اجتماع جدة .. بين صلف الهدف الأمريكي وخجل تبريرات عرب التطبيع
Share
قال قائل تعليقا على اجتماع جدة الذي انفض الان:” عرب لم تجمعهم لا اخوتهم ولا دينهم ولا عروبتهم ولا ثقافتهم ولا تاريخهم ولا جغرافيتهم ولا فشلهم ولا خيبتهم.. ولكن جمعهم بايدن في السعودية”.
قدم كل زعيم عربي من زعماء الأنظمة العربية الذين أجتمع بهم الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم في مدينة جدة السعودية، هدفا ما لتبرير مشاركته في الاجتماع، إلا ان جميع تلك الأهداف تناقضت بالكامل مع الهدف الذي قدمته أمريكا من وراء هذا الاجتماع وهو، “دمج إسرائيل ضمن محور جديد ضد إيران”.
لم يضيع بايدن، كباقي الزعماء العرب وقت الاجتماع، في التطرق لقضايا فرعية وثانوية للتغطية على هدف المؤتمر الحقيقي، فقد دخل فورا في صلب الموضوع، عندما اكد امام زعماء دول مجلس تعاون الخليج الفارسي والعراق والأردن ومصر :” سنعزز الدفاعات الجوية والإنذار المبكر لمواجهة التهديدات الجوية، ولن نسمح لإيران أبدا بالحصول على سلاح نووي، ولن نترك فراغا في المنطقة لصالح روسيا والصين وإيران”.
يبدو ان بايدن سمع ما يطربه من الزعماء العرب الذين جاؤوا الى جدة لتحقيق ما يصبو اليه، إلا انه كان اكثر طربا لسماع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وهو يعلن ان السعودية ستزيد قدرتها الإنتاجية الى 13 مليون برميل يوميا.
لا هدف من زيارة بايدن للمنطقة واجتماعه بالزعماء العرب التسعة، إلا نفط السعودية، وأمن “إسرائيل”، حتى ضحى بأمن الدول العربية، وتوريط العرب في حروب ضد الدول التي تعتبرها أمريكا معادية وتحاول ان تبقى أمريكا “قوية وآمنة”.
كان الامر سيكون مؤلما جدا لو اُسدل الستار على المشهد العربي وهو بهذا البؤس والذلة، الا ان الصوت الإسلامي والعربي الأصيل القادم من يمن الشموخ والكرمة والعزة والكبرياء، جعل جذوة الامل مشتعلة في قلوب أبناء الامة، وذلك عندما خاطب محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، المشاركين في اجتماع جدة قائلا:” قرروا ما شئتم فقرارنا بأيدينا وانتم تعلمون ذلك”، وبذلك أثبت الشعب اليمني ان هناك من العرب من لا يعير ادني اهتمام لا بأمريكا ولا ببايدن، ولا يتوسل اللقاء بالأمريكيين، ويرفض استدعاءه كلما طلبت أمريكا ذلك.
كلام الحوثي جاء تعليقا على محاولات بايدن الظهور بمظهر الحريص على السلام في اليمن عبر تأكيده على تمديد الهدنة في اليمن، فالشعب اليمني لم يعد يرضى بغير سلام حقيقي في اليمن، ووقف شامل للعدوان والحصار، ولا يعنيه متاجرة بايدن وابتزازه للسعودية، لدفعها للانخراط في المشروع الأمريكي الذي يهدف إلى إقامة نظام إقليمي يتربع على هرمه الكيان الإسرائيلي، فهذا أمر يخص القيادة السعودية.