إعادة تموضع قوات التحالف: مساعدة الرياض للنزول عن الشجرة؟
جولة دبلوماسية رفيعة المستوى تقودها الولايات المتحدة من جهة والمبعوث الأممي من جهة أخرى، بالتوازي مع إعادة التموضع لقوات التحالف السعودي التي انسحبت من المخا والحديدة وتعز وشبوة وحضرموت متجهة نحو مأرب والمناطق الحدودية الجنوبية مع السعودية والتي شهدت مؤخراً استهدافًا لفيلق سعودي بـ 7 صواريخ باليستية في الظهران كان متوجهاً لتحشيد القوات في المدينة.
تتعدد السيناريوهات حول طبيعة المشروع السعودي والاماراتي ومن خلفهما التحالف للمرحلة المقبلة، وسط توقعات بمحاولات جديدة لإقناع الجيش اليمني واللجان الشعبية بوقف المعركة في مأرب مقابل تسليم الحديدة وفك الحصار، إلا ان هذا الطرح القديم الجديد كان قد طرح سابقاً ولم “يتنازل” الطرف السعودي بالقبول به، معوّلاً على قدرة قواته على تغيير المعادلة ميدانياً بطريقة تمكّنه من كسب بعض أوراق الضغط، والتي خذلته بالنتيجة، فهل سيكون تجديد هذا العرض هو طرح أميركي لمساعدة الرياض على “النزول عن الشجرة”؟، أم انها تحشيد وتحصين المنطقة المحاذية لباب المندب قبيل حسم المعركة في مدينة مأرب، خاصة بعد تصريح البرلماني التابع لحكومة الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي ان “ما يجري هو بدء تنفيذ اتفاق دولي يهدف لإغلاق ملف مدينة الحديدة وهو يقضي بالاكتفاء بقوات طارق المتواجدة في المخا لحماية الممرات الدولية وإعداد خارطة جغرافية جديدة تتضمن منح ما بين 3-2 كلم شرق الساحل الغربي، وعلى امتداد جبهة الساحل التهامي من الخوخة إلى الدريهمي…”.
فقد كان من اللافت ان الانسحاب قد جاء بعد وصول المبعوث الأممي هانز غروندبرج إلى الساحل الغربي اليمني بيوم واحد، ولقاءه طارق صالح وقيادات أخرى على علاقة مباشرة مع المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم اماراتياً. كما تجدر الإشارة إلى ان التحالف قد هدد بشكل مباشر كل الألوية والوحدات العسكرية التي كانت ترفض إخلاء مواقعها والاستجابة لنداء الانسحاب بالقصف العنيف ما يجبرهم على الانسحاب الفوري، كما حصل مع ما يسمى “الأولوية التهامية”.
مع وصول قوات صنعاء إلى مدينة مأرب ومحاصرتها من كافة الجبهات، وجهوزيتها الكاملة للدخول إليها عند إعلان ساعة الصفر، يبقى الحسم للأيام القادمة التي ستشهد السيطرة الكاملة على مأرب، وبالتالي سقوط مديرية الوادي عسكرياً مع إصرار الجيش واللجان على حسم المعركة، والاتجاه نحو التفاوض يأتي إليها الطرف السعودي مكرهاً دون أوراق تفاوضية.
وكانت السعودية قد شنّت حربًا على اليمن في آذار عام 2015 دعماً للرئيس المنتهية ولايته منصور هادي، أُطلق عليها اسم “عاصفة الحزم”، وقد شارك فيها العديد من الدول الخليجية والعربية ضمن تحالف تقوده الرياض، إضافة للدعم اللوجستي والاستخباري من الثلاثي الأميركي- البريطاني-الإسرائيلي، حيث انتهك التحالف خلالها القوانين الدولية والإنسانية، وارتكب فظائع وجرائم حرب بحق المدنيين.