إقامة القسط مسؤولية المؤمنين والتفريط فيها يؤدي إلى عواقب سيئة جداً
إقامة القسط مسؤولية المؤمنين والتفريط فيها يؤدي إلى عواقب سيئة جداً
دين الله سبحانه وتعالى هو دين يعتبر عملياً، دين عملي ليس فقط مجرد توجيهات؛ لأن الله سبحانه وتعالى كما قال عن نفسه: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ}(آل عمران: من الآية18) قائماً بالقسط ليس فقط أن تقول: مفتياً أو مخبراً، {قَائِماً بِالْقِسْطِ} لأن هذا الدين هو دين للحياة فيجب أن تكون مسيرة الحياة قائمة على أساس توجيهاته وتشريعاته وهدايته؛ ولأن المؤمنين هم جنود الله، المؤمنون هم جنود الله ومعنى أنهم مؤمنون: أنهم مؤمنون بالله، مؤمنون بهداه، بتشريعاته، مؤمنون بما يريد أن يكونوا عليه، ما يريد منهم وكيف يفهمون هذا الدين أنه دين عملي فكما قال عن نفسه سبحانه: أنه قائم بالقسط كذلك أمر المؤمنين أن يكونوا أيضاً قائمين بالقسط: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ}(النساء: من الآية135) قوامين: تعملون لإقامة القسط، القسط عبارة شاملة: إنزال كل شيء في مكانه قد تكون هذه العبارة أشمل من كلمة عدل، أشمل من كلمة عدل، وإن كانت تفسر في كثير من المواضع هي تفسر بأن معنى القسط هو: العدل.
فهذا يعتبر أمراً صريحاً وأمراً يقدم في غاية الأهمية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ}(النساء: من الآية135) فيجب على المؤمنين في البداية: أن يفهموا بأن الطرف – في هذه الأرض – المعني بإقامة القسط هم المؤمنون لا يكونون منتظرين أن هناك أطرافاً أخرى هي التي تقوم بالقسط، منتظرين لأمريكا لتقيم القسط، أو منتظرين لإسرائيل، أو لأوروبا، أو لأي أطراف أخرى!! إقامة القسط مسؤولية ملقاة على عاتق المؤمنين والتفريط فيها يؤدي إلى عواقب سيئة جداً على المؤمنين.