بدأت قوات صنعاء التخصير لمرحلة خامسة من «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس» لمساندة قطاع غزة، بالتزامن مع تصعيد عمليات المرحلة الرابعة التي أعلنت عنها مطلع أيار الماضي، وشملت خصوصاً البحر الأبيض المتوسط، بعدما طاولت المراحل السابقة البحرَين الأحمر والعربي والمحيط الهندي. وأكدت مصادر عسكرية مطّلعة في صنعاء، لـ«الأخبار»، أن اعتماد القوات اليمنية على استهداف السفن المخالفة لقرار الحظر في البحر المتوسط إلى حدّ الإغراق، فضلاً عن تصعيدها العمليات الجوية والبحرية ضد القطع العسكرية الأميركية والبريطانية والأوروبية في البحر الأحمر وخليج عدن، وكذلك تمكّنها بالتنسيق مع المقاومة العراقية من استهداف ميناء حيفا، يؤكد أن عمليات المرحلة الرابعة شارفت على الاكتمال، وأن التصعيد العسكري اليمني الأخير الذي استهدف قطعاً عسكرية تابعة للجانب الأميركي في البحر الأحمر، وكذلك سفناً تجارية في البحرَين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي، وصولاً إلى البحر المتوسط، مؤشر إلى الانتقال إلى مرحلة جديدة بأهداف جديدة وتكتيك مختلف وسقف مرتفع مقارنة بسابقاتها.وفي هذا الإطار، أكد الخبير العسكري، العقيد مجيب شمسان، لـ«الأخبار»، أن كل المؤشرات تفيد باقتراب المرحلة الخامسة لمعركة الإسناد التي تخوضها القوات المسلحة اليمنية منذ أواخر تشرين الأول. وأشار إلى امتلاك قوات صنعاء أسلحة استراتيجية لم تستخدم في المعركة بعد، معتبراً أن عمليات المراحل الأولى والثانية والثالثة كانت تحذيرية وحقّقت أهدافها بنجاح. كما أكد أن عمليات المرحلة الرابعة وضعت أميركا أمام واقع عسكري لم تكن تتوقعه، ووصف استمرار واشنطن في عمليات الإسناد لإسرائيل في البحر الأحمر وخليج عدن بأنه «معركة ضرورة» بعدما تعرّضت لضربات صادمة لها مثّلت انتكاسة لسمعة بحريّتها ومكانتها. وقال إن ما تم استخدامه في المرحلة الرابعة من أسلحة حديثة كان جزءاً من كل، لافتاً إلى أن الزورق الحربي المسيّر المحلي الصنع «طوفان 1» الذي يتميّز بسرعة وقوة تدمير كبيرتين، فرض معادلات جديدة في المعركة وأثار مخاوف في أوساط القطع الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر، بعدما تمكّن من إغراق السفينة اليونانية «توتور»، علماً أنه واحد من منظومة زوارق محلية الصنع تشمل «طوفان 2» و«طوفان 3»، لم تدخل حتى الآن المعركة بكل نسخها. وأعرب عن اعتقاده بأن هذه الأسلحة البحرية الحديثة سوف يكون لها أثر بالغ في استهداف سفن عسكرية معادية خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى امتلاك صنعاء صواريخ مجنّحة انزلاقية طويلة المدى قادرة على الوصول إلى مضيق هرمز.
الزوارق المسيّرة فرضت معادلات جديدة في المعركة
ميدانياً، لم تتوقف عمليات القوات اليمنية البحرية ضد القطع العسكرية الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن، بالتزامن مع توقف شبه كلي للسفن المتجهة نحو موانئ الكيان من البحر الأحمر، وتركّز العمليات ضد السفن التابعة لشركات ملاحية انتهكت قرار منع دخول السفن إلى الموانئ المحتلة الواقعة على المتوسط. ووفقاً لمصدر ملاحي في الحديدة، فإن اشتباكات بحرية جرت خلال الساعات الماضية في المنطقة الواقعة بين جزيرة حنيش الكبرى ومضيق باب المندب. وفي حين اعترفت «القيادة المركزية الأميركية»، في بيان أمس، بتعرض السفينة «ترانس وورلد نافيغيتور» لهجوم يشتبه أنه تم بطيران مسيّر من اليمن، وإبلاغ طاقمها عن وقوع إصابات طفيفة وأضرار فيها، لم يعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بالعمليات المشتركة بين قوات صنعاء والمقاومة العراقية والتي استهدفت ميناء حيفا. لكن مجلة «ماريتايم إكزيكيوتيف» المتخصصة في المجال البحري، تحدّثت عن استهداف يمني – عراقي مشترك للميناء المذكور. وقالت في تقرير إن «قناة تلفزيونية محلية في المدينة الساحلية أفادت عن إطلاق صاروخ دفاع جوي صباح الأحد».