إمعان تحالف العدوان في إفشال الوساطات ..إصرار على تجويع اليمنيين لتحقيق أجنداته
Share
عضو المجلس السياسي النعيمي: المعركة المقبلة ستختلف كلياً في الأسلحة ونطاقها الجغرافي وفي تأثيراتها الاقتصادية
جمال عامر: السعودية نجحت في الملف الخارجي وتفشل في الملف اليمني لعدم قدرتها على مغادرة المربع السابق
السفير العماد: لعبة الوقت أصبحت مكشوفة وصنعاء جاهزة للخيارات التي لا تسمح للشعب بأن يموت جوعاً
وقت ضيق للغاية وحرج تمر به مرحلة خفض التصعيد في اليمن، وتمر به الوساطة العمانية التي تقر بموقف صنعاء المحق تجاه الملفات الإنسانية وعدم القدرة على الصبر أكثر، فالأزمة الإنسانية كبيرة والبنود المتفق بشأنها على مدى عام من التفاوض إنسانية بحتة تتصل جميعها بتخفيف وقع الأزمة الإنسانية في اليمن وحقوق إنسانية لا يجوز اتخاذها ورقة عسكرية كملف المطار والميناء والرواتب . تحذيرات السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي لتحالف العدوان وخاصة الدول الإقليمية كانت أشد وضوحاً ضمن تحذيرات المتتالية لإقامة الحجة بشأن الالتزام بما اتفق عليه إنسانياً، وترك المماطلة والمراوغة وكسب الوقت والرهان على تفكيك الجبهة الداخلية وإثارة الفتن الداخلية . كانت القيادة اليمنية واضحة لجهة الإشارة إلى مدى القوة التي باتت تقف عليها صنعاء وستجعل من المعركة القادمة متى نشبت مدمرة لدول التحالف الإقليمية، ومؤذية للعالم الذي لا يتحمل مزيدا من الأزمات خاصة على ضفاف الممر الملاحي الهام باب المندب والبحر الأحمر. وفي ظل وضع كهذا، إلى أين ستؤول نتائج وساطة الساعات الأخيرة إن صح التعبير لمنع انهيار خفض التصعيد، نناقش الوضع مع مسؤولين حكوميين ودبلوماسيين ومتابعين إعلاميين . اختبار الجدية محمد صالح النعيمي – عضو المجلس السياسي الأعلى – يقول: الوساطة الأخيرة للشقيقة عمان تختلف عن سابقاتها، خلال الزيارات السابقة كان الوقت لا يزال متاحا أمام الأخذ والرد والنقاشات وبناء الثقة، بعد عام ويزيد من وضع اللاسلم واللاحرب أصبحت الأمور واضحة بما فيه الكفاية وبالتالي فجدية الطرف الآخر باتت على المحك، وهذا ما ستبينه نتائج الوساطة العمانية الأخيرة . الوضع الحالي يندرج اليوم ضمن معادلة بسيطة وهي تنفيذ ما أتفق عليه إنسانيا أو العودة إلى نقطة الصفر، ومن أوصل الوضع إلى هذا المستوى ومن التأزيم هو العدو بمماطلته في ملفات إنسانية الاستمرار فيها كحصار المطار وقطع الرواتب وحصار الميناء جرائم ضد الإنسانية تطال حياة ثلاثين مليونا من البشر . العدو أراد كسب الوقت والمراوغة ولكن على حساب حقوق الشعب اليمن واستمرار معاناته عبر استمرار فرض الحصار، وهو مسار أسوأ بالنسبة إلينا من المسار العسكري، وضع اللاسلم واللاحرب هو وضع لا يلائم الشعب اليمني ولا يلائم أي مجتمع بشري مع استمرار فرض الحصار . وبرأيي إن العدوان سيندم على عدم استيعابه تحذيرات السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله، والاستمرار في المماطلة والمراوغة للخروج من الميدان اليمني والاستمرار في الحرب الاقتصادية والحصار على الشعب اليمني . فشلُ العدوان في تفادي انهيار خفض التصعيد سيعني العودة إلى الوضع قبل الهدنة الأممية، تحذيرات السيد كانت واضحة للغاية في ذكرى الإمام زيد عليه السلام، ولذا نشطت الوساطة من جديد لكن الأهم منها وجود جديد وجدية لدى تحالف العدوان في تنفيذ الاستحقاقات والمطالب الإنسانية التي لم تتغير من جانب صنعاء . معركة مختلفة تماما يؤكد النعيمي أن الشعب اليمني أكثر وعياً وأشد تمسكاً بحقوقه مقارنة باللحظة التي شن فيها العدوان قبل تسع سنوات ولحظة الهدنة في أبريل 2022م . ويقول : المعركة القادمة اذا ما نشبت فلن تكون محصورة على ميدان بعينه، بل ستمتد ميادينها إلى البحر والجو والبر، وستدخلها أسلحة وستكون هناك مفاجئات جدية لم يعهدها العدوان خلال مواجهات السنوات الماضية . المعركة المقبلة ستختلف كليا في الأسلحة التي ستدخلها وفي نطاقها الجغرافي وفي تأثيراتها الاقتصادية لن تستثني أمريكا وأوروبا، وستأتي على حصة كبيرة من الإنتاج النفطي وستزيد من أزمة العالم مع بقاء الأزمة الأوكرانية مشتعلة. اليمن يتمتع اليوم بقيادة حكيمة يوليها الشعب ثقة عظيمة وهي أمينة على حقوق الشعب اليمني وسيادته وتضحياته، ولا يظنن العدو انه سيرى نفسا طويلا في السياسة كما وجد في ميدان الحرب، الأمر مختلف تماما . الوقت للتنفيذ فقط السفير د. أحمد العماد – عميد المعهد الدبلوماسي: المؤكد أن الوقت لم يعد مفتوحا أمام المفاوضات، البدء بصرف الرواتب بشكل فعلي وفتح المطار إلى وجهات عدة وفتح الميناء دون قيود، هو ما يقف أمام الطرف الآخر والوفد العماني الوسيط سمع الرسالة اليمنية واضحة بأن الملف الإنساني قتلت بنوده بحثا وتفصيلا على مدى عام ونصف بالتالي فالمرحلة هي للتنفيذ وليس لإعادة المناقشة، مسألة الحل السياسي قضايا تأتي في المرحلة الثانية من التفاوض وبعد الاستقرار الإنساني . الوفد العماني يظهر تفاؤلاً خلال زيارته وانه يمكن إحداث اختراق في وتحقيق السلام اليمني، لكن ندرك أن الأمر ليس بيد الوسيط العماني، ولذا فقد حمل من القيادة في صنعاء واضحة وحاسمة بأن الملف الإنساني أشبع بحثا ونقاشا ولم يعد من بد للتنفيذ بما جرى الاتفاق عليه . فمثلاً مسألة الرواتب نوقشت من كل جوانبها مسألة الإيرادات من أين تأتي وإلى أي حساب تدخل وكيف تصرف، جميع ذلك نوقش بلغة الأرقام وليس تقديرات تحتاج إلى أطروحات جديدة . الرسالة التي سمعها الوفد العماني بأن الوقت اصبح قصير لتنفيذ الاستحقاقات، قتلت الملفات الإنسانية بحثا ولم يعد هناك أي تعقيد، ونحن الآن نتحدث عن الاستحقاقات الإنسانية التي لا يوجد حولها أي خلاف ولا قرار دولي ولا تعقيد من أي نوع، فقط تحتاج الجدية للتنفيذ من جانب التحالف . ويضيف: في الخلاصة لعبة الوقت أصبحت مكشوفة والقيادة جاهزة للخيارات التي لا تسمح للشعب بأن يموت جوعا أبدا، الموت في المعارك أشرف لنا كشعب يمني بدلا من الذل الذي يراد أن يفرض علينا من خلال المماطلة، وعلى التحالف أن يدرك ذلك والرسالة باتت واضحة من جانب صنعاء هي فقط كما قلت تقيم الحُجة الأخيرة . العقلية السعودية جمال عامر – رئيس تحرير جريدة الوسط: في الحقيقة لا شيء تغير في الموقف اليمني، ذات القضايا طرحت، وهذه القضايا تعبر عن مبادئ وليست مواقف تتغير يمكن أن تقدم تنازل في بعض وتبقى على بعض آخر، القضايا المطروحة من جانب صنعاء هي مبادئ يمنية قدم من أجلها آلاف الشهداء ودفعت اليمن من أجلها بنية تحتية دمرت واقتصاد دمر، وبالتالي تأتي في لحظة لتتحول السعودية إلى من قائد حرب إلى وسيط هذه قضية . القضية الثانية وهي محورية في ملف التفاوض، السعودية مستعدة لدفع أي مبلغ تحت الطاولة، وأن تعيد إعمار ولكن وفق مخارج تعفيا من مسائل المتابعة القانونية وإسقاط جرائم الحرب عنها ومقابل أن تبيض صفحتها، ولذا ما جرى من تفاوض وزيارات أتى بالدرجة الأولى تقديرا لعمان والموقف العماني مقدر داخليا وشكور لدى الشعب اليمني، وما يميز الزيارة الأخيرة للوفد العماني إلى صنعاء انه كان خلاله تحديد موقف من قبل القيادة اليمنية، ربما تعتبر الآن هذه الفرصة الأخير وانه يمكننا وصف الوضع انه طفح الكيل لدى القيادة في صنعاء جراء مماطلة الطرف السعودي . السعودية للأسف كانت تراهن على انفلات الأوضاع داخل اليمن، وضع اللاسلم واللاحرب يمثل عاملاُ مريحاً للسعودية، انقسامات، الجنوب يتشظى. نحن في مرحلة نتحدث عن السلام، والرياض تعمل على تجنيد ألوية فقط بين الضالع وقعطبة 14 لواء عسكرياً من القاعدة والسلفيين، وبالتالي هل توجد أرضية للسلام وفقا للميدان، حقيقة لا نرى واضعا مؤاتيا للسلام من جانب التحالف، على الأقل أنا لا استطيع أن أقدم نوع من التفاهمات في ظل وضع كهذا تحسيد وتقسيم اليمن، وضع تعمل السعودية لضرب صنعاء بالقوة الناعمة . أستطيع القول أن السعودية نجحت في الملف الخارجي، ولكن في الملف اليمني فالسعودية تفشل لعدم قدرتها على مغادرة المربع السابق، ما يحيط بابن سلمان فريق من الاقتصاديين وبالتالي هذا أحد أسباب عدم فهم القيادة السعودية للوضع الجديد وانه لم يعد من الممكن الهيمنة على اليمن وفقا للوضع السابق، أو تغادر المربع السابق في التعاطي مع اليمن . أعتقد أن القيادة في صنعاء بلغت مرحلة إسقاط الحجة، وأنت تتعامل وفق مؤشرات الطرف الآخر، وهذه المؤشرات تقول اليوم أنها تريد الانسحاب في اليمن ودفع اليمنيين إلى التقاتل فيما بينهم، وهذا ليس موجودا . كان من الممكن التوصل إلى اتفاق بعد سنوات قليلة من الحرب ولكن وفقا لمفاهيم تخلّ عن بحارك تخلّ عن الجنوب تخلّ عن السيادة، وهذا الآن هو المشكلة الحقيقية هل ستقبل السعودية بهذه المساحة، أنا لا أعتقد وبالتالي أنا أرى الوضع ماضياً نحو التصعيد وليس العكس . الدور الأمريكي ويضيف عامر: الدور الأمريكي هو دور معرقل للتوجه السعودي لأنه ليس من مصلحة أمريكا أن تستقل عنها السعودية، الأخيرة قطعت شوطا مع ايران وهذا أزعج الأمريكان بشكل كبير، تبقى للسعوديين الملف اليمني لو استطاع ابن سلمان أن يتجاوز الأمريكان، «ولو هو ذكي يتجاوزه ويعترف بالأمر الواقع”، وبالتالي عمل الأمريكيين وتصريحاته هي باحثة عن دور وعن إعادة للدور، وأعتقد الآن أنه غير موجود .