استعدادات في (إسرائيل) على 4 مسارات بعد إعلان «هدنة غزة»
تجري الاستعدادات في (إسرائيل) على 4 مسارات لتنفيذ اتفاق مرتقب لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
فمن ناحية يستعد الجيش العدو الإسرائيلي لانسحاب تدريجي من قطاع غزة وتستعد مصلحة السجون لإطلاق أسرى فلسطينية وتستعد السلطات لنقل الرهائن من غزة إلى المستشفيات ويجري ما يسمي بـ “رئيس الوزراء الإسرائيلي” المجرم بنيامين نتنياهو مشاورات سياسية لضمان بقاء حكومته.
ويرجح أن يتم الإعلان عن التوصل إلى اتفاق في أي لحظة.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: “تنتظر (إسرائيل) ردًا نهائيًا من حركة حماس بشأن صفقة المختطفين التي تجري مفاوضات مكثفة حولها”.
وأضافت: “على مدار الليلة الماضية، استمرت النقاشات بين الجانبين، حيث يقود رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وفريقه اتصالات مباشرة مع الوفد الإسرائيلي الرفيع المتواجد في الدوحة. وتفيد التقارير بأن حماس لا تزال تدرس بعض شروط الاتفاق”.
وتابعت: “يشارك في المفاوضات مسؤولون كبار، من بينهم رئيس الموساد، رئيس الشاباك، واللواء نيتسان ألون، بالإضافة إلى مبعوث الرئيس الأمريكي جو بايدن، بريت ماكغورك، ومبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، ستيف ويتكوف”.
المسار العسكري
وعلى المسار العسكري، بدأ الجيش العدو الإسرائيلي بوضع الخطط للانسحاب التدريجي من قطاع غزة بموجب الاتفاق.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: “أفادت مصادر عسكرية إسرائيلية بأن قيادة الجنوب عقدت خلال الساعات الماضية سلسلة مناقشات وتقييمات للأوضاع بهدف التخطيط لانسحاب تدريجي من قطاع غزة”.
وأشارت إلى أنه “تأتي هذه التحضيرات رغم عدم صدور توجيهات رسمية من الحكومة أو توقيع أي اتفاق لوقف إطلاق النار حتى الآن”.
وقالت: “تهدف المناقشات إلى وضع خطة لإعادة انتشار الجيش حول القطاع، مع التركيز على الانسحاب التدريجي من المناطق الحيوية مثل ممر “نتساريم” في وسط القطاع ومحور “فيلادلفيا” على الحدود مع مصر”.
وأضافت: “شهدت الأشهر الأخيرة بناء سلسلة من المراكز والمواقع الأمنية، بالإضافة إلى تركيب بنى تحتية وأبراج اتصالات في منطقة ممر “نتساريم”، ووفقًا لتقديرات أمنية، فإن عملية الانسحاب من هذه المناطق قد تستغرق أسبوعًا تقريبًا”.
ونقلت عن مصدر أمني إسرائيلي إن “الجيش يعمل على إنشاء منطقة عازلة بطول الحدود مع القطاع، حيث تم تدمير مساحات واسعة بعرض كيلومتر واحد تقريبًا على امتداد 60 كيلومترًا من الحدود”.
وأضاف: “الانسحاب من الجانب الفلسطيني من معبر رفح قد يتم في غضون وقت قصير بعد توقيع الاتفاق”.
الأسرى الفلسطينيون
كما تجري مصلحة السجون الإسرائيلية استعدادات لإطلاق المئات من الأسرى الفلسطينيين من السجون بموجب الاتفاق.
وسيشمل الاتفاق أسرى محكومين بالسجن المؤبد وأحكام عالية وأطفال وكبار سن ونساء ومرضى فلسطينيين، وسيتم إطلاقهم على عدة دفعات مقابل اطلاق المحتجزين الإسرائيليين.
وشهدت مصلحة السجون الاسرائيلية خلال الأسابيع الأخيرة سلسلة من المناقشات والتقييمات الميدانية التي أفضت إلى تحديث الأوامر التنفيذية المتعلقة بعمليات إطلاق سراح السجناء الأمنيين الفلسطينيين، وفق هيئة البث الإسرائيلية.
وقالت: “تأتي هذه الخطوة بناءً على الدروس المستخلصة من صفقات سابقة، ولا سيما الصفقة التي نُفذت في نوفمبر/تشرين الثاني 2023”.
وأضافت: “حددت مصلحة السجون تحديين رئيسيين في هذا السياق: الأول وهو توقع حدوث اضطرابات في السجون نتيجة لهذه العمليات، والثاني هو احتفالات النصر بطرق متعددة، مثل رفع شعارات النصر على الحافلات التي تُقل السجناء الأمنيين المفرج عنهم”.
وذكرت في هذا السياق أن “مصلحة السجون ناقشت عدة حلول لمواجهة هذه التحديات، أبرزها، نشر وحدات خاصة: تفعيل وحدات “متسادا” و”نحشون” التابعة لمصلحة السجون لضمان السيطرة على أي اضطرابات محتملة”.
وقالت: “أما فيما يخص الحافلات التي ستقل هؤلاء السجناء المفرج عنهم فسيتم استخدام حافلات مزودة بزجاج مظلل لمنع رؤية السجناء من خارج الحافلات، بهدف تقليل مظاهر الاحتفالات”.
وأضافت: “تشير التقييمات إلى أن التحديات الحالية أكثر تعقيدًا مقارنة بالصفقات السابقة، ويرجع ذلك إلى الارتفاع الكبير في عدد السجناء الأمنيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية. حيث بلغ عددهم حاليًا 11 ألف سجين، وهو ضعف العدد الذي كان قبل اندلاع الحرب الأخيرة”.
الأسرى الإسرائيليون
كما تجري استعدادات في (إسرائيل) لنقل الأسرى الإسرائيليين من غزة بموجب الاتفاق.
وتشمل الاستعدادات ترتيبات مع الصليب الأحمر الدولي الذي سينقل المحتجزين من غزة إلى حدود القطاع ومنها عبر سيارات ومروحيات الى مستشفيات إسرائيلية.
وقد تم التنسيق مع مستشفيات إسرائيلية لاستقبال الأسرى فور خروجهم من غزة من أجل إجراء الفحوصات الطبية.
مصير حكومة نتنياهو
وبالتوازي، يكثف رئيس الوزراء الإسرائيلي اتصالاته مع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش من أجل ضمان اقتصار معارضتهما على التصويت دون الانسحاب من الحكومة.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن نتنياهو قدّم مقترحات مغرية لسموتريتش وبن غفير بهدف الحفاظ على استقرار حكومته ومنع انهيارها.
وقالت: “شملت العروض تعزيز مشاريع البناء في المستوطنات بالضفة الغربية، بالإضافة إلى تقوية التدابير الأمنية على طول خط التماس”.
وأضافت: “أبلغ نتنياهو في محادثاته بن غفير وسموتريتش بأن هذه الخطوات ستحسب لصالحهما سياسيًا، مما يمنحهما مزيدًا من الدعم في صفوف اليمين”.
وتابعت: “نتنياهو أوضح أنه في حال انسحاب بن غفير من الحكومة، فإن الإنجازات ستسجل باسم سموتريتش وحده، مما يمثل ضغطًا إضافيًا على بن غفير للبقاء”.
وأشارت إلى أن “رد بن غفير على هذه العروض برسالة واضحة إلى نتنياهو مفادها أنه حتى لو قرر الانسحاب من الحكومة، فإنه سيواصل دعمها من الخارج”.
وأجرى سموتريتش سلسلة من المشاورات مع مسؤولين أمنيين وحاخامات في محاولة لفهم المسار الصحيح الذي ينبغي اتخاذه.
وتشير التسريبات من حزبه إلى أنه يميل لاتخاذ الطريق الأسهل: التصويت ضد الصفقة مع البقاء في الحكومة، وهو خيار يتيح له “المعارضة الشكلية” دون تحمل تبعات سياسية كبيرة.
وقال سموتريتش على منصة “إكس”: “إننا نمر بوقت حاسم ومصيري بالنسبة لأمن ومستقبل ووجود دولة (إسرائيل)، وأنا يهمني شيء واحد أساسي فقط، وأنا أتعامل معه من كل قلبي وعطفي، وهو كيفية تحقيق الأهداف الكاملة للحرب، النصر الكامل، والتدمير الكامل لحماس عسكريا ومدنيا وعودة جميع المختطفين إلى الوطن”.
وأضاف: “بشكل طبيعي وصحيح في هذه اللحظات، أفعل هذه الأشياء بهدوء، في الغرف المغلقة، في محادثة جدية ومؤثرة ومتعمقة للغاية”.