إغراق اليمن بكل ما يقتل.. التهريب الجبهة الخفية التي فشل فيها تحالف العدوان
عن طريق التهريب يحاول تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي إغراق اليمن بكل بما يقتل ويُدخل إليه الداء والسموم، والمخدرات، مركزا على الأدوية مستغلا عدم معرفة الكثير بمخاطرها، وبهذا الصدد تحقق وحدة مكافحة التهريب بوزارة الداخلية إنجازات ونجاحات حاسمة أفشلت حربا حقيقية يديرها التحالف من وراء الستار، وتستهدف حياة المواطن واقتصاده.
“التهريب آفة خطيرة ينموا على حساب صحة الناس واقتصادهم”، والمهربون بإيعاز من تحالف العدوان يسعون لإدخال مختلف البضائع المهربة والمواد المحظورة، من المناطق التي يسيطر عليها الاحتلال ومرتزقته، إلى المناطق والمحافظات الحرة، عبر العديد من المنافذ البرية، وفي مواجهة ذلك ينتشر رجال وحدة مكافحة التهريب في كل المحافظات الحرة، ليشكلوا سداً منيعاً أمام هذه الجرائم.
الناطق الرسمي لوزارة الداخلية العميد عبدالخالق العجري في حديث لبرنامج “الحراس” أوضح أن الإدارة العامة لمكافحة التهريب بالاشتراك مع الكثير من الوحدات في وزارة الداخلية حمت عن اليمن كما حمت عنه جبهات العزة وجبهات الصمود، “فجبهة مكافحة التهريب لا تختلف عن جبهة عن تلك الجبهات فالعدو حاول أن يغرق اليمن بكل بما يقتل ويدخل إليه الداء والسموم، والمخدرات، مشيدا بما تحقق في هذا المجال حمايةً لليمن”، موضحا أن “التهريب لا تنحصر خطورته في مجال واحد فخطورته تمتد إلى أرواح الناس والاقتصاد الوطني”.
فريق برنامج “الحراس”، في حلقته ليوم السبت الموافق 17 صفر 1445هـ الموافق 2 سبتمبر 2013، نزل إلى محافظة تعز، المتاخمة لمناطق سيطرة العدوان، والتي تعد من أكثر المعابر التي يتم فيها احباط عمليات المهربين، وكشف قائد وحدة مكافحة التهريب في المحافظة المقدم علي عامر في تصريح للبرنامج أنه تم خلال العام الفائت 1444هـ ضبط مواد مهربة متنوعة على متن 11 ألف و934 وسيلة نقل.
وخلال نزول كاميرا البرنامج لعدة منافذ ونقاط التفتيش في المحافظة، منها حيفان المنفذ الشرقي، والقبيطة، والراهدة، التقت مع رجال مكافحة التهريب الذين بينوا أن أكثر ما يتم تهيبه هي “الأدوية بدرجة أولى” والمعدات الطبية يليها الخمور والمخدرات والحشيش بمختلف أنواعها، والمبيدات المحضورة والممنوعة والعملة المزورة وكذلك بضائع منتهية وغيرها مما يتم محاولة إدخاله من مناطق سيطرة العدوان إلى المحافظات الحرة.
وعُرضت خلال الحلقة مشاهد لطرق ووسائل إخفاء المهربات في وسائل النقل ومنها أماكن ومخابئ سرية في هياكل السيارات والأبواب والكراسي وفي العجلات الاحتياط للسيارات، وجوار المحركات، وفي خزانا الوقود، وخزانات المياه، وفي أسطوانات الغاز.. وغيرها، وكذلك الدرجات النارية.
ونتيجة لجهود رجال وحدة التهريب فقد لجأ المهربون إلى الجبال والطرق الوعرة وحملوا البضائع المهربة على ظهورهم وعلى الحمير والجمال، ومع ذلك فقد أٌحبطت محاولاتهم وتم ضبط العديد منهم وهم يتنقلون عبر الجبال، فلم تكتفي الوحدة بالنقاط بل وسعت نشاطها لتشمل التحريات، وتعاون المجتمع في المناطق المتاخمة لسيطرة العدوان.
التهريب.. طريق الأدوية القاتلة
يعد تهريب الأدوية أخطر جرائم التهريب، ففي الوقت الذي يبحث فيه المرضى عن دواء لإنقاذ حياتهم، يعمل ضعاف النفوس من خلال التهريب على إغراق سوق الدواء بأدوية تالفة ومنتهية الصلاحية، تعرضت لسوء نقل وتخزين، أو مزيفة لا تحتوي على أي قيمة دوائية، ويكون لها تأثير عكسي على المرضى وتضاعف أوجاعهم، وقد تكون محاليل وأجهزة طبية مقلدة وغير صالحة، تؤدي إلى تشخيص خاطئ للمرض.
العميد العجري أشار إلى أن الدواء يتم تهريبه بطرق “قاتلة” لا يخضع الدواء من خلالها لأي شروط أو مقاييس، فبعضها يتم تهريبه بجوار محركات السيارات وتحت درجات الحرارة العالية تصل إلى حد الغليان وبعضها يدفن في الصحراء حتى يتمكن المهرب من تمريرها.
من جانبه أكد رئيس الهيئة العامة للأدوية الدكتور علي عباس، في تصريحات لـ “الحراس” أن التهريب له مخاطر كبيرة ولا يمكن ضمان سلامة وجودة الأدوية التي يتم نقلها بطرق غير سليمة وغير صحية، وقد يؤدي استخدامها إلى أضرار بالصحة وتتحول من استخدام فعال وآمن إلى دواء غير مأمون وتؤدي إلى أضرار جانبية ولا تؤدي الأثر الطبي لها بل يكون لها أثر عكسي على المريض.
وكشف الدكتور عباس أن التعاون الوثيق بين الهيئة ووحدة مكافحة التهريب أثمرت عن ضبط ما يقارب 400 طن من الأدوية المهربة والمزور ومنتهية الصلاحية منذ بداية العام وحتى الآن في مختلف المنافذ الجمركية للبلاد.
وأشار إلى أن مختبر الرقابة الدوائية يقوم بفحص الأدوية التي تدخل البلد، كما تسعى الهيئة إلى الحفاظ على الأمن الدوائي وتشجيع الصناعة المحلية والوصول إلى الاكتفاء الذاتي للصناعة الدوائية الوطنية، ناصحا المواطنين بعدم شراء الأدوية المهربة كونها غير مأمونة الاستخدام وغير معروف مدى صلاحيتها.
من جهتهم أكد أطباء ومختصون لبرنامج “الحراس” أن التهريب يتلف الأدوية ويفقدها فعاليتها بشكل كامل فلا تعد صالحا للاستخدام، فمثلا أدوية مكافحة السرطان والسكري وأمراض القلب والكبد والفشل الكلوي والجلطات وغيرها التي تتطلب شروط نقل خاصة وتحت درجات حرارة منخفضة تأتي غير مبردة وغير صالحة، وتأثيرها لا يتجاوز الآثار الجانبية للمرضى بل قد تؤدي إلى الوفاة، محملين تحالف العدوان والذي يفرض الحصار على البلاد المسؤولية بتسببه في انقطاع شركات الأدوية الأم.
ختاما دعا ناطق وزارة الداخلية الجميع في وزارة الإرشاد والإعلام والعلماء والخطباء إلى تكاتف الجهود لمواجهة التهريب وكشف مخاطرة، وكذلك وزارة الصحة لوضع حلقات وبرامج حول هذه الآفة، مشددا على ضرورة تشديد العقوبة على جريمة التهريب وخصوصا تهريب الأدوية باعتبارها شروعا في القتل، بل تؤدي إلى الوفاة في حالات عديدة، مؤكدا أن وزارة الداخلية ستواصل جهودها في مكافحة التهريب، وكذلك في المجال الإعلامي، لكي يتنبه المواطن لهذا الخطر، وأن يكون اليمن كما واجه معارك النار أن يكون أيضا متحدا لمواجهة التهريب وخطر التهريب.