استهداف أميركي متعمّد للمدنيين: الإرعاب وسيلة حرب

ردّت قوات صنعاء، أمس، على استهداف المدنيين في العاصمة اليمنية، والذي تحاول من خلاله واشنطن فرض معادلة رعب على المواطنين، بعد فشل أكثر من 400 غارة شنّها الطيران الأميركي على اليمن، خلال الأسابيع الماضية، في إضعاف القدرات العسكرية لحركة “أنصار الله”. وأعلن الناطق العسكري باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، إطلاق طائرة مُسيّرة من نوع “يافا” على هدف عسكري في تل أبيب، في حين استهدفت عملية ثانية شنّتها القوات البحرية وسلاح الجو المُسيّر، مدمرتين أميركيتين بعدد من الصواريخ المجنّحة والطائرات المُسيّرة.

وفي عملية ثالثة لم تُعلن، أكّدت مصادر محلية في محافظة المهرة شرق اليمن، إطلاق قوات صنعاء صواريخ باليستية ومجنّحة في اتجاه المحيط الهندي، فجر أمس. وتداول ناشطون في المحافظة مقاطع فيديو لتحليق الصواريخ اليمنية في أجواء المحافظة، وهي في طريقها صوب المحيط الهندي. وتوقّع مراقبون عسكريون أن يكون هدف الصواريخ، هذه المرة، مطار عبد الكوري الذي تم افتتاحه رسمياً من قبل القوى الموالية للإمارات الشهر الماضي، في جزيرة سقطرى اليمنية الواقعة في المحيط الهندي.
وكانت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اتجهت خلال الأيام الماضية، إلى تعمّد استهداف أحياء مدنية مكتظة بالسكان في عدد من المدن اليمنية، بسلسلة غارات عنيفة.

استهدفت عملية غير معلنة مطار عبد الكوري

واستهدف الطيران الأميركي حياً سكنياً شرق صنعاء بغارة أدّت إلى تدمير منزل مواطن في حي شعب الحافة، أحد أحياء مديرية شعوب، ومقتل أربعة مدنيين من سكان المنزل، بينهم امرأتان، وإصابة 25 شخصاً آخر، بينهم 11 طفلاً وامرأة. وقالت مصادر محلية، لـ”الأخبار”، إن “جريمة استهداف منزل المواطن صالح السهلي نُفّذت بغارة لطائرة حربية بشكل خاطف، وهي تندرج في إطار مسلسل الاستهداف المتعمّد، والذي باشرت واشنطن حملتها العسكرية بتنفيذه منتصف الشهر الفائت، وذلك بقصفها منزل مواطن في حي الجراف الواقع في نطاق مديرية الثورة في صنعاء، ما نتج منه سقوط عدد من القتلى والجرحى بينهم نساء وأطفال”.

وتعليقاً على ذلك، اعتبرت مصادر عسكرية في صنعاء، في حديث إلى “الأخبار”، أن استهداف واشنطن للأحياء السكنية، “يأتي في إطار محاولاتها صنع انتصارات وهمية، ويشير إلى فشل سياسة الردع التي وعدت بها، وفشل ما وصفتها بالقوة الساحقة في تحقيق أي هدف منذ بدء عدوان إدارة ترامب على اليمن”. وأشارت إلى أن “استهداف المدنيين في الحروب لا يمنح مرتكبي الجريمة النصر”، مؤكّدة أن “جريمة استهداف المدنيين في حي شعب الحافة والجرائم الأخرى التي ارتكبتها إدارة ترامب، لن توقف هجمات صنعاء البحرية والجوية ضد الكيان والوجود العسكري الأميركي في البحر الأحمر، بل ستضاعف التأييد الشعبي لعمليات قوات صنعاء، وستزيد الالتفاف الشعبي إلى جانب حركة أنصار الله في هذه المواجهة”.

رشيد الحدادالثلاثاء 8 نيسان 2025

قد يعجبك ايضا