“إسرائيل غدة سرطانية” أين ستهرب من فلسطين ؟
الحقيقة/الوقت التحليلي
لا تزال القضية الفلسطينية القضية الأهم في وجدان الشعوب العربية والإسلامية، فبالرغم من تصاعد المشكلات العربية وازديادها فقد بقيت أم القضايا العربية، والجرح الذي ينزف حتى الآن، كيف لا وشعبها ما انفك يقدّم الغالي والنفيس من أجلها فهي الأرض والعرض وهي تلك الشمس الساطعة التي طغت بنور عدالة حريتها على كل النجوم، فلا تزوير الماضي ولا تزييف الحاضر قد يُنسي أنها ذلك الوطن الوحيد في العالم الذي ما زال يقع تحت وطأة وبراثن الاحتلال في زمن ادّعى أنه زمن الحق والعدل، كيف لا تكون القضية المحورية وهي تمتلك أهمية عظيمة لدى الديانات السماوية.
يذكر أن الإمام الخميني الراحل (طاب ثراه)، دعا قبل 36 عاماً خلال نداء تاريخي إلى إحياء الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك باعتبارها يوماً عالمياً للقدس العالمي، مؤكداً بأن “إسرائيل” غدة سرطانية لا بدّ من زوالها، وأن تحقيق الوعد الإلهي قريب.
محاولات الغدة السرطانية الإسرائيلية للتوسع في العالم
الصهيونية هي حركة سياسية ظهرت أواخر القرن التاسع عشر الميلادي داخل التجمعات اليهودية وسط وشرق أوروبا، وقامت على فكرة إيجاد كيان سياسي ينهي حالة التيه التي يعيشها اليهود منذ إخضاعهم من قبل المملكة الآشورية، وفق المعتقدات التلمودية، ويسمح بعودة الشعب اليهودي إلى الوطن أو الأرض الموعودة فلسطين والتوسع بعد ذلك في أنحاء العالم.
كلمة صهيوني مشتقة من الكلمة صهيون العبرية وهي أحد ألقاب جبل صهيون في القدس كما ورد في سفر إشعياء، فيما وردت لفظة صهيون لأول مرة في العهد القديم للملك داود الذي أسس مملكته 1000–960 ق.م فيما صاغ هذا المصطلح الفيلسوف “ناتان بيرنباوم” في عام 1890، لوصف حركة أحباء صهيون، وأقر التسمية المؤتمر الصهيوني الأول في عام 1897.
نشأة الغدة السرطانية وأحلامها التوسعية
ارتبطت نشأة الحركة الصهيونية في الأذهان بالكاتب والصحفي السويسري “تيودور هرتزل”، ورغم الدور المركزي لهرتزل في المشروع الصهيوني، فإن ابتكار كلمة صهيونية يعود للصحفي السويسري ناتان بيرنبون، زميل هرتزل حين ابتكر هذا المصطلح عام 1890. وكان بيرنبون يؤكد أنه يعني النهضة السياسية لليهود بعودتهم الجماعية إلى فلسطين، أو بمعنى آخر إعطاء مضمون سياسي وقومي لليهودية. وقبلهما، تبنّى مجموعة من الحاخامات القضية اليهودية منذ أواسط القرن التاسع عشر مدفوعين بموجة معاداه السامية التي اجتاحت أوروبا في تلك المرحلة وتواصلت حتى أواسط القرن العشرين.
واكتسبت الحركة الصهيونية اهتماماً سياسياً وإعلامياً مهماً في أوروبا والعالم مع انعقاد مؤتمرها الأول بين 29 و31 أغسطس/آب 1897 في مدينة بال السويسرية، وتوّج المؤتمر أعماله بإعلان قيام الحركة الصهيونية العالمية، وانتخب لها لجنة تنفيذية اتخذت من فيينا مقرّاً لها، وتعززت هذه المؤسسات بذراع مالية هي الصندوق اليهودي الذي تأسس بناء على مقررات المؤتمر الخامس عام 1901.
وبالتزامن مع هذه الخطوة، تواترت موجات هجرات اليهود الشرقيين إلى فلسطين ولاسيما من روسيا بعد الثورة البلشفية الفاشلة عام 1905، وبعد ذلك باركت القوى الاستعمارية قيام وطن لليهود في فلسطين، لكن بريطانيا وهي الوصية على فلسطين كانت تريد ألّا تكون الدولة اليهودية مرادفًا لنفي حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم، واستطاعت العصابات الصهيونية إعداد نفسها لما بعد مرحلة الوجود البريطاني، ففي عام 1947 مثلاً كانت عصابات الهاغانا تتوزع على أربعين ألف عنصر في قوات الجيش والأمن التابعة لسلطات الانتداب.
“خطة أديانا” وهجرة اليهود إلى “باتاغونيا”
لقد ذكر لنا القران الكريم بأن اليهود سوف يهيمون في الأرض وسوف يعيشون متفرقين، ولن يتمكنوا من إقامة دولة يهودية آمنة يعيشون فيها، وحول هذا السياق أفادت العديد من المصادر الإخبارية بأن القادة الصهاينة بذلوا في السنوات الأخيرة الكثير من الجهد، لاحتلال مدينة “باتاغونيا”، الواقعة جنوب تشيلي، والتي تعتبر الأجمل في أمريكا اللاتينية، علماً أن مساحة 256 ألف كيلومتر مربع منها تابعة لتشيلي، و 787 ألف كيلومتر مربع منها تابعة للأرجنتين، وذلك كبلاد بديلة محتملة ليهود العالم ولفتت تلك المصادر الإخبارية إلى أن اليهود وضعوا خطة في عام 1980 لاحتلال الضفة الغربية وفي عام 2007 وضعوا خطة جديدة لاحتلال والسيطرة على مناطق متفرقة في ألمانيا وكل هذه الأحدث تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن هذه الغدة السرطانية الاسرائيلية تبذل الغالي والنفيس من أجل التوسع والانتشار في نقاط مختلفة من هذا العالم.
هل يمكن لهذا الورم السرطاني الخبيث أن يكون قاتلاً وأن ينتشر في العالم؟
بلا شك أن هذه الغدة وهذا الورم السرطاني سيكون قاتلاً وضاراً على البشرية خاصةً وأنها تبذل الكثير من الجهود للتوسع في أنحاء مختلفة من العالم، لكن هذا لن يحدث إلا إذا توافرت الظروف المناسبة لها، ولم تجد من يردعها ويقضي عليها ولكن الوعد الإلهي للمؤمنين وتحذيرات الله سبحانه وتعالى لليهود أنفسهم في القران الكريم، تدل على أن هذا الورم السرطاني سيتم القضاء عليه قبل أن يتمكن من تدمير العالم.
واستناداً إلى هذه الآيات وهذه الروايات الدينية، أكد الإمام الخميني (ره) وقائد الثورة الاسلامية دائماً على نقطتين: أولاً، وجود زوال متأصل في نظام الكيان الصهيوني، وثانياً ، بذل الجمهورية الإسلامية الكثير من الجهود للتعجيل بعملية الزوال. وهنا تجدر الإشارة إلى:
1) الزوال الحتمي للكيان الصهيوني:
أ- لا ينبغي أن يكون هناك شك في أن هذه الشجرة الشريرة “إسرائيل”، والتي ” اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار “، لن يكون لها أي أساس واستمرارية وسيتم تدميرها بالتأكيد.
ب- الكيان الصهيوني هو في الواقع كيان قواعده ضعيفة للغاية، ولهذا يمكن القول هنا بأن هذا الكيان الضعيف محكوم عليه بالزوال.
ج- على الرغم من الأحلام الحمقاء لقادة الكيان الصهيوني بالسيطرة على العالم، إلا أن الأحداث والوقائع تؤكد يوماً بعد يوم بأن هذا الكيان أصبح قريباً من حافة الانهيار.
2) مواقف إيران تجاه الكيان الصهيوني والقضية الفلسطينية
أ- لقد سارعت إيران خلال الفترة الماضية إلى دعم العمل الفدائي الفلسطيني عن طريق التحاق وفود من الشباب الإيرانيين إلى فلسطين لشدّ أزر المجاهدين من خلال تقديم العون والمشاركة في العمليات الجهادية ضد قوات الاحتلال الصهيونية، خاصة بعد تصريح الإمام الخميني (ره) الذي حثّ فيه على الجهاد في سبيل تحرير القدس.
ب- إن معظم الفلسطينيين يعتبرون طهران أحد أهم الداعمين لهم عبر التاريخ ولهذا فلقد وصلوا إلى قناعة تامة بأنه لا يمكن الاستغناء عنها خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمرّ بها المنطقة.
ب- لقد تبنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية القضية الفلسطينية منذ اللحظات الأولى لقيامها، فولت وجهها شطر المسجد الأقصى وبدأت بدعم وتشكيل الحركات المقاومة للاحتلال الإسرائيلي في فلسطين ولبنان، وحوّلت السفارة الإسرائيلية إلى سفارة فلسطين، واستقبل ياسر عرفات حينها في طهران استقبال الأبطال.
د- نظراً لأهمية هذه القضية وما لها من دلالات بالنسبة إلى المسلمين عموماً والامام الخميني (ره) خصوصاً التي احتلت منزلة عظيمة في وجدانه وفكره، وهو ما جسده على أرض الواقع حيث خصص لها يوماً مهماً سيظل في الذاكرة الإسلامية إلى غاية تحرير القدس من براثن الصهاينة، أسماه يوم القدس العالمي.
ح- القادة والمسؤولين الإيرانيون يؤكدون بأنه في ظل استمرار السياسات اللا إنسانية والمعادية لحقوق الإنسان واستمرار صمت الشعوب الإسلامية والعربية تجاه ما يحدث في فلسطين، ستستمر طهران في دعمها للشعب الفلسطيني.
هـ – أبناء الشعب الإيراني يؤكدون بأنهم مستعدون لمواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلية ومناصرة إخوانهم الفلسطينيين المظلومين الذين عانوا الكثير والكثير من الظلم والعدوان