اساليب الحرب النفسية للعدوان .. وسبل المواجهة
الحرب النفسية الإعلامية ـ الحرب النفسية السياسية ـ الحرب النفسية الاقتصادية ـ الحرب النفسية العسكرية ـ الحرب النفسية الجاسوسية .
هذه هي بعض الاساليب الحربية التي استخدمتها قوى العدوان ضد اليمنيين، وفي هذا التقرير سنتطرق إلى هذه الحروب، وكيفية مواجهتها.
تقرير / جميل مسفر الحاج
تعتبر الحرب النفسية أشد فتكا ودمارا من الأسلحة لأنها تستهدف العقول والأعصاب والمعنويات, وتحطيم الشعب والوطن والجبهة الداخلية بالجملة , وتفتيت الوحدة الوطنية في السلم , والحرب على السواء.
ولهذا عمد تحالف العدوان السعودي الأمريكي إلى استخدام اساليب متعددة في الحرب النفسية ضد اليمنيين من خلالِ بث الشائعاتِ والاكاذيبِ وصناعةِ الانتصاراتِ الوهمية في اغلبِ الجبهات، والتغطيةِ على الجرائمِ والمجازرِ التي يرتكبُها الطيرانُ السعودي الآمريكي بحق المدنيين، حيث استخدم العدوان كل الاساليب والطرق المتعلقة بالحرب النفسية والتي سنتطرق اليها بشكل مقتضب .
ومن اساليب قوى العدوان في الحرب النفسية استخدم نشر الإشاعات والدعاية عبر رش المنشورات التحذيرية على بعض المناطق التي تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية، ونشر الاخبار الكاذبة عبر عملائها في الداخل ومنها اشاعات بان مرتزقة العدوان على ابواب صنعاء وأن مسالة الحسم ودخول صنعاء ستتم خلال ساعات قلائل، وقد استمرت هذه الاشاعة وغيرها على مدا عامين، رغم طول المدة واعترافه بالفشل في تحقيق ذلك بين الحينة والاخرى .
* وإلى اليوم لأزالت قوى العدوان تمارس استخدام الحرب النفسية الإعلامية عبر التظليل في وسائل إعلامها، كبث تقارير ملفقة وفبركات إعلامية لمراسليها الوهمين داخل استديو هاتها المتطورة، بتواجدهم في مناطق يسيطر عليها الجيش واللجان الشعبية، فتارة يحزون تقدماً في جبهة ميدي وتارة يذهبون بتظليلهم إلى السيطرة على مناطق في صعدة، وذلك بغرض الهروب من الهزائم وصرف الانظار عن الانتصارات والتقدمات التي يحرزها الجيش واللجان الشعبية داخل المناطق السعودية، وللتعويض عقده النقص والشعور بالعجز، واليأس والإحباط، ولرفع معنويات مرتزقتهم في الجبهات الاخرى، بالإضافة إلى تدمير الروح المعنوية للجيش واللجان الشعبية، وزرع نفسية مهزومة لدي الشعب اليمني.
* كما استخدم العدوان الحرب النفسية السياسية وهي أيضاً حرب أشد خطورة من الحرب الإعلامية هدفت إلى عزل اللجنة الثورية والمجلس السياسي الأعلى سياسياً، حيث سعت إلى قلب الواقع أمام الراي العالمي بان الثورة الشعبية ليست سوى انقلاب على السلطة التي تسميها بالشرعية، من خلال تهديد واجبار البعثات الدبلوماسية على مغادرة العاصمة صنعاء .
* كما لجاءت قوى العدوان إلى استخدام حرب نفسية اقتصادية من خلال اللعب بالورقة الاقتصادية، التي تمس قوت المواطن اليمني، وذلك بتجميد الارصدة لدولة في البنوك الخارجية، ونقل البنك المركزي اليمني من صنعاء إلى عدن، وايقاف التعاملات الخارجية مع بنك صنعاء، وارسال ايرادات القطاعات الانتاجية وايرادات المحافظات التي تحت الاحتلال إلى بنك عدن، وفرض حصار برى وبحرى وجوى على الموانئ البرية والبحرية والجوية اليمنية .
* وخلال فترة العدوان على اليمن عملت قوى العدوان استخدام الحرب النفسية العسكرية وذلك بممارسة حرب نفسية بتوجيه ضربة عسكرية خاطفة ، وكانت البداية من اليوم الاول للعدوان والتي استخدمه فيه الضربة الخاطفة والمفاجأة، وذلك بش عدوان مفاجئ وغير متوقع وضرب القواعد والمعسكرات والمطارات والمقرات الحكومة، حيث كانت تتوقع الحسم العسكري خلال اسابيع الا أن توقعات قوى العدوان باءت بالفشل ولم يتحقق منها 1%، وخلال فترة العدوان استخدمت مسميات لعمليات عسكرية لتهويل ، كاسم عملية السهم الذهبي في معركة الساحل الغربي وغيرها من المسميات التي كانت تهدف منها إلى رفع معنويات الغزاة ومرتزقتهم ، وخلق حالة من الخوف في أوساط الجيش واللجان الشعبية والمجتمع اليمني، الا أن تلك الاساليب والجهود التي بذلها العدو خابت أمام قوة الايمان والتوكل على الله التي يتحلى بها مجاهدو الجيش واللجان ومن خلفهم الشعب اليمني الأبي.
* وتعتمد قوى العدوان خصوصاً في هذه الفترة على اسلوب الحرب النفسية الجاسوسية وهو ما يعرف بالطابور الخامس والذي يعمل بث الاشاعات في أوساط المجتمع اليمني والمكونات السياسية الوطنية المناهضة للعدوان، واختلاق مشاكل ثانوية لصرف المجتمع عن القضية المركزية وهي مواجهة العدوان، والعمل على ايجاد انقسامات في الصف الوطني، وذلك بإيعاز من قوى العدوان، وهنا يجب التنبه إلى هذه الحرب القذرة ومواجهتها بكل الوسائل من جميع مكونات الشعب اليمني.
*******
وفي الختام .. نلاحظ أن العدوان السعودي الأمريكي عمل على استخدام اساليب متعددة للحرب النفسية، ومع ذلك فقد تحطمت أماله فيما ستنتج عن الحرب النفسية، وذلك أمام العقيدة الجهادية التي يتحلى بها مجاهدي الجيش واللجان الشعبية المتوكل على الله والواثق بالوعد والنصر الالهي ، ناهيك عن الصمود العظيم للشعب اليمني أمام لضغوطات ومحاولات قوى العدوان لإخضاعه وإجباره على الاستسلام .
ومع ذلك لا تزال قوى العدوان تعمل على استخدام اساليب الحرب النفسية، وهذا ما نلاحظه من خلال محاولاتهم لشق الصف الداخلي بين المكونات الوطنية الواقفة ضد العدوان، بهدف تفكيك الجبهة الداخلية لتكون سهلة الاختراق، ولجعل الشعب يحارب نفسه بنفسه، ويدمر وطنه نيابة عن العدو .
ومن هنا يجب على كل اليمنيين الاحرار بما فيهم المكونات الوطنية المواجهة للعدوان السعودي الأمريكي التنبه والحذر والوقوف ضد اساليب الحرب النفسية التي تعمل بها قوى العدوان والتي تهدف والوقوف ضد اساليب الحرب النفسية التي تعمل بها قوى العدوان والتي تهدف إلى شق الصف الداخلي وتفكيك الجبهة الداخلية، وغرس الروحية المهزومة لدي الجيش واللجان والشعب اليمني، والاساءة إلى الجيش واللجان الشعبية والتقليل من شانهم ومن دورهم العظيم في الدفاع عن الدين والوطن.
ويمكن تلخيص الاجراءات الواجب اتخاذها لمواجهة الحرب النفسية التي تشنها قوى العدوان، وذلك بتكثيف عمليه التوعية وترسيخ الثقافة القرآنية والايمانية وغرس الروح الجهادية للجيش واللجان الشعبية وفي الوسط الشعبي، واطلاعهم بكل الانتصارات في مختلف الجبهات عبر الصحافة الورقية والإذاعات والوسائل الاخرى المتاحة، وبهذا تتكون لديهم حصانة ضد الاشاعات التي تنشرها قوى العدوان.
وايجاد معالجات اقتصادية ولو جزئية لتخفيف الضغط على المواطنين، والعمل على اعداد قادة عسكريين ومدنيين اكفاء ووطنين لشغل القطاعات الرئيسية، واستبعاد الفاشلين والانتهازيين والمؤيدين للعدوان من شغل المناصب نهائيا، وكشف قضايا الفساد ومحاسبة المفسدين، وعدم حمايتهم والتستر عليهم من أي مكون سياسي، وأنشاء فريق إعلامي تربطه استراتيجية واضحة تحت قيادة واحدة في شبكات التواصل الاجتماعي الفيس بوك، تويتر… لتفنيد الصور المزيفة ووضع الصورة الحقيقية كون جبهة التواصل الاجتماعي مؤثرة بشكل كبير على قوة وتماسك الجبهة الداخلية وفي التأثير على الرأي العام العالمي الرسمي منه والجماهيري.
ومن الضروري قبل ما سبق ذكرة تفعيل قانون الطوارئ، والذي كان من المفترض تفعيلة منذ بداء العدوان على اليمن، وهو أجراء تلجئ اليه كل الدول في حالة الحروب والازمات .