اشتعال جبهة نهم .. ومحاولات الانتحار فيها .. الاسباب والدوافع والحلول ..
عين الحقيقة/ كتب / ابراهيم الفرح
انتصارات كبيرة جداً في جبهة نهم .. يقابلها اندفاع كبير من مرتزقة الغزو والاحتلال لمحاولة تحقيق اي تقدم او انجاز فيها رغم سقوط العشرات من القتلى في صفوفهم آخرها قبل يومين اكثر من 180 واليوم اكثر من 100 في نهم ..
لماذا كل هذا الاندفاع باستماته ومحاولات الانتحار ؟!
الجواب وبقراءة موسعة للأحداث والمحيط أن كل هذه التحركات أتت بعد الإنذارات تلو الإنذارات من السعودية والإمارات لهم بالاستغناء عنهم ووضع علي محسن ورموز الإصلاح الموجودين في الرياض في قوائم الاٍرهاب جزاء عقابي لفشلهم الذريع ..
لا سيما وان الفترة الاخيرة ومع المشاكل مع قطر وتركيا انقسم اخوان اليمن الى قسمين فمنهم جزء في قطر وتركيا يتحدث وبشكل علني عن احتلال وكشف أهداف التحالف لاحتلال البلد ونهب ثرواته والسعي الى تقسيمة على أساس عرقي ومناطقي وطائفي ومن يتابع الجزيرة ومن على شاكلتها سيجد هذه النتيجة ..
فالاخوان الموجودين في الرياض امام اختبار اخير لهم عن صدق نواياهم واخلاصهم وصدق ولائهم للنظام السعودي والإماراتي وبالأخص بعد اقدام الامارات من الاستحواذ على الغاز والبترول في شبوة ومأرب وحضرموت وتشكيل قوات عسكرية تسمى النخب الشبوانيه والحضرمية والماربية وهذا دق ناقوس الخطر لدى الاخوان ما جعلهم يندفعون بشكل انتحاري للتصعيد العسكري في أطراف نهم وصرواح والجوف ..
وجود علي محسن الاحمر في أطراف نهم ويتناقل بين جبهات القتال في الجوف ومأرب يدل دلاله واضحة ان مستقبلة ومستقبل أصحابة واتباعه من المرتزقة مرهون بنتائج يحققوها في هذه الجبهات واي فشل لهم سينهي مستقبلهم وتطوى صفحتهم كما طووا صفحة الفار هادي وفريقة الذي يتستر العدوان في عدوانه على اليمن بدفاعة عن شرعيته المزعومة .. فالأحداث تتبدل والعدو محبط وبدأ يصفي اي قوة محلية كانت تقاتل في صفوفه وأصبح لديها كيان عسكري كالإخوان وبعض الرموز الجنوبية الموالية للإخوان في تعز وعدن ولحج وأبين وبقية المناطق .. لاسيما وان الاخوان اكثر من فرح وهلّل بالتدخل الخارجي ورحب بالمحتل وظن انه في ايام قلائل ستندحر القوى الوطنية التي تدافع عن البلد وعن السيادة وترفض الوصاية الخارجية وان البلاد سيستلمها على طبق من ذهب ويتربع على العرش ويحكم اليمن ويخضع الجميع ويستقوي على السياسية الوطنية بالخارج .. إلا ان الثبات والصمود وافشال مخططات المحتلين وطول امد العدوان اكتشف الاخوان ان رهانهم خاسر ..
وهذا امر بديهي ونتيجة طبيعية فمن يستدعي الخارج على فرض اجندته واستحكام قبضته فهو واهم وخاسر لانه من المستحيل ان تتحرك امريكا وإسرائيل وادواتهم من النظام السعودي والإماراتي بمثل هذا العدوان الذي لم يحصل مثله في التاريخ من اجل سواد عيون الفار هادي او الاخوان او غيرهم ..!! فالمحتل لديه أهداف استراتيجية ويسعى لتحقيقها ويستغل اندفاع هذه القوى العميلة من الاخوان والقاعدة وداعش والسلفيين وبعض الجنوبيين ومرتزقة مغرر بهم من اجل المال السعودي الحرام ليكونوا وقوداً لهذا العدوان وبعد تحقيق أهداف المحتل سيتحرك الى التخلص منهم الواحد تلو الآخر ويسيطر على البلد ومقدراته ويبني القواعد ويستجلب قوات غازية ومرتزقة اجانب مثل الجنجويد السوداني ومن شركات القتل والاجرام كالمسماة بلاك ووتر وغيرهم وهذا قد حصل وشاهده الجميع وإنشاء قوى عسكرية تابعة للمحتل وتتوجه بتوجيهاته وما يجري من تصفيات وخلخلة صفوف الاخوان وبقية المرتزقة في تعز ومأرب والجوف وما حصل من قبل في حضرموت وشبوة ولحج وعدن وأبين وحتى في سقطرة والمهرة خير دليل على ان المحتل يريد ان يبتلع البلد ويحتله وهذا هدف رئيسي لهم والسيطرة على باب المندب وبناء اكبر قاعدة عسكرية مشتركة أمريكية واسرائيلية وسعودية وإماراتية في جزيرة ميون وهذا من اجل السيطرة على اهم المضيقات العالمية والسيطرة على الملاحة الدولية وهذا ليس فقط سيشكل خطرا على اليمن فقط بل على المنطقة والإقليم وسينعكس نتائجها بشكل وخيم على كل القوى المناهضة لهيمنة امريكا وإسرائيل في المنطقة ..
وللأسف ان الكثير انخدع بمبررات الغزاة والمحتلين وسقط في مستنقعهم وبذل ما بذل من اجل تمكين المحتل حتى وصل الحال بالمحتلين والغزاة الى تخطيهم والعمل على التخلص منهم .. العدو باختصار وصراحة هو لا يريد يمن آمن ومستقر ولا يريد ان يكون هناك قوى سياسية قوية تمثل رافعة لهموم الشعب ورفع معاناته وتملك القرار السياسي وتهدف الى الحفاظ على السيادة والكرامة فقط هؤلاء الغزاة والمحتلين همهم الاول والأخير هو السيطرة على بلدنا بكله وإخضاع شعبنا ونهب ثرواتنا والاستحكام بقرارنا السياسي والشعب طز فيه وكذلك بقية القوى ويظل الوضع متدهور وهذا يقاتل هذا وذا يقاتل ذاك وتكثر الاختلالات الأمنية والتفجيرات وظهور العصبيات والتمترس خلف العرقية والمناطقية والطائفية فيما العدو منهمك في الاستحواذ على كل شيء واليمن يظل بلد متناحر فيما بينه البين وغارق في أتون هذه المؤامرات ولا ينظر بوعي لهذه المؤامرات وهذه المخططات ويتحرك بكل جد لطرد المحتل والغازي من بلدنا..
بعد هذه المرحلة والتجربة والدروس يجب علينا نحن كيمنيين أن نتفق فيما بيننا وننطلق صفاً واحدا كالبنيان المرصوص ضد المحتل والغازي ونتطلع للمستقبل بمسؤولية تتخطى فيها الحزبية والطائفية والعرقية والمناطقية ونطمح جميعا لأن يكون اليمن دولة قوية لها قولها وفعلها في الداخل والإقليم ونترفع عن حالة التسول والارتزاق ومد الايدي من جارة السوء والحية الكبرى فما تمتلكة بلدنا من خيرات ستغني الجميع وتزيد وسيعيش الجميع فقط تتوفر الإرادة والصدق والاخلاص لهذا البلد وكل شيء سيتغير ويتبدل وتخرج اليمن من أتون هذه الصراعات البينية التي تخدم في الاول والأخير المحتل والغازي ..