إهانات ترامب واعترافُ بن سلمان بدفع الجزية…بقلم /محمد الخبيتي
رَدُّ محمد بن سلمان على إهانات ترامب كان تصالحياً وغير مقنع. فقد دافع عن حقّ ترامب في قول أشياءَ سيئة عن والده؛ بحُجَّةِ أنه يعبّر عن رأيه الموجهة للداخل الأمريكي بعكس كندا التي اعتبر تدخُّلَها بمثابة إعطاء أمر للسعوديّة، مضيفاً أنه لا يمكن أن يحظى بصديق يقول عنه أشياءَ جيدة 100% وأنه في حال قال أشياءَ سيئة فإنّ ذلك لا يعدو عن كونه نابعاً من سوء الفهم. كما أنه امتدح ترامب وأشاد بتطور العلاقة في عهده ولم ينسَ مهاجمةَ غريمه أوباما محملاً إياه تراجع العلاقة في عهده، في محاولةٍ مكشوفةٍ لاستعطاف ترامب.
دفاعُ بن سلمان عن كرامته بتأكيده أَكْثَــر من مرة على أن أمريكا لا تعطي السعوديّة سلاحاً بالمجان وَأن السعوديّة تدفع قيمته لم يكن في محله؛ لأنَّنا لم نتهم ترامب بدفع الجزية لبن سلمان وإنما العكس هو الصحيح، وهذا بمثابة اعتراف لا إرادي من بن سلمان بدفعه الجزيةَ عبر عقد صفقات شراء أسلحة لا يحتاجُها وبأسعار باهظة؛ بهدف إقناع الرأي العام الأمريكي بأنه يدفع ما عليه من جزية تحت غطاء صفقات السلاح وأنها بلغت 400 مليار دولار في آخر صفقة، محقّــقة الكثير من الوظائف في أمريكا، حسب وصفه.
كما أن اعترافَ بن سلمان بتلبية طلب ترامب برفع إنتاج النفط لتغطية النقص المتوقع لتدفق النفط الإيراني للأسواق؛ بسببِ الحصار وتأكيده أنه قد قام بتعويض نقص البرميل الواحد من النفط الإيراني ببرميلين من النفط السعوديّ هو بمثابة اعترافٍ بانصياعه لتهديدات ترامب.
كان يُفترَضُ ببن سلمان أن يُشيرَ إلى إمْكَـانية قيام السعوديّة بمراجعة سياساتها وذلك بتصحيح علاقاتها مع جيرانها ولو بالتلميح، ولكنه أصر عل تكرار نفس الخِطاب العدائي تجاه جيرانه بتأكيد عدم سماحه لقيام حزب الله جديد في شبه الجزيرة، وهذا يضاعِفُ حاجةَ السعوديّة للحِماية الأمريكية مستقبلاً ويعرِّضُها للمزيد من الابتزاز والإهانة.