتقسيمها، كما أقر بأن حكومةَ الفارّ هادي لا تمتلك قراراً، وأن “الخطابَ السياسي والإعلامي” للعدوان “لا يقولُ الحقيقةً”، ويغطي على الوضع الكارثي الذي “لم يصنعه اليمنيون”، في إشارة إلى مسؤولية دول العدوان عن الأزمات الاقتصادية والمعيشية والإنسانية في البلد.
واعترف البيان أَيْـضاً بمسؤولية تحالف العدوان عن “انهيار العملة والفوضى الأمنية والفساد المستشري وقطع المرتبات”، مُشيراً إلى أن الأخيرة تمثل “مخالفةً دستورية وقانونية يتحمل وِزْرَها مَن اتخذ قرار توقيف المرتبات”، ودعا إلى وقف الحرب والدخول في حوار وطني شامل.
البيانُ -وبرغم محاولته الالتزامَ ببعض مبرّرات العدوان على اليمن- مَثَّلَ في مجمله شهادةً صريحةً وواضحةً بما يكفي على انكشاف زيف كُـلّ تلك المبرّرات، وعلى حتمية وقُرب هزيمة تحالف العدوان وكل المرتبطين بهم وفشلهم في تحقيق أيٍّ من أهدافهم ومطامعهم في اليمن.
ويضافُ هذا البيان إلى قائمةٍ من الشهادات والاعترافات القادمة من الصفوف الأولى لمرتزِقة العدوان، والتي تكشف بوضوح أن تحالفَ العدوان غرق في مستنقع اليمن وأصبح محاطاً بفشله العسكري والسياسي من جهة، وبجرائمه وانتهاكاته وأحقاده المكشوفة من جهة أُخرى.
ولجأ الإعلامُ السعوديّ إلى مهاجَمة العميلَين بن دغر وجُباري على خلفية البيان، إذ شنت الصحفُ السعوديّ الرسمية حملةً كبيرةً تتهمهما بأنهما “يدعوان لعزل هادي، ويبحثان عن مصالحهما الخَاصَّة”، كما دفعت بسلطة المرتزِقة إلى إصدار بيانات تدينُ اعترافهما بجرائم وفشل تحالف العدوان، وتستنكر دعوتهما لـ”وقف الحرب”، لتزداد الفضيحةُ اتساعاً ويثار المزيد من الجدل الذي أَدَّى إلى بروز مواقفَ إضافية من قيادات أصغر رتبة في سلطة المرتزِقة تؤيد البيان.
برهانٌ إضافي على صوابية الموقف الوطني
ومثّلَ البيانُ أَيْـضاً شهادةً واضحةً على صوابية موقف صنعاء والقوى الوطنية، بدايةً بالتمسك بخيار رفض العدوان ومقاومته بكل الأشكال، وُصُـولاً إلى التمسك بمحدّدات السلام الحقيقي والفعلي التي تضمن إنهاء الحرب والحصار وتحقيق سيادة واستقلال البلد ووحدته.
وفي هذا السياق، علّق رئيسُ الوفد الوطني، ناطق “أنصار الله”، محمد عبد السلام قائلاً: “كنا والحمدُ لله على يقين من أول يوم أن العدوانَ مآلُهُ الفشل، وصارحنا شعبَنا اليمني بالحقيقة، وقلنا بأن العدوانَ كله شرٌّ، وأنه يستخدمُ أدواتِه لتحقيق مآربه، وأن مصلحة اليمن ليست في التصفيق للتدخل الخارجي بل في مواجهته”.
وأضاف: “أثبتت سنواتُ الصراع صوابيةَ ما ذهب إليه شعبنا اليمني وهو مُستمرّ في هذا الطريق”.
وجَدَّدَ رئيسُ الوفد الوطني التأكيدَ على انفتاح صنعاء على خيار السلام الحقيقي منذ البداية، في مقابل تعنُّت قوى العدوان ومرتزِقتها، وقال: “مع يقيننا أن مواجهةِ العدوان والحصار كانت ضرورةً لمنع سقوط اليمن تحت الوصاية الأجنبية الأبدية، بسطنا يدَ الحوار لأفرقاء الداخل ودعوناهم سراً وإعلاناً أن تعالوا لكلمة سواء (يمن للجميع)، لكنهم أصموا آذانهم ووجهوا إلى الشعب خناجرَ الغدر، وأصروا إلا على أن يكونوا أمراءَ حرب”.
وفي السياق نفسه، قال عضوُ المكتب السياسي لأنصار الله، محافظ محافظة ذمار، محمد البخيتي: “يدُنا ما زالت ممدودةً للسلام المشرِّف الذي يضمَنُ سيادةَ واستقلال اليمن ومشاركة الجميع في القرار السياسي، وهذا لن يتحقّق إلا بحوار يمني يمني بعيدًا عن أية تأثيرات خارجية، والكرة في ملعب المكونات التي استدعت العدوان”.
وعلّق نائبُ وزير الخارجية بحكومة الإنقاذ، حسين العزي، على البيان قائلاً إن: “قيادة المرتزِقة -ممثلةً في جُباري وبن دغر- أعلنت فشلَ وعبثيةَ الحرب العدوانية على بلادنا وشعبنا بشكل ربما أبلغَ وأوضحَ مما قاله جورج قرداحي، وهذا شيء جيد وإيجابي، وبقي فقط على مقاتلي المرتزِقة أن يدركوا أهميّةَ بيان قيادتهم وأن يبادروا للقفز من القوارب الغارقة وأمامهم لا شك فرصة ذهبية لا تعوض”.
وعلّق عضو المكتب السياسي لأنصار الله، فضل أبو طالب، مؤكّـداً أن “تحالفَ العدوان يعيش أضعفَ مراحله، فالهزائم الميدانية تتوالى في مختلف الجبهات في الساحل ومأربَ وشبوة والصراعات محتدمة بين أطراف الارتزاق عسكريًّا وسياسيًّا وإعلامياً”.
ويأتي بيانُ العميلَين بن دغر وجُباري، في وقت يتزايدُ فيه السخطُ ضد تحالف العدوان وحكومة المرتزِقة بشكل كبير وملحوظ، تزامناً مع ارتفاع وتيرة التدهور الحاد للأوضاع المعيشية والاقتصادية في المناطق المحتلّة في ظل استمرار المرتزِقة بنهب الموارد واستهداف العملة المحلية.
نقلاً عن المسيرة :