اسرار الدور السعودي القطري في حرب سوريا .. موسم تساقط الاقنعة
في ما بدا موسما لكشف الأوراق وتساقط الاقنعة في شأن الدور الخليجي المشبوه في اشعال الأزمات وتقويض استقرار الدول واغراق دول المنطقة في دوامة الصراع الطائفي خدمة لاهداف الصهيونية العالمية، افصح رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم آل ثاني وبصورة رسمية عن بعض تفاصيل الدور الخليجي المشبوه في أزمة الحرب التي عصفت بسوريا خلال السنوات الخمس الماضية كاشفا النقاب عن تسابق محموم بين الأنظمة الوراثية للعائلات الحاكمة في الخليج في الاستجابة لطلبات خارجية بإشعال الحروب والاطاحة بالأنظمة مهما كان الثمن وبدون مقابل.
وفي حوار أجرته صحيفة ” “فاينانشال تايمز” البريطانية مع رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم بن جبر كشف عن اسرار الدور السعودي القطري في الأزمة السورية وقال ” سأقول شيئا ربما أقوله للمرة الأولى.. عندما بدأنا ننخرط في سوريا في 2012 كان لدينا ضوء أخضر بأن قطر هي التي ستقود لأن السعودية لم ترد في ذلك الوقت أن تقود. بعد ذلك حصل تغيير في السياسة ولم تخبرنا الرياض أنها تريدنا في المقعد الخلفي. وانتهى الأمر بأن أصبحنا نتنافس مع بعضنا وهذا لم يكن صحيا”.
وفي شأن ما إذا كان الأمر نفسه حصل في ليبيا بعد مقتل القذافي، حيث دعمت قطر والإمارات فصيلين متناحرين، أوضح آل ثاني: “في النهاية كان هناك الكثير من الطباخين ولذلك أفسدت الطبخة”.
واعترف رئيس وزراء قطر السابق بأن الإيرانيين أذكى من العرب قائلا “أعترف بشيء واحد وهو أن الإيرانيين أذكى وأكثر صبرا منا، وهم المفاوضون الأفضل”. مضيفا “أنظر كم سنة تفاوضوا مع القوى العالمية. هل تعتقدون أن دولة عربية يمكنها أن تفاوض لمثل هذه المدة؟”.
وعن رأيه في سلسلة المقابلات التي أجراها الصحفي الأمريكي جيفري غولدبرغ مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونشرها في مجلة “أتلانتيك” تحت عنوان “عقيدة أوباما”، حث الشيخ حمد بن جاسم الجميع على شكر أوباما، مضيفا: “بصراحة، أنا أيضا محبط ولا ألومه، فنحن العرب لم نظهر أننا حليف يمكن الاعتماد عليه، يجب أن تكون لدينا علاقة ممتازة مع واشنطن لكن الولايات المتحدة لن تأتي إلى المنطقة كما في السابق”.
ومع ذلك لم يقل بن جاسم إنه لا يشارك الآخرين أسفهم، فقال: “لم يكن هناك أبدا توازن في العلاقات الخليجية الأمريكية. فعلى مدى 30 عاما ظلت منطقة الخليج تتحكم في أسعار النفط من أجل الغرب، فماذا ربحنا في المقابل”.
وأضاف: “عندما كانت أسعار النفط تهبط كثيرا كانوا يقولون تحكموا في السعر. وعندما ترتفع يبدأون بالصراخ ويسموننا كارتيل (اتحاد احتكاري) ويقولون لا يمكنكم فعل ذلك”.