أين تقع الطفولة المفجوعة في حسابات الغرب والشرق؟!
عين الحقيقة/كتب / توفيق حسن علوية
بمجرد ما بدأت أحداث سوريا لم تخل شاشة تلفزيونية أو شاشة هاتف أو حاسوب إلا وتحدثت عن أطفال سوريا، ولم يترك أهل الشهرة في العالم وأهل الأضواء من ممثلين وممثلات وراقصات ونجوم رياضيين وأثرياء وغيرهم أي فرصة للحديث عن أطفال سوريا، ففوج آت ووفوج مغادر من مخيمات فيها سوري لاجئ!
ولو أن كل هذا الاهتمام بالأطفال السوريين كان لصالح عودة الأمن إلى سوريا ليعيشوا في أوطانهم بكل كرامة لكان سرورنا سروراً بالغا، إلا أن الجميع يعلم بأن كل هذا الاهتمام كان ولا يزال أولا لإبقاء هؤلاء الأطفال خارج سوريا تحت وطأة الفقر والغربة والمرض، وثانياً لتبشيع صورة الدولة السورية، وثالثاً من أجل إبقاء التكفيريين داخل سوريا لكي تستمر الحرب، بالإضافة إلى أهداف أخرى من قبيل إبقاء العالم الغربي آمناً من الخطر التكفيري.
فلم يكن الاهتمام بالأطفال السوريين إلا لأجل ضررهم وتغريبهم وتجويعهم استراتيجياً وإن تم إطعامهم وتسليمهم الهدايا شكلياً وظرفيا.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: أليس أطفال اليمن من ضمن الأطفال؟
أليس أطفال فلسطين من ضمن الأطفال؟
أليس أطفال اليمن مرضى وتحت شفار الموت؟
أليس أطفال فلسطين من المعتدى عليهم وتحت شفار الاحتلال؟
أليس أطفال اليمن جوعى وتتهدم البيوت عليهم؟
أليست الأبنية تتهدم على أطفال فلسطين؟
أليس ما يحصل مع أطفال اليمن وأطفال فلسطين على مرأى ومسمع من كل العالم ولاسيما على مرأى ومسمع من كل المنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية والإقليمية والمحلية؟!
أين حقوق الطفل هنا في اليمن وفلسطين في الميزان الأممي؟
أين أولئك الذين تصدروا الشاشات والصحف والإعلام عندما أرادوا إنجاح المؤامرة على سوريا الحبيبة تحت شعار الطفولة في سوريا؟!
ألا يستحق أطفال اليمن وفلسطين أوسع اهتمام في العالم مع كل هذه الجرائم البشعة؟
لماذا يخرس الجميع أمام حقوق الطفولة في اليمن وفلسطين؟
لماذا يصم الجميع الآذان أمام صوت الطفولة الجريحة في اليمن وفلسطين؟
لماذا تعمى العيون أمام هذه المشاهد المروعة للطفولة في اليمن وفلسطين لاسيما في اليمن حيث تعيش الطفولة هناك أسوأ جريمة في تاريخ الوجود البشري بعد جريمة الطفل الرضيع في كربلاء؟!
بالنسبة إلينا نحن نفهم لماذا كل هذا العمى والصمم والخرس، ولكن لا أدري بالنسبة لغيرنا إذا كان هذا معلوماً ومفهوما؟!
إن سبب العمى والصمم والخرس عما يجري بحق الطفولة في اليمن وفلسطين هو الثنائي المجرم الذي يمارس الجريمة المنظمة والمسكوت عنها والمفتوحة بلا أي حساب أو إدانة!
نعم إنه الثنائي المجرم الأعرابي الجاهلي والصهيوني الذي تحركه القبضة الأميركية وتدعمه وتخرس أي صوت يمكن أن يكون له صدى ولو لمجرد الإدانة!
فليس للطفولة أي معنى إذا كانت مقتولة بيد الأعراب الأجلاف والصهيونية ما دامت أميركا هي التي تدفعهما وتقودهما!
إن كل ما جرى ويجري بحق الطفولة المفجوعة في اليمن وفلسطين هو برهان وبأعناق كل العالم، وليس لأحد أي مبرر في لزوم منع كل ما يجري على الطفولة من جرائم، ولو أن كل أب في العالم تبرع بجزء من مخصصات طفله لأطفال اليمن وفلسطين لما كان أي منة له في ذلك بل هذا من الضروري والبديهي!
إذ كيف يفرح أطفال العالم لاسيما الأطفال في العالمين العربي والإسلامي وأطفال اليمن وفلسطين في حزن دائم وقائم؟!
كيف يشبع أطفال العالم وأطفال اليمن جوعى؟
كيف يصح أطفال العالم وأطفال اليمن تحت شفار المرض؟
والآن والعالم يعيش أعياد الميلاد كيف يمكن أن يصدق أي أحد أن المسيح عليه السلام يرضى بأن يفرح هو أو يفرح أتباعه وهناك طفولة مسحوقة في اليمن وفلسطين؟
فلتسقط كل شجرة ميلاد قائمة ومزينة طالماً أن أطفال اليمن وفلسطين ضحية الموت والجوع والمرض والدمار! ولتخرس كل الأجراس اذا لم تقرع لأجل الطفولة المسحوقة في اليمن وفلسطين!
لو كان المسيح عليه السلام موجوداً بيننا الآن هل سينضم إلى أميركا والأعراب الجاهليين والصهاينة ضد الطفولة المسحوقة في اليمن وفلسطين أم أنه سيكون مع الأطفال وكل مدافع عنهم؟!
سؤال برسم كل من يقرأ كلامنا هذا!