إعلام عربي : العرقلة الإماراتية خلف الباب: «أنصار الله» متفائلة بسلام وشيك
تقترب مفاوضات الرياض الجارية، منذ يوم الجمعة الماضي، بين وفد صنعاء والجانب السعودي، بوساطة عمانية، من وضع خريطة طريق للسلام في اليمن. فعلى مدى الأيام الفائتة من جولة المفاوضات المباشرة الثانية التي غابت عنها الأمم المتحدة والحكومة الموالية لتحالف العدوان، استمرّ الحوار حول التفاصيل النهائية للملفات المطروحة على الطاولة، وأهمها ملف المرتّبات.
ويبدي عضو المكتب السياسي لحركة «أنصار الله»، علي القحوم، تفاؤله بنجاح محادثات الرياض في نقل اليمن من حالة الحرب إلى حالة السلام.
ويقول، في تصريح إلى «الأخبار»، إن «هناك تفاهمات جديدة في معظم الملفات»، مؤكداً أن «صناعة السلام تمرّ بمرحلة مفصلية، بمساعٍ مشكورة من سلطنة عمان التي بذلت جهوداً كبيرة في سبيل إحلال السلام في اليمن». ويلمّح القحوم إلى أن «المفاوضات اقتربت من النهاية»، مشيراً إلى أن «أيّ نصر ديبلوماسي ينهي العدوان والحصار، سيكون له أثر إيجابي على مستوى المنطقة والعالم».
وعلى رغم رفضه الخوض في أي تفاصيل حول المفاوضات، أكد القحوم أن «ميلاد السلام بات وشيكاً، وأن المرحلة المقبلة سيكون عنوانها السلام وإعادة الإعمار والمصالحة الوطنية، وبناء علاقات متكافئة مع دول الحوار بعيداً عن الوصاية والتبعية والهيمنة».
ورداً على الموقف الإماراتي الذي نقله مستشار محمد بن زايد، عبد الخالق عبد الله، الذي قال إن مصير المحافظات الجنوبية بيد أبو ظبي، ملمّحاً إلى أن «الإمارات ستعمل على إفشال أي اتفاق يجري في إطار الوحدة اليمنية»، قال القحوم إن «صنعاء تحاور قائدة العدوان على الشعب اليمني (السعودية)، والإمارات عضو في التحالف ومارست جرائمها في اليمن كدولة مشاركة في التحالف. والمسؤولية سوف تقع على السعودية في حال عمدت الإمارات أو الميليشيات الموالية لها إلى إفشال أي اتفاق سلام».
وفي حين قلّلت حكومة المرتزقة وبعض الأطراف الموالية للإمارات من أهمية مفاوضات الرياض ونتائجها، جاء رد قيادات في حركة «أنصار الله» معاكساً لتلك التسريبات، إذ أكد عضو المكتب السياسي للحركة، حزام الأسد، أن «المفاوضات القائمة بين صنعاء والرياض تسير في أجواء إيجابية».
ونقلت وكالة «سبوتينك» الروسية عن الأسد قوله إن «محادثات السلام بين السعودية والوفد اليمني ستكون آخر الجولات التي تُعقد في الرياض»، في إشارة إلى اقتراب الانتهاء من التوافق على صيغة نهائية للسلام. ولفت إلى أن «المحادثات تجرى بوساطة عمانية بعيدة تماماً عن أي دور للأمم المتحدة التي كان دورها سلبياً ومؤجِّجاً للحرب طوال السنوات الثماني من الحرب والحصار على اليمن».
وسبق لحكومة الإنقاذ أن أكدت أن بند التعويضات ومعالجة آثار الحرب والدمار وإعادة الإعمار هو أحد أهم بنود السلام
ويقول مصدر مقرّب من حكومة صنعاء، لـ«الأخبار»، إن «النقاشات التي جرت على مدى الأيام الماضية، استكملت الحديث في البنود التي تمّ تأجيل النقاط الخلافية فيها في المفاوضات المباشرة التي عقدت بين الجانبين بحضور الوسيط العماني، وذلك في جولة صنعاء» التي جرت في نيسان الماضي، وقادها عن الجانب السعودي، سفير المملكة، محمد آل جابر، وعن “أنصار الله” رئيس وفدها، محمد عبد السلام. ويضيف المصدر إن «الجانب السعودي وضع تثبيت وقف إطلاق النار بشكل دائم في اليمن، بما في ذلك الغارات الجوية والهجمات العابرة للحدود، على رأس قائمة أولوياته، وحاول فتح ملف المنطقة العازلة مرة أخرى على رغم فشله مطلع العام الجاري في إقناع صنعاء بالموافقة على هذا الطلب تحت مبرّر المخاوف الأمنية، فيما لم يناقَش وضع الميليشيات المسلّحة الموالية لتحالف العدوان. كما وُضعت إعادة تصدير النفط الخام والغاز المسال في قائمة الأولويات».
وفي ظلّ استمرار تغييب حكومة المرتزق معين عبدالملك وما يسمى «المجلس الرئاسي» عن مفاوضات الرياض، حذّر موالون لتلك الحكومة من نتائج المفاوضات التي وصفوها بـ«المشفرة»، معتبرين أن «غياب أي تمثيل للحكومة الموالية لتحالف العدوان يؤكد أنها غير مؤهلة لقيادة المفاوضات، وأن تعدّد التيارات في أوساطها يضاعف احتمالات فشلها في أي مفاوضات تكميلية قادمة».
وفي هذا الإطار، لمّح مساعد رئيس تحرير صحيفة «عكاظ» السعودية الرسمية، عبد الله آل هتيلة، إلى أن «خلافات في جولة الرياض تدور حول وضع القوى اليمنية الموالية للتحالف»، مشيراً، في تغريدة على منصة «X»، إلى أن بلاده تسعى إلى إقناع صنعاء باحتواء تلك القوى في إطار ما وصفه «الدولة». وكان آل هتيلة قد ذكر في تغريدة سابقة، أن بلاده «لا تمانع حلّ كل الأحزاب والكيانات المسلّحة الموالية لها، في رسالة إلى صنعاء بأنها ضمن دولتها الجديدة».
وكشف عن تقديم بلاده عرضاً لصنعاء تمثّل في إقامة مؤتمر دولي لإعادة إعمار اليمن، لكنه أشار إلى ربط الخطوة بالتوصّل إلى اتفاق سلام في اليمن. وسبق لحكومة الإنقاذ أن أكدت، على لسان عدد من قياداتها، أن بند التعويضات ومعالجة آثار الحرب والدمار وإعادة الإعمار هو أحد أهم بنود السلام، متمسّكةً بتحميل الرياض كامل تكاليف تلك التعويضات.
* المصدر: الاخبار اللبنانية