إحياءُ ذكرى المولد النبوي ومدلولاتُه ومدى تأثيره على العدو
بقلم: لؤي الموشكي
الماسونية الصهيونية تترقَّبُ عن كثب اقتراب ذكرى المولد النبوي الشريف، وعندما أتحدث عن الماسونية الصهيونية فأنا أتحدث عن الجهةِ المخفية من خلف الكواليس، من يتحكم ويقود قوى الاستكبار العالمي: “أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل وغيرها”، ومثل ما قلنا إنه من كُـلّ عام ومثل هذا التوقيت كعادتها الماسونية الصهيونية في كُـلّ عام تترقب الصفعة التي ستتلقاها هذا العام.
أحب أن أنوّه إلى أن الاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف لم يأتِ مؤخّراً، وإنما الاحتفاء بهذه المناسبة مُنذ القدم ونحنُ نحيها ونحتفل بها، ولكن في الآونة الأخيرة اتسعت رقعة الاحتفالات بشكل أقوى مما في السابق مصحوبة برسائل صادمة ومرعبة للعدو “سنتحدث عن ذلك في سياق المقال”.
لم يأتِ الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف حديثاً أَو كان في فترة زمنية محدّدة، بل إن الاحتفال بهذه المناسبة كان منذ القدم، فجميع المسلمين في أنحاء العالم يحتفلون بذكرى المولد النبوي الشريف من كُـلّ عام لقوله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}.
وهنا يتفرد الشعب اليمني عن غيره من الشعوب بالاحتفال والتعبير عن حبه وتوليه لرسول الله -صلوات الله عليه وآله وسلم-، هُنا يثبت الشعب اليمني استحقاقه للوسام الذي منحه لهم رسول الله عندما قال: الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية.
فمنذ بزوغ شهر صفر تبدأ التجهيزات والاستعدادات والفعاليات في جميع المحافظات والمديريات والعزل والقرى والحارات والبيوت اليمنية تمهيداً ليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول، ليخرج الملايين في جميع أنحاء اليمن احتفاءً بذكرى مولد خير البشرية، مولد من تعجز الأقلام والألسن عن وصف هذا اليوم وعن عظمة من ولد فيه، فهذا اليوم ليس كأي يوم، فهو اليوم الذي عم نوره السماوات والأرض بـكلها، هو يوم تجلت فيه مظاهر الرحمة للناس، فهو بدايةً أخرج الناس من الظلمات إلى النور.
إنه مولد خاتم الرسل، مولد من استبشر به الأنبياء وتمنوا لقاءه، مولد من علمنا الوقوف ومواجهة الطاغوت، مولد من منحنا العزة والكرامة، مولد من أذل اليهود وأعز المسلمين، مولد من تعلمنا منه معاني الجهاد في سبيل الله، مولد من تعلمنا من أقواله وأفعاله وتحَرّكه وتوجّـهه كيف نكون أعزاء.
يجب علينا استشعار هذه المسؤولية والاهتمام بهذه المناسبة ومعرفة عظمتها ومدلولاتها وعدم التفريط بها، يجب أن نعلم أن استعدادنا وخروجنا في هذه المناسبة بهذه الجموع تُربك العدوّ وتجعله يعيد ترتيب أوراقه، لا نستهين بالأمر ونتساهل، فالموضوع مهم مهم جِـدًّا وأمرٌ مرعب للعدو.
العالم بكله صار يترقب خروج اليمنيين أنصار رسول الله للاحتفاء بهذه المناسبة ليجددوا مناصرتهم لرسول الله على خُطى أجدادهم الأوس والخزرج، فهذه المناسبة من الجانب الإيماني تُطهر وتُزكي نفوسنا وتزيدنا معرفةً برسول الله، ففي مثل هذا اليوم اليمنيين وبقية المسلمين في أنحاء العالم بكل مكوناتهم وطوائفهم وفرقهم يجددون بيعتهم وتوليهم لرسول الله عدا الفرقة الوهَّـابية هي الوحيدة التي تُعارض وتُحرم الاحتفال بالمولد النبوي وتجوز الاحتفال بسروال المؤسّس ويوم الحليب ويوم الحب ويوم الناقة والدجاج… إلخ.
مطلوب منا الوعي والبصيرة تجاه هذه المناسبة لكي ندرك أهميتها، فبجانب التصحيح للمسار وتجديداً للنوايا فهي تمثل كما أسلفنا صفعةً قويةً للعدو، تعودنا بهذه المناسبة أن يكون هناك خطاب للسيد القائد جزءٌ منه يخصِّصُه للقضية الفلسطينية وقضايا الأُمَّــة وجزء من هذا الخطاب يخصصه للعدو الصهيوني بتهديدات وإنذارات، تجعل العدوّ يعيد ترتيب أوراقه العدائية من جديد.
ما أود التركيز عليه لنا كيمنيين أن الاحتفاء بهذه المناسبة على كُـلّ مسلم ومسلمة ينتمي لرسول الله -صلى الله عليه وآله-، فهي تشكل حافزًا فاعلًا ودافعًا قويًّا ومؤثرًا حتى للمسلمين أنفسهم في جميع البلدان، فتجهيزنا واستعدادنا وخروجنا لهذه المناسبة توصل للعدو رسالة بأن محمدًا لم يمت، وأن من سيواجهونهُ هو محمد.
بالمختصر من لم يتفاعل بصدقٍ بهذه المناسبة فهو بعيد عن محمدٍ ودينه..