استراتيجية “قائد الثورة” تربك أمريكا وتسقط عقيدتها العسكرية من نافذة ادواتها “السعودية والامارات “
عين الحقيقة/ أحمد عايض أحمد
ايقن المحللين والخبراء العسكريين الامريكيين والصهاينة والاعراب في مجمل تحليلاتهم العسكرية أن الحرب العدوانية على اليمن المستمرة غيّرت الكثير من النظريات والعقائد العسكرية في العالم، كما أنها دفعت بالقوى الاستعمارية لإعادة النظر في حقيقة موازين الترسانة العسكرية المتطورة وسبل قياسها في مسارح الحرب، وهذا مااوجزه الاعلام الغربي في تقارير خاصة.
فـ «اليمن » الفقير المحاصر لم يفاجئ قادة تحالف الغزاة وعلى رأسهم قادة الجيش الامريكي في حجم ترسانة صواريخ اليمن وازدياد عددها وتنوعها ومدياتها ودقة تهديفها بل ذكاء استخدامها الزمني والجغرافي منحها افضيلة التفوق الاستراتيجي على سلاحي الجو البحر الغازي رغم قدم الصواريخ، فاجأهم أيضاً أسلوب مقاتلي الجيش واللجان القتالي وتمكنهم بكافة الجبهات الدفاعية والهجومية من تحقيق انتصارات وانجازات عسكرية اسطورية على كافة المستويات سواء المعنوي او العملياتي او الخططي او التكتيكي او النفسي او اللوجستي او الاستخباري وليس هذا بحسب، بل ادارة المعركة وفق حسابات عسكرية وجغرافية وزمنية دقيقة جدا لاتتوفر لدى قوات تحالف الغزاة رغم امتلاكهم لكافة الامكانات و الانظمة العسكرية الدفاعية والهجومية والتجسسية المتطورة جداً.
وبحسب تصريحات المسؤولين العسكريين الامريكيين وتعليقات الخبراء الاستراتيجيين في الكيان الصهيوني، تواجه جيوش الغزاة والمرتزقة أزمة عسكرية حقيقية في إستراتيجيتهم وتكتيكاتهم العسكرية نتيجة أسباب عدة أهمها:
1- اتكال القيادة الغازية والارتزاقية المفرط على سلاح الجو والبحر، ويعزو بعض الخبراء العسكريين ذلك لكون قادة الغزاة السعوديين والاماراتيين ومن معهم من قادة التحالف الغازي غير مهنيين ولامحترفين ولا يمتلكون ادنى خبرة او معلومة صحيحة عن من يقاتلون وكيف يقاتلون واين يقاتلون ومتى يقاتلون انها كارثة بمعنى الكلمة حسب وصفهم ادت الى نيل تحالف الغزاة هزائم تلو هزائم .
2- اضافة الى ذلك الاعتماد المطلق على سلاح الدبابات و المدرعات في المعارك البرية مع اعطاء دور ثانوي لسلاح المشاة، ومرد ذلك هو أيضا العقيدة العسكرية الغازية المستنسخة من العقائد الغربية وخصوصا الامريكية والتي تعطي أولوية لتقليص عدد الإصابات في جنودها وتحقيق نصر سريع عبر الحرب الخاطفة بعيدة المدى التي تعتمد على الحركة السريعة للدبابات و للمدرعات عبر وخلف خطوط الجيش واللجان تحت غطاء جوي ومدفعي ولكن هذه الاستراتيجية نالت الفشل وتكبد من طبقوها الهزيمة السوداء، وعلى ضوء اثبات ذلك فقد الجيشين السعودي والاماراتي مايقارب 60% من اسطول الدبابات والمدرعات المتطوره في غضون عامين فقط مما أجبر السعودية والامارات وخصوصا السعودية الى عقد صفقات تسليح جديدة.
3- افتقار الاستخبارات العسكرية الغازية لمعلومات دقيقة عن إمكانات «الجيش واللجان الشعبيه» ومراكز قيادتهم وكميّة أسلحتهم وتكتيكاتهم القتالية ومخازن أسلحتهم وذخائرهم، فأحد أكبر انجازات الجيش واللجان ، منذ بدء العدوان على اليمن ، هو منع الاستخبارات الغازية من اختراق صفوف الجيش واللجان من خلال شن حملات تطهير استخبارية شاملة استهدفت شبكات التجسس التي تعمل لصالح الغزاة والقضاء على 95% من قواعد العملاء لاجهزة الاستخبارات الغازية وهذه من اقسى االضربات التي ينالها الغزاة في تاريخهم العسكري والاستخباري.
4- تأثير الاتكال المتزايد على التكنولوجيا العسكرية على القدرات القتالية للمقاتلين ، خاصة عند فشل الدبابات والمدرعات في تحقيق تقدم ميداني على أرض المعركة خلال مواجهة خصم شرس وعنيد ومحترف مثل مقاتلي « الجيش واللجان الشعبية ».
كما أن الجيش السعودي والاماراتي لم يخوضا أي حروب برية ابدا وجنودهم وضباطهم اعتادوا على حياة الترف والأمان، كما أن الجيش السعودي والاماراتي يفتقرون اليوم للضباط والقادة المتمرسين في ادارة الحروب لان ابرز قادة الجيش السعودي والاماراتي تم تصفية المئات منهم من رتبة لواء الى عميد الى عقيد الى نقيب الى ملازم مما نشر الخوف والهلع والارتباك في وسط الجيشين السعودي والاماراتي ادى فقدان الثقة بانفسهم، اضافة الى ذلك معظم قادة المرتزقة العسكريين الكبار الذين اعتمدوا عليهم في ادارة المعارك تم تصفيتهم وخصوصا قادة الصف الاول والثاني والثالث ولم يتبقى سوى من يقطنون في الغرف المكيفة في مارب وعدن وخارج اليمن وهؤلاء غير مؤهلين لادارة اي معركة.
ان « الجيش واللجان» قام مقاتلوهم الابطال الغيارى الاشداء -رجال البأس الشديد بتحقيق انجازات عسكرية اسطورية ومهمة تمثلت بحسن قراءتهم للهجمات الغازية والارتزاقية البرية والتحضير لها باستمرار بشكل متميز ومحترف، فقد أثبت الجيش واللجان صمود مقاتليهم على الجبهات المتقدمة وأن القيادة العسكرية العليا والفرعية للجيش واللجان قد حسبت الأمور العسكرية بدقة متناهية وكانت النتائج الميدانية مبهرة للغاية فاجأت الغزاة والمرتزقة وكبدتهم خسائر بشرية والية كبيرة.
كما أن حسن ودهاء وذكاء واحترافية استخدام الصواريخ التكتيكية المضادة للدبابات والمدرعات ووضعها في نقاط استراتيجية مكنت المقاتلين البواسل من تدمير المدرعات والدبابات الغازية والارتزاقية بكميات كبيرة وشل حركتها مما منع الغزاة والمرتزقة من تحقيق اي انجاز عسكري مهم او احتلال مواقع عسكرية مهمة على الأرض تفرض سيطرة نارية على نطاق جغرافي واسع.
ايضا استخدام الصواريخ الباليستيه بكافة انواعه وفق حسابات عسكرية قالبة للموازين ومغيرة للحسابات ومؤثرة على مجريات الحرب بشكل كامل وهذه ايضا تعد احد ركائز الاستراتيجية الدفاعيه التي طرحها السيد القائد وفق ضوابط وقواعد دقيقة ومهمة جلبت الانجاز والنصر في كل ضربة صاروخية وهذه الجزئية الباليستية خلقت تفوق استراتيجي على سلاح الجو والبحر الغازي مما احدث جدل بين قادة الغزاة واعترفوا اعترافات صريحة بتأثير الصواريخ الباليستية اليمنية على مجريات المعركة وتحقيق نتائج لم يتوقعها احد.
عموما قرأ الامريكيون ان المعركة في اليمن غيرت نظريات وعقائد عسكرية كثيرة ولم يعد من المقبول النظر الى التكنولوجيا العسكرية المتطورة على انه سلاح يجلب النصر في اي معركة وان المقاتل وعقيدتة العسكرية والاستراتيجية التي يطبقها بحذافيرها هي الاساس والاصل لذلك معيار السلاح المتطور انه معيار يحقق نصر هذا امر انتهى بالنسبة لهم وان لازالوا مستمرين في هذا عبر وسائل الاعلام من أجل الحفاظ على مبيعات السلاح وحماية العقيدة والهيبة العسكرية الامريكية من السقوط ولكن الواقع العملي والعلمي يكشف ان الامريكيون اخذوا دروسا عسكريا قاسية من اليمن لن ينسوها وان الاستراتيجية الدفاعية اليمنية يجب ان تدرس بكافة تفاصيلها ومعرفة اسرارها وحيثياتها في معاهدهم ومراكزهم وكلياتهم العسكرية