استشهادُ القادة يعزِّزُ عزيمة المقاومة
براق المنبهي
استشهاد قادة بارزين في كتائب عز الدين القسام، وعلى رأسهم محمد الضيف، يُمثل حدثًا مفصليًّا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. فهو يُجسّد محاولة إسرائيلية لإضعاف المقاومة الفلسطينية، لكنه قد يُؤدي نتيجةً عكسيةً، مُحفزًا تصعيدًا جديدًا.
كما في قلب كُـلّ مُسلمٍ وكل مؤمنٍ، تتوارد المشاعر بين الخُسران والفخر بالشهداء الذين وقَفوا صُمودًا لا يُضاهى أمام الظلم والعدوان. اليوم، نُقدِّم تعازينا ومُواساتنا للإخوة المجاهدين في حركة حماس والقسام، ولأمّة فلسطين كلها، على استشهاد القادة الأبطال من كتائب عز الدين القسَّام، وعلى رأسهم الشهيد المجاهد مُحمد الضيف، رحمه الله.
مُحمد الضيف، الذي نال لقب “الرجل ذي التسع أرواح”؛ بسَببِ نجاته من تسع محاولات اغتيال، كان دائمًا رمزًا للعزم والتصميم. استشهاده جاء في ظروفٍ مليئة بالتحديات، حَيثُ كان يقود كتائب القسَّام بشجاعةٍ، مُواجهًا نار العدوّ بنار المقاومة. ليس هو وحده، بل كُـلّ من رفاقه الذين استُشهدوا معه، قدَّموا دروسًا عُظمى في الفِداء والتضحية.
الكثير مِن الحبر تم صرفه في تشويه صورة قادة حماس، حَيثُ يزعم العدوّ والمنافقون أن هؤلاء يعيشون في الرفاهية ويستخدمون المواطنين كدرعٍ بشرية. لكن استشهاد القائد مُحمد الضيف وزملائه يكشف عن الحقيقة: هؤلاء القادة هم في الواقع في قلب المعركة، يتحمَّلون أخطر المهام، ويشاركون في العمليات العسكرية المباشرة. هذا الاستشهاد يدحض الكذب من قبل، كما فعل يحيى السنوار وزملاؤه عندما ظهروا في مواجهة النار.
الدرس المستفاد من استشهاد هؤلاء القادة هو أن الجهاد والنضال الشريف لا ينتهي بإنهاء حياة قائد، بل يتجدَّد ويستمر من خلال أجيال جديدة. هذه القيادة تأتي بالإلهام والحماس لمزيد من المقاومين ليقفوا في الصف الأول. هي تثبت أن الشهادة ليست نهاية، بل بداية لمزيد من العزيمة والتحدي.
في هذه الأوقات، يجب أن نتذكَّر أن كُـلّ استشهاد هو ضربة للعدو وإيقاظ للأُمَّـة، يُثبت أن النضال لن يكون قد انتهى طالما هناك من يؤمن بهذه القضية الحية.