اضراب .. ودكتور مترف …بقلم/اسامة الموشكي
ضجيج ، صخب ، تمتمه ، سخط ، تساؤلات ، تعجب ، حيرة ، حسرة ، ضوضاء ، يدخلون ويخرجون، منهم مغادرون ، والاغلب باقون ومن ثم هدوء مفاجئ.
ما سبب تلك الانفعالات ؟!
وما سر هذا الهدوء الذي اخرس كل ما سبق .؟!
السبب ..
طالب لا يملك في جيبه شيء .
فمشى مسافة كيلو مترات على الأقدام حرصا على حضوره
وأخر اراد سد رمق جوعه بوجبة علم يشبع بها عقله فيصبر،
واخرون تركوا جمَّ معاناتهم وثقيل احزانهم وجمرات قهرهم وراء اكتافهم،
لتهرول بهم أهدافهم الى مدرَّج العلم الذي سيحقق احلامهم،
ثم ماذا .؟
أخيرا وصلوا، وللدكتور بحثو .. فتمتموا واحتاروا فتأخر الوقت فضجوا وتعجبوا !!
تسائلوا..
وعن إضراب دكاترتهم سمعوا .. فسخطوا وتحسروا .. ومنهم من استرجع اوجاعه ورحل ، والاغلب تبسم والتحم بأحلامه وحل.
وما سر ذاك الهدوء ياترى .؟!
الدكتور على سيارة فارهة وصل
ببدلة وربطة عنق ونظارة .. ولدور المثقف الوطني انتحل،
مشى قليلا وأمام بوابة القاعة وقف !
سمع رنة رسالة .. ففتح تلفونه
محتوى الرسالة :
المرسل الجامعة الخاصة : تبلغه بان راتبه صرف
مشى حتى وضع يدع على بوابة القاعه وعاد مجددا ليقف !
رسالة أخرى ايضا فتح تلفونه ،
المرسل ارب ايدول : شكرا لتصويتك ،!
يبتسم ويشعر بالفخر، ويقول : بمثل هؤلاء سينهض اليمن !!!
اخيرا الى القاعة دخل ،
وعم الهدوء،
صعد الى المنصة.،
ابتسامة زينت المدرجات، صهيل الاقلام ارتجل، وسواد الاوراق اضمحل، ولعودة بياضه احتفل،
ثم ماذا ؟
” انا مضرب عن التعليم ” !!
صدمة ذهول خيبة وضجيج عاد.. ماذا، لماذا، ماذا، لماذا، لماذا،ماذا .؟!!
لم يبال .. وببرود رحل !
الابتسامة تلاشت ، وصهيل الاقلام خذل، وسواد الأوراق لعودته خجل،
ذهب الدكتور .. وبقي الجميع .
تماما .. مثلما هرب الخونة للخارج .. وبقينا على تراب ارضنا ..