إقامة القسط .. دلالته ومعناه الشامل
إقامة القسط .. دلالته ومعناه الشامل
{شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً}(النساء: من الآية135) فإن إقامة القسط على أيدي المؤمنين هو يمثل شهادة لله سبحانه وتعالى بأنه قائم بالقسط قال سابقاً: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ}(آل عمران: من الآية18) لأن إقامة المؤمنين للقسط إنما يعني ماذا؟ إنزال تشريعه، تطبيق تشريعه، تطبيق توجيهاته، تطبيق هداه؛ ليتجلى في واقع الحياة ليتجلى فعلاً القسط وأن الله قائم بالقسط، وأن تدبيره وتشريعه وهداه كله إقامة للقسط … تفسر هنا عادة بمعنى: أداء الشهادة [أشهد لله إن كذا.. كذا..] ولو على نفسك أو والديك.. إلى آخره..! أداء الشهادة أداء الشهادة هو لإقامة القسط، أداء الشهادة عندما تكون شهادة حق هي واحدة من القضايا التي يعتبر أداؤها إقامة للقسط لكن ما تعنيه الآية بشكل أكثر هو: أن يفهم الناس أنهم بإقامة القسط يمثلون شهادة لله أنه قائم بالقسط. عندما يقول الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ} بالتأكيد أنه أمر أن يعملوا ويوفروا كل ما لا بد منه في أن يكونوا قوامين بالقسط وقد وجه في آيات أخرى كثيرة: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(آل عمران:104) وجه الطريقة بشكل متكامل؛ لأنه سبحانه وتعالى عندما يوجه لا تكون القضايا هكذا مفتوحة، يبين للناس كيف تكون طريقهم من أجل أن يكونوا بالشكل الذي يمكنهم من إقامة القسط، داخل آيات القرآن الكريم يتطلب إقامة القسط: وحدة الكلمة، يتطلب إقامة القسط: الإخلاص لله، الالتزام بهدي الله، العمل بكتابه، الإيمان به وملائكته وكتبه ورسله – كما سيأتي بعد – الإيمان باليوم الآخر وفي نفس الوقت في مجال أن يكونوا قوامين بالقسط هو وعد سبحانه وتعالى أنه سيؤيد الناس ويعين الناس {وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ}(هود: من الآية123) {وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ}(آل عمران: من الآية109) {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ}(آل عمران: من الآية160) {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}(محمد: من الآية7) وهكذا آيات كثيرة.