إعلام عربي : مسيّرة يمنية رادعة.. قوة “دفاع البحرين” تتلقى الردّ

عند بدء العدوان السعودي على اليمن عام 2015 بغطاء أمريكي شكلت الرياض ما يعرف بـ “التحالف العربي” تحت شعار “عاصفة الحزم” ثم “إعادة الأمل”، ضمت من خلاله إلى جانبها دولًا عربية عدة ومنها خليجية، كان على رأسها الإمارات الشريك الأول، وقطر التي انسحبت لاحقًا، والبحرين.

أرسلت البحرين قوة لا تتعدى الـ 100 جندي، وهي قوة مدفعية رابضت عند الحدود الجنوبية،ولم تكن ذات تأثير في المواجهة.

ما بعد الهدنة، عام 2022، توقف القصف الجوي، وأوقفت صنعاء ضرب العمقين السعودي والإماراتي، لكن عند الحدود بقي هناك قصف متقطع يتحول أحيانًا إلى متبادل وسرعان ما ينتهي عند هذه الحدود. لكن المدفعية السعودية تواصل دائمًا عملية قصف لمحيط القرى، أو استهداف مهاجرين أفارقة، وهو ما كان يوقع خسائر مادية وأحيانًا بشرية.

منذ أيام، استهدفت المدفعية السعودية محيط قرية في شمال صعدة، ما استدعى ردًا عبر طائرة مسيّرة استهدفت مربض المدفعية.

لم تعلن صنعاء أي جديد حول الرد الموضعي، في وقت أصدرت المنامة بياناً ينعي ضابطًا وجنديًا ويقدمهما كـ”شهيدين” لأداء الواجب، وهو أمر ساقط لأنهما ضمن عديد طاقم مدفعية سعودية كانت تعتدي على قرى يمنية آمنة.

الود السعودي كان عبر بيان للخارجية يحتوي مضمونه على مجاملات واضحة، والملفت أنه لم يتحدث عن تعرض الأراضي السعودية لـ “عدوان” كما جرت العادة، وهو ما فهم على أن الرياض غير معنية بتوتير الوضع مع صنعاء لعدم التأثير على جولة التفاوص القائمة والتي يحتاج السعوديون اليها، لاعتبارها مفصلية. وعدم التوصل لتفاهمات ترضي صنعاء سيعني عودة التصعيد، وبالتالي تأثر مشاريع المملكة الاقتصادية ورؤيتها لعام 2030.

كان واضحًا أن صنعاء أيضًا من خلال الصمت، كانت غير معنية بتضخيم الحدث، وأعطته بعدًا موضعيًا واضحًا مفاده أن نيران مدفعية استهدفت قرى آمنة وتم اسكاتها، وانتهت المسألة عند هذا الحد. يفهم ذلك بشكل جليّ من خلال عدم إصدار القوات المسلّحة اليمنية أية بيان.

لكن الملفت، هو مسارعة واشنطن إلى إدانة ما جرى، متغافلة عن أن السعوديين وطاقم المدفعية البحريني كانا يعتديان على قرى يمنية، حيث أكد المبعوث الخاص إلى اليمن في حديث لقناة “الجزيرة” أن الهجوم لا ينسجم مع ترتيبات “السلام”، واصفًا إياه بـ “الفظيع”، في وقت دعا المبعوث الأممي إلى تخفيف التوترات وحل الإشكالات بالحوار وعدم استهداف المدنيين.

في المحصلة، من الواضح أن حجم ما جرى هو اسكات نيران سعودية – بحرينية، وأنه عمل موضعي لا تأثير له على جولة التفاوض القائمة، وهو ما يفهم من تصريحات السعودية، وصمت صنعاء.

 

خليل نصر الله / موقع العهد

قد يعجبك ايضا