“إعصار اليمن الثالثة” للصهاينة وأذنابهم “أينما تكونوا يدرككم الموت”: العملية زادت من منسوب القلق الصهيوني.. ووسائله تحذر من إعصار “الاثنين”:

على مبدأ أن من ينفّذ تهديداته للإمارات، سينفذ تهديداته للكيان الصهيوني، يتصاعد منسوب الهلع الصهيوني مع كل ضربة تتلقاها الإمارات، وقد أكدت ذلك عمليات “إعصار اليمن” الثلاث خلال الأسبوعين الماضيين، خصوصاً أن كيان العدو قد تلقى تهديداً مباشراً من قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في خطابٍ له بمناسبة المولد النبوي، بتوجيه أقسى الضربات الممكنة لاستهداف الأهداف الحساسة جداً على كيان العدو، في حال تورطه في أي حماقة ضد الشعب اليمني.

زيارة “الموت لإسرائيل”
بعد أن كانت “تل أبيب” عرضت على الإمارات تقديم المساعدة، وأكّدت ذلك بزيارة رئيس الكيان للأخيرة، ظهرت عاجزةً عن فعل أي شيء، وهي الأوهن من بيت العنكبوت، حيث لم تستطع حماية نفسها من صواريخ المقاومة الفلسطينية، التي دكتها خلال عملية “سيف القدس”.
بالرغم من أن رئيس الكيان قال لابن زايد لدى زيارته أنه “حاضر للتوصل لتحقيق الأمن لمن يسعون للسلام بالمنطقة”، حد قوله، إلا أنه اصطدم بعدم أمان المكان الذي هو فيه، والذي طالته نيران الغضب اليمني، لأنه لم يتعظ من هروب الجنود الأمريكيين إلى الملاجئ كجزء من استراتيجيتهم لمواجهة “إعصار اليمن الثانية” قبل أسبوع، بحسب ما اعترف به القادة الأمريكيون أنفسهم.
في توقيتٍ مفصلي ونوعي نفذت القوات المسلحةُ اليمنيةُ عمليةً “إعصار اليمن الثالثة، التي دكت فيها أهدافاً نوعية وهامة في إمارة أبو ظبي بعدد من صواريخ ذو الفقار الباليستية، وأهدافاً حساسة أخرى في إمارة دبي بعدد من الطائرات المسيرة نوع صماد 3، والأهم في التوقيت هو أنه جاء بالتزامن مع زيارة كيان العدو الصهيوني “إسحاق هرتسوغ” للإمارات، التي وطأتها طائرته عبر الأجواء السعودية.
تقارير إعلامية عبرية سابقة كانت حذرت من خطورة الوضع الأمني لزيارة رئيس كيان الاحتلال إلى الإمارات في ظل تعرضها لهجمات من قبل القوات المسلحة اليمنية، مؤكدة أن “الوضع مقلوب في الإمارات، وأنه لا يزال من الممكن حدوث أشياء”، منوهين بأن الكشف عن زيارة رئيس كيان العدو الإسرائيلي إلى الإمارات كان يجب أن تعلن في وقت الزيارة وليس قبلها بأسبوع.
المحللون الصهاينة أكّدوا في وسائل إعلامهم أن الهجوم اليمني على الإمارات أثناء زيارة الرئيس “هرتسوغ” ليس عبثا فهم يعرفون بالضبط متى وصل، وفي سياق الصدمة التي لحقت بالعدو الصهيوني نشرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية أن الاستخبارات “الإسرائيلية” طلبت من رئيس الاحتلال الإسرائيلي مغادرة الإمارات فورا.

اندلاع الأعاصير
في عملية “إعصار اليمن الأولى” دكّت الصاروخية وسلاح الجو المسيّر، مطاري دبي وأبو ظبي، ومصفاة النفط في المصفح، وعدداً من المواقع والمنشآت الإماراتية الهامة والحساسة، في 17 من يناير الجاري، باستخدام صواريخ ذو الفقار البالستية، وصاروخ قدس2 المجنح، وعدد كبير من طائرات صماد3 المسيرة، وآتت العملية أكلها من الوجع الإماراتي والصهيوني معاً.
في سياق التحرك الصهيوني الرسمي إبّان عملية “إعصار اليمن الأولى”، جاء اتصال رئيس كيان العدو لمحمد بن زايد لإدانة الضربات، ورسالة رئيس وزراء الكيان، وتصريحات وزير الخارجية للكيان الغاصب عبّر فيها عن وقوفهم مع الإمارات، فضلاً عن إعلان وزارة دفاع العدو الصهيوني عن إتمام اختبار جوي لمنظومة “أرو” للصواريخ البالستية، وكانت هذه التحركات بمثابة دليل قطعي على حالة التخبط والرعب التي عاشها الكيان رغم أن الضربات طالت الإمارات.
حديث وسائل الإعلام العبرية عن القلق من تعرض “إسرائيل” لهجمات مماثلة لهجوم اليمنيين على مواقع حساسة في الإمارات، وتصريحات المسؤولين الأمنيين للصحف العبرية أن مصدر القلق بالنسبة لهم يعود إلى إمكانية القيام بهجومٍ مماثل على مواقع “إسرائيلية” بواسطة مسيّرات موجهة ومتفجرة، ناهيك عن إشارة مراسلي القنوات العبرية إلى أن المسافة بين اليمن وأبو ظبي تناهز تقريباً المسافة بين اليمن و”إسرائيل”، كل ذلك يكشف حالة الهلع لدى كيان العدو من العمليات اليمنية في العمق الإماراتي.

إعصار كل اثنين
الإعصار اليمني الثاني لم يقتصر على الإمارات فقط بل طال في السعودية عدداً من القواعد العسكرية في ذات التوقيت، وأغارت القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير، على قاعدة الظفرة الجوية، التي يعسكر فيها 3500 جندي أمريكي، وأهدافاً حساسة أخرى في عاصمة العدوِ الإماراتي أبو ظبي بعدد كبير من الصواريخ البالستية نوع “ذو الفقار”، ومواقع حيوية وهامة في دبي بعدد كبير من الطائرات المسيرة صماد3، بعد أسبوع فقط منذ اندلاع الإعصار الأول.
جرأة اليمنيين باستهداف أهداف حساسة في الإمارات للمرة الثانية خلال أسبوع أرعبت الكيان الصهيوني، الذي أفصحت تقارير إعلامية لوسائل إعلامه عن تقديرات للعملية وخلفياتها تجعل من استهداف “إسرائيل” حقيقة واقعية، مشيرة إلى قدرة اليمنيين على استهداف أخرى أكثر حساسية في الإمارات، وهنا تناقلت صحف ومواقع إخبارية تصريحات لرئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الصهيونية السابق “عاموس يدلين” أكّد فيها أن التهديد الذي طال الإمارات سيطالهم.
لأنها تجاهلت تحذير القوات المسلحة أصبحت الإمارات في مرمى الصواريخ والمسيّرات اليمنية، كل يوم اثنين من كل أسبوع، في إشارة واضحة إلى فشل الدفاعات الجوية الأمريكية الموجودة في الإمارات، رغم تكرار الاستهداف لثلاث مرات خلال أسبوعين فقط، فضلا عن الإمكانيات الاستخباراتية العالية للقوات المسلحة.
القوات المسلحةَ أكّدت – لدى الإعلان عن تنفيذ “عملية إعصار اليمن الثالثة” – أن دويلةَ الإمارات ستظل غير آمنة طالما استمرت أدوات العدو الإسرائيلي بأبو ظبي ودبي في شن العدوان على الشعب اليمني، في إشارة واضحة إلى أن الرسالة كانت موجهة للعدو الإسرائيلي مباشرة خصوصاً وهو يتواجد في الإمارات.

التطبيع خيانة
بعد أن أقدمت الإمارات على تطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني في شهر أغسطس 2020، انتقلت حالة الخيانة الإماراتية للأمة وفلسطين، من السر إلى العلن، حيث أقدمت على عقد الكثير من الاتفاقيات الاقتصادية والسياسية والأمنية والثقافية، لتظهر بصورتها الحقيقية بجوار العدو الذي يغتصب جزءاً أصيلاً من أراضيها المقدسة، ما أدى إلى تصاعد السخط العربي والإسلامي ضدها لإقدامها على هذه الخيانة العظمى، وتواترت الأحداث ليصل التطبيع إلى أعلى مستوياته.
إعلان العدو الصهيوني وقوفه إلى جانب الإمارات، علاوة إلى أن المعلومات تشير إلى مشاركته في التصعيد الأخير في اليمن، هي من جعلت عملية “إعصار اليمن الثالثة” تأتي في التوقيت الذي يزور فيه رئيس الكيان للإمارات، فضلاً عن رسالة التأديب للإمارات في حضور راعيها وموجه سياستها العدائية لليمن والأمة.
رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط، بارك لأبناء الشعب اليمني وأبطال الجيش واللجان الشعبية عملية إعصار اليمن الثالثة، التي حققت أهدافها في العمق الإماراتي بأبوظبي ودبي، مؤكداً “الأمريكي والإسرائيلي لا يمكن أن يوفرا أي حماية لدول العدوان وأسلحتهما أثبتت فشلها وعجزها”.
رئيس الوفد الوطني المفاوض في تغريدة له على تويتر، اعتبر التطبيع الإماراتي وحده مع “إسرائيل” عدوان على الإسلام والمسلمين، مؤكداً أن العدو الإسرائيلي لم يحظى بعملاء كهؤلاء قاصداً الإماراتيين، ومشيراً إلى أن العدوان على اليمن بعض خدماتهم التي يقدمونها للصهاينة، ومتوعداً العدو الإسرائيلي وعملاءه بيوم آتٍ لا محالة تعمهم فيه لعنة الشعوب.

“قدس” و “وعيد”
في خضم تعاظم القدرات الصاروخية وسلاح الجو المسيّر اليمني، شهد التصنيع الحربي ابتكارات عدة واكبت متطلبات معركة التحرر والاستقلال، من بينها ما أثار رعب العدو الصهيوني، الذي عمل التصنيع حساب استهدافه في إطار المواجهة الشاملة الحتمية، التي قد تندلع قريباً بين محور المقاومة والكيان الغاصب، وفي سياق معركة اليمن لمواجهة المحتلين وأسيادهم.
صاروخ “قدس” بجيليه الأول والثاني، بما تدل عليه تسميته وما أفصح عنه القادة العسكريين اليمنيين، هو من أبرز ما يهدد كيان العدو، فضلاً عن طائرة “وعيد” المسيّرة التي أُزيح الستار عنها العام الماضي في معرض الشهيد القائد للصناعات العسكرية، بمدى يصل إلى 2500 كم، وقدرة تطال أي هدف معادٍ حتى في تل أبيب.
اعتراف القوات الأمريكية بهروبها إلى الملاجئ، وتواتر التقارير الصحفية الغربية بتعاظم القدرات اليمنية، وتضاعف خسائر الإمارات اقتصادياً جراء الضربات الأولى والثانية والثالثة، وتوقف الملاحة في مطارات الإمارات، وتكرار تهديدات القوات المسلحة لدى كل عملية، بأن الإمارات دويلة غير آمنة، كل هذه تجسد فاعلية العمليات اليمنية وفشل منظومة العدوان.
الرسالة التي وجهتها القوات المسلّحة عبر “عملية إعصار اليمن الثالثة” هذه المرة، وصلت بقوة إلى العدو الصهيوني مباشرة عبر رئيسه، بدلاً من تناقلها عبر الاتصالات والرسائل، وكان مُفادها أينما ذهبتم تطالكم الأعاصير اليمنية ويلاحقكم الموت حتى وإن كنتم في الإمارات.

 

الثورة /عبدالجليل الموشكي

قد يعجبك ايضا