اعترافات جديدة لشبكة التجسس تكشف الاستهداف الأمريكي للتعليم في اليمن

واصلت الأجهزة الأمنية مساء اليوم الاثنين، بث اعترافات شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية بشأن تدمير واستهداف قطاع التعليم في اليمن.

وأوضح الجواسيس في اعترافاتهم جانباً من التحركات الأمريكية في الوسط التربوي، تحت يافطات خفية تولتها منظمات أممية ودولية، وكذلك استحداث وحدات “حكومية” لإعطاء التحركات الأمريكية زخماً أكثر، وسط خضوع حكومة السبت لكل الإملاءات الأمريكية.

وكشفت الاعترافات عن حقيقة الأهداف من وراء الأدلة التربوية والبرامج التدريبية الزائفة التي كانت ذي أهداف تدميرية استخباراتية، وفي مقدمتها “الشراكة العالمية للتعليم” و “استعادة التعليم” وغيرها من البرامج التي سعت لتدمير الأجيال، وأخرى برامج لقتل القضية الفلسطينية في نفوسهم، ما يسهل مهمة العدو الإسرائيلي في السيطرة على الرقاب.

وتطرق الجواسيس إلى جملة من المسارات التآمرية نستعرض جانباً منها ، وعلى النحو التالي:

دليل “التربية على السلام”.. وسيلة نحو إخضاع الأجيال للعدو الإسرائيلي.

وفي سياق الاستهداف الأمريكي للتعليم بما يطوع الأجيال على الخضوع للأعداء، برز عنوان يسمى “التربية على السلام”، وهو مشروع تديره المخابرات الامريكية عبر وسطاء خفيين، وذلك بغرض تطويع الأجيال لمسألة حتمية القبول بالعدو الإسرائيلي، وذلك حسب اعترافات الجواسيس والخونة.

وفي هذا السياق يؤكد الجاسوس مجيب المخلافي بقوله “تم استقدام دليل التربية على السلام واستخدم في افريقيا”، وذلك بإشراف الوكالة الامريكية للتنمية، عبر “مؤسسة دبي فلاي”، وتم تنفيذ هذا المخطط عن تطريق قطاع التدريب والتأهيل في وزارة التربية والتعليم.

ويوضح الجاسوس مجيب المخلافي أن منظمة “البحث عن أرضية مشتركة” ولجنة الطوارئ في قطاع التدريب والتأهيل، ومنظمة اليونسيف، علموا كفريق لنشر وتعليم هذا الدليل “التربية على السلام”، مؤكداً أن “النشاط هدف الى كيف يكون هناك بيئة مسالمة داخل البيئة المدرسية وهذا هدف عام”.

ويتابع الجاسوس المخلافي في اعترافاته “المانح ومن فوقه الأمريكي لهم أهداف خفية، ومنها الآثار التي ستنتج عن استخدام هذه الأدلة وتتمثل في إيجاد ثقافة بديلة تقوم على مبدأين، الأول عدم المواجهة مع أعداء الأمة ونشر ثقافة عدم الاستعداد لمواجهة الأعداء، في مقابل نشاط تعبوي يقوم به الأعداء ضد العرب والمسلمين، والثاني إيجاد ثقافة دخيلة على المجتمع المدرسي من حيث نشر مصطلحات توحي بالعنف بأشكاله داخل المدرسة، منها الحديث عن العنف الجنسي والأسري”.

أما بالنسبة لدليل “الحد من العنف ضد النوع الاجتماعي”، فيوضح الجاسوس المخلافي، أنه عنوان مخادع ويروج للشواذ.

ويقول “في البدلية ظننا أن هذا الدليل الحد من العنف ضد النوع الاجتماعي يقصد الحد من العنف ضد الذكر أو الأنثى، ولكن اتضح فيما بعد أنه يهدف لمنع العنف ضد الشواذ، سواء ذكور أو إناث”.

ويشير إلى أنه تم تعميم هذا الدليل وتمويل أنشطته، ومنها إنشاء ما يسمى “مركز النوع الاجتماعي” في جامعة صنعاء والذي تم بناءه بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية.

ويؤكد أن “الأمريكي عندما يبني أهدافه لتدمير التعليم، هو يأتي بمصطلحات بسيطة لا نأخذ بالنا منها مثل عنوان النوع الاجتماعي”، لافتاً إلى أن المخابرات الأمريكية دعمت هذا الدليل وهذا العنوان بشكل كبير.

عنوان “الشراكة العالمية للتعليم”.. استراتيجية أمريكية لتدمير التعلم والمتعلمين

وفي ظل الهجمة الأمريكية الشرسة على التعليم، برز عنوان “الشراكة العالمية للتعليم”، وهو عنوان تديره مباشرةً المخابرات الأمريكية عن طريق أذرع خفية، من بينها منظمات وجهات رسمية في وزارة التربية والتعليم، وتم تخصيص وحدة مستقلة في الوكالة لتنفيذ برامج هذا المخطط الهدام.

وفي هذا الصدد يتحدث الجاسوس عامر الأغبري ” بقوله في العام 2013 تم التنسيق مع نائبة السفير الأمريكي واثنين من ضباط المخابرات الامريكية، وكانت رئيس القسم السياسي والاقتصادي في السفارة الامريكية “أولقا رومانوفا” وطلبت مني اعمل في برنامج الشراكة العالمية للتعليم”، مضيفاً “هذا البرنامج هو ممول من قبل الوكالة الامريكية والاستخبارات ودول أخرى أجنبية، وأعطتني نسخة أولية، لأطلع عليها، وقلت لها سوف أبدأ انسق مع ضابط المخابرات آدم سميث في واشنطن، على أساس نعمل على الخروج بأستاذية متكاملة لإضعاف التعليم في اليمن”.

ويتابع الجاسوس الأغبري في اعترافاته “حركنا موضوع تطوير المناهج، ولكن تطويرها بما يخدم السياسة الامريكية ومشاريعها التي تعمل على تدمير التعليم من الداخل، وكذلك ادخال مفاهيم الجنس في مختلف المناهج، وبدء عملية إفراغ التعليم من محتواه بإضعاف التدريب والتعليم في مختلف المجالات، وخلق بيئة طاردة في المدارس”.

وبين أنه تم إنشاء وحدة مستقلة في وزارة التربية والتعليم إسمها “وحدة الشراكة العالمية للتعليم”، لكي تعمل بأريحية ولكن تحت مظلة وزارة التربية والتعليم، وإشراف اليونسيف ومن فوقها المخابرات الامريكية”.

ويوضح “نحن سبعة اشخاص ندير المشروع بمبلغ 72 مليون دولار لمدة أربع سنوات، ولكن تم تمديد المشروع إلى 2021 بسبب الاحداث”.

ويقول “بدأنا بتنفيذ الاجندة الامريكية بضرب التعليم وافراغه من محتواه عبر مشروع معلمة الريف، واخترنا 2300 معلمة وقمنا بتدريبهن عبر اختيار مجموعة من المدربين، وذلك بغرض أخراجهن بنتائج ضعيفة في عملية التعليم في الأرياف”.

ومن ضمن مخطط “الشراكة العالمية للتعليم” يؤكد المخلافي أنه تم تعطيل عملية النزول الميداني للموجهين إلى المدارس عبر إيقاف مخصصات هذه الأنشطة، وذلك بغرض التغطية على مخططات التدمير.

وفي السياق يؤكد الجاسوس عامر الأغبري، أن وحدة “الشراكة العالمية للتعليم” سعت “لخلق بيئة طاردة للطلاب عبر خلق فوضى في الكتب العلمية والتلاعب بالدروس في الرياضيات وغيرها بغرض تعقيد الطلاب، بالإضافة إلى منع استحداث أي فصول دراسية كي تتسبب الازدحامات في تنفير الطلاب، وكذلك انتشار الأمراض بما يجعل الجميع ينفر عن المدارس”.

ويقول الجاسوس الأغبري “في 2015 طلبت الوزارة الغاء بعض المواد ومشينا في العلوم والرياضيات، وقبل البدء في النشاط تم التنسيق مع العنصر المجند في وزارة التربية في قطاع المناهج وفريقه.. وأنا بقيت اتابعهم 4 أشهر، كل واحد على حده، إلى أن تم إقناعهم وتوفير 8000 الف دولار على كل مادة، وكل واحد قال سيعمل تغيير في دروس الرياضيات بحيث يجعل الطالب غير قادر على الاستيعاب”.

ويضيف “وفي الصف الرابع كنا سنعمل الكسور العشرية بطريقة متباينة ومتعاكسة كي لا يستوعب الطالب، ثم مشينا في المسائل البسيطة عبر تغيير الأرقام وإحداث دربكة ولخبطة بحيث يعجز الطالب عن الفهم تماماً، وتغييرات تجبر الطالب على النفور عن التعلم”، متبعاً حديثه “كذلك مادة العلوم كنا نعمل بعض الخطوات العلمية والتجارب ونغيرها ونعيد ترتيب الخطوات بشكل خاطئ وحذف متطلبات التجارب ونتائج التجارب لكي نقوم بإرباك الطالب وإحداث مشاكل بين الطلاب والمدرسين”.

ويؤكد أنه حصل تسهيل لتمرير هذه المؤامرات “لأنه كنا نعمل تنسيق مع المعنيين في تغيير المواد إلى جانب المنسق العام الذي يعمل على التنسيق.. ونسقنا مع مدير المركز على أساس يتم تمرير التغييرات، وقد أغريته بـ4000 دولار كي يقرها”.

ويشير إلى أنه “من ضمن الأنشطة هي استقطاب كبار المدربين وعملنا على إضعافهم”، بالإضافة إلى “إدخال المفاهيم الجنسية لبعض المدارس الخاصة، بإعطائها لكبار المدربين وتم تطبيقها في مختلف المدارس، إلى جانب ادخال الرموز المسيحية مثل البابا نويل”.

وفي ظل المؤامرات التي يتم تمريرها عبر ما يسمى وحدة “الشراكة العالمية للتعليم” يؤكد الجاسوس الأغبري أن هناك مؤامرات أخرى انبثقت من هذا العنوان، وهي مؤامرات خفية تحت عنوان “استعادة التعليم”.

ويوضح الجاسوس الأغبري أن مشروع “استعادة التعليم” حظي بدعم كبير من البنك الدولي والوكالة الأمريكية للتنمية ومن اليونسكو واليونسيف ومنظمة رعاية الأطفال، حيث تم جمع 153 مليون دولار، لتنفيذ المخططات تحت هذا العنوان وذلك للفترة من العام 2021 إلى العام 2030.

وفي ختام حديثه، يؤكد الجاسوس عامر الأغبري، أنه ورغم تحركاتهم المكثفة، إلا أنه تم تصعيب مهماتهم منذ ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، في إشارة إلى أن الثورة السبتمبرية الفتية اتجهت مباشرة لبتر الأذرع الأمريكية وملاحقة خلاياها والقضاء على كل أشكال النفوذ الأمريكي، سواء الظاهر أو الخفي.

محو القضية الفلسطينية من ذاكرة الأجيال.. هدف أمريكي رئيسي

ومع تصاعد التآمر والهجمات الأمريكية الضارية على التعليم، سعت واشنطن لقتل القضية الفلسطينية في ذاكرة وأرواح الأجيال، وذلك عبر محو ذكر فلسطين من المناهج، وهذا ما أكدته اعترافات جواسيس الخلية الأمريكية البريطانية الصهيونية.

وفي هذا السياق يشير الجاسوس محمد حاتم المخلافي إلى أن أمريكا مولت تحركات لهذا المسار، مؤكداً ان أمريكا سعت لمعرفة مستوى الدعم الذي توفره الحكومة في اليمن والدول العربية للقضية الفلسطينية، بغرض القضاء على هذا الدعم.

ويقول الجاسوس محمد حاتم المخلافي “كانت أمريكا تسعى لمعرفة مستوى الدعم في الدول العربية للقضية الفلسطينية وتصنيف هذا الدعم (قوي ضعيف متوسط منعدم)”.

ويضيف “بعد ذلك استخدام المعلومات التي تم تجميعها، في المشاريع التي يخطط لها الأمريكي للتدخل في هذه الدول، والدول التي فيها دعم لفلسطين سيسعى لتخفيف مستوى قوة الدعم، والمتوسط سيكون أضعف من المتوسط، والضعيف سيضعفه أكثر أو ينهي الدعم تماما حتى يصل إلى انعدام أي ذكر للقضية الفلسطينية”.

ويؤكد الجاسوس المخلافي أن “الأمريكي يهدف إلى دعم إسرائيل وتمرير مشروع التطبيع مع العدو الإسرائيلي، وهذه اهداف خفية في استهداف التعليم في كل الدول العربية”.

 

قد يعجبك ايضا